قال يوني بن مناحيم الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية بموقع المعهد الأورشليمي للشؤون العامة، إن منظمة التحرير الفلسطينية تعيش أصعب امتحان لها منذ تأسيسها، لاسيما بعد مرور شهر كامل على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن القدس عاصمة لإسرائيل، دون أن تتخذ هذه المنظمة الفلسطينية أي خطوة ضد الولايات المتحدة، وما زالت الانتفاضة مشلولة على الأرض.
وأضاف: محمود عباس يخشى كسر قواعد اللعبة مع إسرائيل، وسيكتفي بعقد اجتماع للمجلس المركزي دون أن يغير شيئا من الإعلان الأمريكي، ناقلا عن مسؤولين فلسطينيين كبار أن منظمة التحرير تمر بأزمة كبيرة منذ تأسيسها، خاصة بالنظر إلى رد فعل عباس تجاه القرار الأمريكي.
وأشار ابن مناحيم، الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن عباس يخشى عودة العمليات المسلحة، واستخدام السلاح الناري ضد إسرائيل، لأنه يخاف أن يفقد سلطته، واستلام حماس للضفة الغربية، ويرى أن مجرد إقامة السلطة الفلسطينية إنجاز وطني مهم، لذلك فإن عباس يسعى لشراء المزيد من الوقت في الساحة الداخلية الفلسطينية، اعتقادا منه أنه لن يغير من حقيقة الإعلان الأمريكي، ويريد استغلال ذلك لإظهار نفسه محاربا كبيرا للولايات المتحدة.
وأكد أن كل المعطيات تؤكد أن الفلسطينيين يواجهون تحديا وطنيا تاريخيا، وكل المؤشرات تشير إلى أن عباس مقيد الحركة، في ظل عدم حصوله على غطاء عربي لمواجهة قرار ترمب، بل إن بعض الدول العربية المعتدلة لا ترى في هذا الإعلان نهاية العالم.
كما أن عباس لا يريد تفكيك السلطة الفلسطينية، ولا يسعى لوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، هو لا يريد الذهاب لمعركة طويلة الأمد أمام الولايات المتحدة، رغم أن اجتماع المجلس المركزي القادم بعد أيام، قد يتخذ قرارات حماسية لكنها فارغة من أي مضمون.
وختم بالقول: عباس سيعمل على إثارة الكثير من الضوضاء حوله في اجتماع المجلس المركزي، لكنه في النهاية سيبتلع الضفدع على أمل أن يحصل على تعويض من واشنطن بسبب رد فعله المعقول على قرار ترمب تجاه القدس.