بقلم| أمينة أمين
بعد غياب لمدة شهرين، بعد الغياب الأول من العام الماضي التي إمتدت من فترة 15 أكتوبر إلى غاية 28 ديسمبر 2020، التاريخ الذي عاد فيه المعيّن عبد المجيد تبون، إلى أرض الوطن بعد رحلة علاج قيل أنها بسبب فيروس كورونا والذي شكك فيه غالبية الشعب الجزائري، تلك العودة كانت للإمضاء والمصادقة على الدستور الجديد، ليطير بعدها إلى ألمانيا لإستكمال رحلة العلاج التي تتطلبت إجراء عملية بسيطة على رجله. كل هذا اللغط بخصوص صحة المعيّن عبد المجيد تبون طرح عدة أسئلة هل الكورونا سببت له مشكل في رجله ؟!
والملاحظ أن علامات أثار الجلطة الدماغية كانت بادية على وجهه الشيء المؤكد أن الرئيس لم يصاب بالكوفيد_19. يغيب مرة أخرى لمدة شهرين آخرين بدون إعطاء أي معلومات عن حالته الصحية ليعود مجدداً إلى أرض الوطن، ويخاطب شعبه في ذكرى عيد الشهيد التي تصادف 18 فبراير من كل عام. ألقى خطابه الذي كان مسجل وعملية القص واللصق كانت واضحة لتعطيك فكرة أن التسجيل إستغرق وقتاً طويلاً، ذكرنا بزمن الرئيس الأسبق المريض، عبد العزيز بوتفليقة وعمليات التركيب في التصوير لإظهاره في أحسن صورة أمام الأنظار. أهم ماجاء في خطابه.. في البداية ، أشاد بمناسبة ذكرى اليوم الوطني للشهيد، ببطولات الشهداء الذين ضحوا بالنفس والنفيس ليدغدغ بها مشاعر المهوسين بالوطنية. كما شكر ، الشعب على مرافقته في عدة ورشات منها تغيير السلوك والتكفل الاجتماعي رغم الصعوبات ورغم الجائحة. و رفع الأجور لضعفاء الدخل الذي لا يتجاوز 30 ألف، وإعفاء البعض من الضرائب. عفو رئاسي لصالح 55 إلى 60 شخصا. تعديل حكومي سيعلن عنه في 48 ساعة القادمة لقطاعات إنتقد تسييرها المواطنون. تصنيع لقاح كورونا رسميا خلال الأشهر القادمة في الجزائر.
طبعا قضية تصنيع اللقاح الكذبة الكبيرة التي سبقت تاريخ سمكة أفريل. حل البرلمان و الدعوة إلى إنتخابات مبكرة مع عدم تحديد تاريخها. مرت 48 ولم يفرج إلا عن بعض المعتقلين وقد يعودون للسجون في أي لحظة. أما التعديل الحكومي لا جديد يذكر، ربماالمكالمة الهاتفية من إيمانويل ماكرون أجلت ذلك. قرارت تدل على أن المعيّن لايملك من أمره شيئاً وقد إنتهى سياسياً، والأمور لا تبشر بالخير و صراع الأجنحة على أشده بعد عودة الجنرال خالد نزار وإلغاء الأحكام الصادرة في حقه بالمتابعة الدولية. وكذلك عودة الجنرال محمد مدين ، المدعو التوفيق رئيس المخابرات الأسبق ورد الإعتبار بالبراءة مما نسب إليه من الإتهامات، وكانت كلها فصول مسرحية أمام الشعب لتهدئته. كل هذا يعطيك مؤشر أن بعد تصفية المقبور أحمد القايد صالح كانت العاصفة التي عصفت بجناحه وآخرهم سيكون المعيًن تبون. هل كانت صدفة أم محسوبة !! اليوم الذي ظهر فيه تبون مخاطباً شعبه، فقد صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسمياً عن مشاركة الجيش الشعبي الوطني بالساحل خلال لقاء المجموعة الخمسة (G5 sahel)
كنا ننتظر أن يكون الرد من المعيّن في مجمل ماجاء في خطابه، لكن الصمت الرهيب كلما تعلق الأمر بالتصريحات الفرنسية تجاه الجزائر. إن عودة عبد المجيد تبون جاءت لذر الرماد في العيون، و إمتصاص غضب الغاضبين من الشعب، و نحن على بضعة أيام من الذكرى الثانية للحراك، التي يريد النظام جعلها رمزاً للإحتفال بها تحت مسمى الحراك المبارك الأصيل ليبقى مجرد ذكرى مضافة لبقية الذكريات، وليس فصلا آخر لثورة ثانية ربما تكون أكثر نضجاً من حراك 22 فبراير 2019. و قد يظهر جناح آخر سيستغل عودة الحراك ليكون إنقلاب أبيض يتم فيه عزل المعيّن تبون كما فعل المقبور رئيس الأركان أحمد القايد صالح وأطاح بالمرحلة البوتفليقية حين شعر بأن البساط سيسحب من تحت أرجله.
والأيام حبلى بالأحداث.