بقلم | أمينة أمين

زار الفريق الأول ستيفان تاو نساند، القائد العام للقوات الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، الجزائر و كان في إستقباله رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق السعيد شنقريحة، خلال الأيام القليلة الماضية، بمقر أركان الجيش الوطني الشعبي، و بحضور كل من الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني وقادة القوات والدرك الوطني ورؤساء دوائر و مديرين مركزيين بوزارة الدفاع الوطني وكذا أعضاء الوفد الأمريكي. وحسب ماجاء في تصريح وزارة الدفاع الوطني الجزائري، على أن الطرفان أجرى محادثات تناولت التعاون العسكري بين البلدين، والقضايا ذات الاهتمام المشترك. و أعرب الجانب الجزائري عن الأمل في أن يكون هذا اللقاء مثمراً وحاملاً لآفاق جديدة، إنطلاقاً من كون الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية تحوزان على إمكانيات كبيرة لتعزيز شراكتهما من خلال ميكانيزمات مختلفة قائمة على الشفافية والصراحة والمصالح المشتركة. و بأن الجزائر تمكنت من دحر الارهاب بعد كفاح مرير وبدون هوادة خلال التسعينات، وهو إنجازا كان ثمنه تضحيات جسيمة، بشرية ومادية. مؤكدين أن الجزائر تغلبت على الإرهاب وحدها ودون مساعدة من أي طرف أجنبي كان، بفضل عزيمة وإصرار قواتها المسلحة والتعاون الوثيق بين مختلف الأسلاك الأمنية وكذا القناعات العالية للمواطنين.

طبعا هذا حسب بيانات المؤسسة العسكرية، التي لا أساس لها من الصحة و الذي يعلمه الخاص والعام، أن الإرهاب هو صنيعة الجنرالات وأن الذي كان في إستقبال وفد الأفريكوم ، القائد للأركان السعيد شنقريحة كان في السابق ضمن من أسفكوا دماء الأبرياء في المنطقة المسماة الأخضرية التي عرفت مجازر بشعة وبشهادة الضابط السابق حبيب سوايدية في كتابه الحرب القذرة. لكن لم تكونوا شفافيين مع الشعب الجزائري بخصوص هذه الزيارة وماهي هذه المصالح المشتركة التي بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، التي جاء وفدها الممثل في الأفريكوم، ليأخذ الصك على بياض، والتطمينات بخصوص أحد أهم بند في الدستور الجديد الذي تسوقون له وتسابقون الزمن لتمريره، والتي تتمثل في جاهزية الجيش الجزائري للمشاركة خارج قواعده في إفريقيا وغيرها من المناطق الأخرى. إنتخابات الإستفتاء على الأبواب وحددت بتاريخ الأول من نوفمبر التي تصادف الذكرى 66 للثورة التحريرية، و هي سابقة أولى لم تحدث من قبل بأن تمت برمجة أي إنتخابات أو إستفتاء بتواريخ الأعياد الوطنية. بل حتى أن الدخول المدرسي، الذي كان من المفترض أن يكون بشهر أكتوبر، تم تأجيله إلى مابعد الإستفتاء على الدستور, مستعدين بالتضحية بالعام الدراسي وبالأجيال الصاعدة من أجل مناصبهم وهم في أرذل العمر، لا يهمهم إلا إرضاء الغرب على حساب أهل الأرض.

إن الطبخة خطيرة على البلد والشعب، يريدون تمرير هذا الدستور البوتفليقي الذي أراد من خلاله أن يجد له الصيغة القانونية ليكون الجندي الجزائري مرتزق تحت الطلب الخارجي بعدما كان غير مسموح به من قبل، وإقتصر على التعاون اللوجيستيكي والسماح للطائرات الفرنسية بعبور الأجواء الجزائرية وتزودها بالكيروزان من القواعد العسكرية الجزائرية المتواجدة في الصحراء بالجنوب الجزائري لتقلع لقصف المسلمين في مالي بدافع محاربة الإرهاب.

على مايبدو أن أول وجهة لفيالق من الجيش الجزائري ستكون إلى مالي لتعوض عسكر فرنسا هناك وبالتالي تكون الجزائر قد انظمت الى مجموعة G5 التي تظم النيجر، تشاد، موريتانيا، بوركينافاسو و مالي بحجة محاربة المجموعات الإرهابية النشطة بالساحل الإفريقي.

الوضع السياسي المتأزم الذي تعيشه الجزائر واللاشرعية التي يوجد فيها المعيّن عبد المجيد تبون جعل من أمريكا وفرنسا يبتزون الجزائر في جيشها للزّجّ به في النزاعات والحروب في إفريقيا وغير إفريقيا.

ليس للجزائر أي فائدة في هذه المصالح المشتركة مع الأعداء، و المستفيدين هم الجنرالات بضمان كراسيهم وأموالهم التي ينهبونها من خزينة الشعب، والرشاوي التي يتلقونها من الأسياد على عمالتهم. الجزائر ماهي إلا البقرة الحلوب التي تدر بخيراتها على أمريكا وفرنسا وباقي الدول الغربية و الصين.

الجيش الجزائري سيكون عبارة عن مرتزقة يحاربون عن أمريكا وفرنسا ومن المؤكد سيتم إنشاء قاعدة للأفريكوم في الصحراء الجزائرية الكبرى وهذا ماكانت تطالب به أمريكا في السنوات الماضية. من هنا فصاعدا وعلى غير العادة، يمكننا مشاهدة آباء وأمهات الضباط و الجنود الجزائريين، في إستقبال أبناءهم داخل توابيت موشحة بالعلم الوطني بعدما يتم قتلهم في معارك نابوا فيها عن الجندي الغربي، و للأسف لم يموتوا في سبيل الله وإنما في سبيل أعداء الله. و ستسمع كلمة الشهداء تردد عبر الإعلام، لتمويه المغفلين من الشعب الذين يتفاخرون، بجيشهم الذي يعد ثاني جيش إفريقياً والأول مغاربياّ والثاني عربياً بعد مصر، و المصنف مع العشر الأوائل في العالم.

وهذا طبعاّ مايقرأه من عناوين جرائد ومجلات الجيش. كيف لجيش أن يكون قوي وهو يشتري سلاحه الخردة من روسيا، ولم يشارك إلا في ماعرف بحرب الرمال بسبب النزاع على الحدود مع المغرب ذات اكتوبر عام 1963، و عامي 67 و73 إلى جانب مصر في حروبها ضد إسرائيل، والحقيقة كلنا نعلمها، هزائم نكراء للجيوش العربية التي لم تذق الإنتصار ولو لمرة واحدة، والسبب معروف، لأن الجيوش عميلة وإلى يومنا هذا.

هذه هي الجزائر الجديدة التي وعدكم بها المعيّن تبون تحت حكم جنرالات الجيش المرتزق بدلاّ من الجيش الوطني الشعبي