لقد اسدل الستار على المسرحية الهزلية اخيراً ، التى كانت ابطالها معتقلين او متواجدين على خشبة المسرح مكممين الأفواه ، ومقيدي الايدى والارجل، اى إقامة جبرية حتى الكومبارس الوحيد، لا يسمح له بالظهور والاستعراض على خشبة المسرح، وتغلف المسرح بالكامل بصور بطل المسرحية الوحيد والاوحد داخل المسرح وخارجه.
وتم عمل دعاية واسعة بجميع وسائل الاعلام، مسموعة مقروءة مرئيّة ، وبالشوارع والميادين غير التصريحات لبطل المسرحية الهمام بالتهديد والوعيد للجمهور المشاهد تارة، ثم بالحماس وادعاء الحرية والديمقراطية بمشاهدة المسرحية اى كان سواء أعجبتهم ام لا ولكن عليكم الحضور والمشاهدة تارة اخرى ، ثم بالإغراء لمن يحضر المسرحية سوف يحصل على مكافأت، منها مالية ومنها معنوية ومنصب بالدولة وتمرير مصالح، فضلاً عن بسطاء الجمهور لحضور المسرحية مقابل السكر والزيت والمكرونة وهكذا.
ولكن للاسف لم يحضر الجمهور بالعرض الاول، فقام بطل المسرحية باستئجار مجموعة من الكومبارس رجال ونساء وحتى اطفال باليوم الثانى لعرض المسرحية ، ولكن كانت مكشوفة وواضحة لدى العالم داخليا وخارجياً من الجمهور العام، فقام بطل المسرحية فى اليوم الثالث للعرض، بالتهديد القانونى بفرض غرامات على المشاهدين الذين رفضوا الحضور ومشاهدة العرض المسرحي المخجل الهزيل لليوم الثالث على التوالى.
وقال الجمهور العريض من المصريين كلمته الأخيرة بصمت أقوى من الرصاص، لن نشارك فى هذه المهزلة ؛ لن نشاهد حتى فصولها الثلاث ؛ لأننا ببساطة استوعبنا الدرس وضحك علينا من قبل او على معظمنا، والآن قراءنا النص جيداً دون حضور، بل فهمنا فحوى المسرحية كاملا من سيناريو وحوار وإخراج، ومؤثرات صوتية وخلافه، وتعرفنا عليها من بعيد دون حضور لمشاهدة عرضها على الهواء مباشرة ،لان المؤمن لا يلدغ من جحره مرتين .
حقاً وقف الجمهور المصرى بكل شموخ وكرامة وذكاء وشهامة بسلاح لم يتوقعه معدين المسرحية ولا بطلها الهمام ، موقف الجمهور العريض باستخدام سلاح المقاطعة الصامت الذى كان ابلغ من اى سلاح اخر، وقد شاهد العالم اجمع مدى صموده ورفضه حضور هذه المسرحية الهزلية التى عرضت على المسرح العسكرى هذا العام ، فكانت كالطعنة بالخنجر فى صدر بطل المسرحية ، ومعدينها جميعاً وخصوصاً مروجيها ممن يسموا إعلاميين .
وهكذا قال جمهور مصر العظيم لبطل العرض الفاشل الباطل ، انتهى الدرس يا غبى، وكفى لعب بعقولنا واستهزاء بافكارنا ، فنحن جمهور عصى ابى كريم ، يخطىء بعض الوقت، وليس كل الوقت ، وكلمتنا الاخيرة قادمة لا محالة ، ولكنها ستكون مفاجئة لكم جميعاً ومدوية ايضاً ، وبطريقة مبتكرة كعادتنا كجمهور مصرى مبدع عبر التاريخ ، وسوف تكون كالصاعقة عليكم جميعاً ان شاء الله ، وان لغداً لناظره قريب ؛. انتهى الدرس يا غبى ؟؟!!
د. عبد الحكيم المغربى
مستشار ومحلل سياسي
30/3/2018