أثار ما كشفت عنه صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بأن طائرات الاحتلال الصهيوني تقوم بعمليات عسكرية وقصف لأهالي سيناء، المخاوف القديمة ذاتها من التهجير القسري بحق المصريين، في حين تعالت أصوات في الإعلام المؤيد للانقلاب تطالب السفيه عبد الفتاح السيسي، باستكمال مخططه بإخلاء سيناء من سكانها، الأمر الذي بدأه في 2013، باستخدام القوة الغاشمة.
وقال شهود عيان من أبناء سيناء إن طائرات أسموها بـ”الزنانة” بدون طيار تظهر عليها بوضوح نجمة داود وعلم كيان الاحتلال الصهيوني، كثفت من استهدافها منازل مواطنين مصريين في منطقة شمال شرق سيناء، وأكد برلماني سابق من أبناء المنطقة، أن التنسيق بين الانقلاب والصهاينة وصل مستوى غير مسبوق، وأن قتل الأبرياء من أبناء سيناء يتم من دون هوادة أو رحمة تحت ستار مكافحة الإرهاب.
ونفى الناشط السيناوي عيد رحومة أية علاقة بين من تتم مهاجمتهم من قبل سلطات الانقلاب وقتلهم بدم بارد من المدنيين الأبرياء، وبين الإرهاب المزعوم، مشيرا إلى أن من يمارسون القتل ضد أهل سيناء الآن هم من يرهبون القرى والبلدات الآمنة بطائراتهم المتعددة الأنواع.
وتتهم سلطات الاحتلال الصهيوني قبيلة السواركة المصرية، التي تتخذ من منطقة شرق ووسط سيناء مستقرا لها، بالإرهاب، واستهدف جيش الاحتلال الصهيوني، وإيواء عناصر من غزة، وأمر السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بتهجير المصريين من سيناء تمهيدا لتسليمها في “صفقة القرن” التي تضمن احتلال كامل الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشريف، وهذا مخطط صهيوني بالاتفاق مع السفيه السيسي مضمونه هو تسليم سيناء أولا لـ”إسرائيل” ثم الدلتا ثانيا حتى الوصول إلى النيل، وتعد سيناء موقعاً استراتيجياً فائق الخطورة جغرافياً وعسكرياً، وهي جزء غال على كل مصري شهدت معارك ضد الاحتلال الصهيوني على أرضها، ونال شراب الشهادة على رمالها أكثر من مئة ألف مصري.
من جهته أكد يوني بن مناحيم، الخبير الصهيوني في الشؤون العربية، إن التنسيق الأمني بين جنرالات الاحتلال وجنرالات الانقلاب في عهد السفيه السيسي يتزايد ويتوثق بصورة ملحوظة، وبات السفيه السيسي بنظر «إسرائيل» هو الزعيم العربي الأكثر شجاعة لمحاربة الإخوان المسلمين، وبات لا يتحرج بأنه يتعاون أمنيا مع «إسرائيل، فهل هذا يعني وفق تأكيدات بن مناحيم أن السفيه السيسي عميل اخترق الجيش ووصل إلى السلطة بانقلاب ويقوم بما كلف به الآن؟
نعم نقصف سيناء!
وأعترف بن مناحيم، في مقاله بموقع «نيوز ون الإخباري»، أنه رغم نفي جنرالات الانقلاب والصمت «الإسرائيلي» عما أوردته صحيفة نيويورك تايمز، لكن كلامها لم يفاجئ السيناويين كثيرا؛ لأنهم يعلمون بالأمر منذ زمن بعيد، ويرون طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تعمل في أجواء سيناء أكثر من نظيرتها المصرية، فهي أكبر حجما، وذات ألوان أكثر، وتحدث ضجيجا أعلى، ويطلق عليها بدو الصحراء اسم الزنانة.
وأكد أن الجيش المصري لا يمتلك طائرات استطلاع قادرة على تفجير أهداف على الأرض، كما اعترف قائد سلاح الجو يونس المصري في 13 أكتوبر 2016، بقوله إن ما لدى الجيش المصري من طائرات استطلاعية لجمع المعلومات الأمنية زودته بها الولايات المتحدة والصين، اللتان رفضتا تزويده بطائرات استطلاعية هجومية.
ولا توجد عائلة مصرية إلا ولها شهيد في سيناء، وقد طلبت الحكومة الصهيونية والأمريكية حكومات المخلوع مبارك بإخلاء جزء من سيناء، وبعد وصول السفيه السيسي لحكم مصر، فان تسليم سيناء لـ”إسرائيل” أصبح على الأبواب فبعد سماح السفيه السيسي بتواجد قوات خاصة إسرائيلية على أراضي سيناء، وسماحه بمرور الطائرات الحربية الصهيونية في سماء سيناء، حتى قناة السويس وجميع قراراته تصب مع المصالح الصهيونية ضد شعوب المنطقة العربية.
بيع يا عباس
كما أكدت الإذاعة الصهيونية -في وقت سابق- أن السفيه السيسي طلب من عباس ابومازن ترك فلسطين لليهود في مقابل تعويضهم بعشرات أضعاف الأراضي التي سيخرجون منها في سيناء، ودائماً ما يصاب السفيه السيسي بالجنون حينما يسمع بالعمليات الفدائية التي تنفذها المقاومة ضد جيش الاحتلال، ودائما ما يقرر تعويض “إسرائيل” عن ذلك بقتل المزيد من الجنود والضباط المصريين وإصابة العشرات، في عمليات هجومية لا تزال وحتى الان غامضة، فيما يرجح مراقبون وعسكريون انها من تدبير المخابرات الحربية بالتعاون مع عناصر دحلان في سيناء وتنسيق مع طائرات جيش الاحتلال الصهيوني.
كما أمر السفيه السيسي ببناء سور محاذي لقطاع غزة، بينما حدود مصر مع العدو الصهيوني مفتوحة للصهاينة يسرحون ويمرحون بكل حرية، ولم يكتف السفيه السيسي بذلك بل أمر عصاباته بتهجير شعب سيناء الأعزل، الذي يتعرض لإبادة من عصابات السفيه السيسي، بسبب رفضه للانقلاب العسكري الدموي وبسبب دعمه للمقاومة في غزة.
واتهم السفيه السيسي المقاومة في غزة بتنفيذ العملية ضد الجنود المصريين، والحقيقة وكما يؤكدها المراقبون والعسكريون الدوليون ان المخابرات الحربية المصرية هي المسئولة عن قتل هؤلاء الجنود، وقد عود السفيه السيسي المصريين على قتل أبنائهم الجنود عقب تبريره لأي مؤامرة يدبرها، الغريب أنه وبعد أي عملية للمقاومة ضد جنود الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة، يسارع السفيه السيسي إلى الانتقام من المصريين ثأراً لدماء قتلة الأنبياء والمرسلين، وقد يقتل في مقابل جنديين صهيونيين نحو 30 جنديا مصريا ويصيب العشرات ويهجر المزيد من أهل سيناء، وهذا ربما يؤكد أن دم الإسرائيلي مقدس عند السفيه السيسي.
يشار إلى أن صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، كشفت في تقرير لها السبت الماضي، أن الطائرات من دون طيار الصهيونية تخترق الأجواء المصرية بصورة شبه يومية، منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، مشيرة إلى أن هذا الأمر يتم بكل تأكيد بالتنسيق مع جنرالات الانقلاب المصري.
وأضافت أن هذا النوع من الطائرات لا يقصف فقط، ولكن يضطلع بمهام استطلاعية لرصد تحركات المسلحين ومساعدة الجيش المصري في مهماته على الأرض، وأشارت إلى أن أهالي سيناء ضاقوا من القصف المتكرر من قبل الطائرات الإسرائيلية والجيش المصري، فضلاً عن جملة الانتهاكات الأخرى من اعتقالات وتصفيات جسدية، وأكدت أن “الموساد” يجنّد بعض من وصفتهم بـ”العملاء” للإبلاغ عن أي تحركات قرب الحدود، لرصد الدوريات العسكرية الصهيونية تمهيداً لتنفيذ هجوم مسلح عليها أو إطلاق صواريخ.