بقلم| محمد عبد العزيز
صَدِّق أو لا تُصَدِّق، حقيقة و ليس خيال، نحن في عام 2020 ، ولازال في الأمة رجال.!!!
هذا البطل بناءً على تاريخ ميلاده 13 مارس 2002، استشهد يوم الجمعة 16 أكتوبر 2020، و عمره بالضبط ثمانية عشرة عاماً و 7 أشهر و ثلاثة أيام.!!!
بحسب ما توصلت إليه، فهذا مختصر قصة الرجل: كان عبد الله أنزوروف من مسلمي دولة الشيشان، يدرس و يقيم في فرنسا، و استفزه معلم التاريخ بعرض الرسوم الساخرة التي نشرتها مجلة شارل إبدو إساءة لرسولنا صلى الله عليه وسلم، عرض المعلم الرسوم على الطلاب، بحجة حرية الرأي، مستهزئاً بمشاعر هذا الشاب المسلم، و لما اعترض على الإساءة لم يلق له المعلم بالا و استمر في غيه ظنا منه أن كل المسلمين مثل العرب، ” مجرد ظاهرة صوتية “، و قد شكا والد عبد الله أنزوروف، هذا التصرف لإدارة المدرسة فرفضوا تصحيح الأمر.
توعد عبد الله أنزوروف، هذا المعلم الفاجر و كمن له في طريق عودته من المعهد و قتله حمية لدينه و رسوله، و فصل رأسه عن جسده ليكون عبرة لمن تسول له نفسه التجرأ على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. حاصرت الشرطة الفرنسية الشهيد عبد الله أنزوروف بعدد كبير و نحن هنا أنا أمام روايتين: الأولى أن الشرطة طلبت منه الاستسلام و الاستلقاء على الأرض ففعل، لكنهم رغم ذلك قتلوه. و الثانية تقول أنه رفض و هددهم من بعيد بسكين معه فقتلوه. فإن صحت الرواية الثانية فلم يكن هناك داع لقتله فالشرطة الفرنسية مدربة تدريب عال و لها من الوسائل و الأدوات ما يضمن لها القبض على مسلح بسكين دون أن يصيبهم خدش لاسيما أنهم مجموعة كبيرة، لكن يبدو أن الجُبن و الروح الصليبية الحاقدة تغلبت في نفوس رجال الشرطة الفرنسية فقتلوه ولم يقبضوا عليه، و هذا بمثابة إعدام مُقَنَّع خارج القانون، فعلى حد علمي لا يبيح القانون الفرنسي قتل المطلوبين طالما استسلموا لرجال الشرطة، أو أمكن القبض عليهم بشكل ما، فضلاً عن أن فرنسا قد ألغت عقوبة الإعدام، و لذلك لا يمكنني تصنيف ما قامت به الشرطة الفرنسية سوى أنه جريمة و قتل خارج القانون، و إن كان الفيديو المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي عن لحظة قتل الشهيد عبد الله غير واضح إلا أنه يثبت أمراً خطيراً، و هو أن الشرطة أطلقت النار فوراً على الشهيد بعد نحو 52 ثانية من ندائهم عليه بتسليم نفسه، بزمن لم يتجاوز الدقيقة الواحدة، بينما توجد سوابق حصار لمطلوبين مسلحين غير مسلمين حاصرتهم الشرطة الفرنسية لساعات قبل أن تضطر لإطلاق النار او استعمال العنف.!!!
من الجدير بالذكر لمن لا يعرف، تعتبر فرنسا أسوأ دولة صليبية في أوروبا تنافس صربياً في حقدها على المسلمين، يرضع شعبها كراهية و معاداة الإسلام و المسلمين في مناهج التاريخ الفرنسي، و يفوز في انتخاباتها المرشحين الأكثر عداءً للإسلام و المسلمين، و الحقيقة أن الحرب الفرنسية ضد الإسلام و المسلمين مستعرة منذ قرون، تعلو موجاتها و تنخفض لكنها مستمرة بلا توقف. في المقابل يصر عملاء فرنسا في بلادنا على تجميل وجه فرنسا القبيح و غسل أيديها المخضبة بدماء المسلمين، فيحدثوننا عن الفوائد العظيمة لحملة الاحتلال الفرنسية على مصر، ولا يذكرون شيئاً عن جرائم نابليون في مصر و جرائم الاحتلال الفرنسي في الجزائر و غيرها، و جرائمها الحديثة في إفريقيا الوسطى ضد المسلمين و دعمها للعصابات الصليبية المسلحة لا يخفى إلا على الجهلة و المغفلين، و الحقيقة أن الحديث عن جرائم و مخازي فرنسا يحتاج إلى مجلدات.
ننتقل الآن إلى الحكم الشرعي لمن يسب الرسول صلى الله عليه وسلم. من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحكمه القتل أياً كانت ملته إلا أن يكون مجنونا ففي أمر المجنون حصراً إثبات و نظر. و هذا ثابت بالحديث الشريف و روايات الصحابة و السنة العملية لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل كعب ابن الأشرف الذي كان يسبه و يشنع على أمهات المؤمنين، و أهدر دماء المرأة التي قتلها زوجها لأنها كانت تسب الرسول صلى الله عليه وسلم، و على هذا يجمع جمهور أهل العلم، و حتى بعض مراكز الفتوى التابعة المائعة تفتي بقتل من يسب الرسول صلى الله عليه وسلم ، لكنهم يتبعونها دائماً بعبارة و لكنه افتأت على حق السلطان لأن السلطان هو المخول بتنفيذ حد القتل فيمن سب الرسول صلى الله عليه وسلم. و هذا في وجهة نظري من التدليس و التلبيس، فهم يحيلون تنفيذ حدود الله و الذب عن عرض الدين و الأمة لمجهول مفقود غير موجود، فأين هو سلطان المسلمين الذي سيقيم الحد على خنازير شارل إبدو و أتباعهم من أمثال هذا الخنزير الذي قتله الشهيد عبد الله أنزوروف، و هل يجروء حاكم واحد من حكام المسلمين الحاليين على مطالبة فرنسا بتسليم هذا المعلم و أمثاله..؟؟؟!!!
لقد عطل فقهاء السلطان حدود الله سواء في قضية عبد الله أنزوروف أو غيرها و تركوا الأمة بلا قصاص ولا حام يدفع عنها بفقه عقيم لا يحقق مصلحة ولا يعالج واقعاً تعيشه الأمة في ظل حكام لا نأخذ من أمثلهم طريقة إلا عنتريات كلامية بينما لازال يحكم بلاده بالشريعة العلمانية. الرواية الفرنسية تحدثنا عن إرهابي متطرف قتل المدرس الطيب الحنون الذي لم يقصد سوى المناقشة و إبداء الرأي، و هذا شيء متوقع من الإعلام الفرنسي المنحاز ضد كل ما هو مسلم، فمن منكم يتذكر المفكر الفرنسي الكبير جاروديه الذي كان ملء السمع و البصر في فرنسا، فلما أعلن إسلامه تجاهله الإعلام الفرنسي تماما و وضعوه في سلة المهملات و لم يعد أحد يسمع عنه.!!!
الإعلام العربي على دين الحكام العرب، يولول على المعلم الفرنسي و حقه في حرية الرأي و يدين المدافع عن نبيه و يسمه بالتطرف و الإرهاب، و هذا موقف طبيعي و متوقع من إعلام لا ينتمي إلينا و لا إلى ديننا ولائه و انتمائه بالأساس للغرب.. لكن الجريمة الأكبر كانت في بيان الأزهر الذي قال فيه بالحرف الواحد: ” يعرب الأزهر الشريف عن إدانته للحادث الإرهابي الذي وقع في العاصمة الفرنسية باريس اليوم الجمعة و أسفر عن قيام شخص متطرف بقتل مدرس و قطع رأسه، و يؤكد الأزهر رفضه لهذه الجريمة النكراء و لجميع العمال الإرهابية.!!! ” فمن يدافع عن نبينا من وجهة نظر الأزهر الذي يرأسه أحمد الطيب الذي حذرنا من مكره و محاولات إعادة تدويره مراراً و تكراراً و محاولات تلميعه كحام و مدافع عن الإسلام و المسلمين، فها هو يعود و يظهر وجهه القبيح و يصف عمل من يدافع عن نبينا صلى الله عليه وسلم، بالعمل الإرهابي و يصف الشهيد بالمتطرف و يصف الدفاع عن رسولنا بالجريمة النكراء معتمداً على الرواية الفرنسية دون تحقيق أو تدقيق.!!! لازال القرآن يفسر آياته أمام أعيننا أحداثاً و أشخاصاً. { و إن تتولو يستبد قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } رحم الله الشهيد و جعل كتابه في عليين و أكثر من أمثاله و عتق الأمة من قيود الفقه الماجن الذي نشره فقهاء السلطان فأصابوا الأمة بالشلل الرباعي و حولوها لأمة عاجزة فاشلة خاملة يسب نبيها و يطعن في شرفها فتستحي من أن تدافع عن نفسها، و تجرم و تدين من يدفع عنها.!!! لقد أوضحنا من هو الإرهابي، ولكن يبقى سؤال الهام حول عبد الله أنزوروف، هل هو حقاً مراهق أم أننا نحن المراهقون.؟؟؟!!!
…………… محمد عبد العزيز …………… 22/10/2020م.