بأى ذنب حرق أبانوب، ذلك الرضيع البرئ الذى لم يذنب فى حياته حتى يلقى هذا المصير البشع بسبب إهمال طبى جسيم حين تركه الأطباء فى “كبسولة” حتى تفحم جسده الرقيق وتحول جلده الطرى الناعم إلى قطع من صوف أسود ليلقى نهايته وتصعد روحه إلى أرحم الراحمين.
الطفل بعد وفاته
لم يكن يعلم جرجس، والد الطفل، أن ابنه يذهب إلى لحظاته الأخيرة فى الدنيا، فيقول: “ذهبنا إلى المستشفى وقرر الطبيب وضعه فى الحضَّانة وكانت الساعة العاشرة مساء وبالفعل تم ترك الطفل وذهبنا إلى المنزل فى انتظار زيارته اليوم التالى، لم تمض سوى ساعات معدودة حتى اتصلوا بنا فى السادسة من صباح اليوم التالى ليبلغونا بوفاة الطفل.
هنا يقطع الحديث ماجد ميلاد، عم الطفل، قائلا: “ظننا فى الأمر أن الوفاة حدثت طبيعية وكدنا أن نستلم الطفل، وكان ملفوفا فى ملاءة بيضاء، فعندما فتحت هذه الملاءة فوجئت باحتراق الطفل بالكامل”، فقمنا بإبلاغ الشرطة وتحرير محضر فى قسم الوراق بمقتل الطفل عن عمد”.
ويوضح عم الطفل، علمنا بعد ذلك أن الطفل تم وضعه فى “الكبسولة” وهى التى يتم وضع الأطفال فيها لضبط درجة حرارة الجسم قبل وضعه فى الحضَّانة، من المفترض أن أقصى مدة يقضيها الطفل فيها تتراوح من 3 إلى 4 دقائق فقط، لكن تم وضعه لمدة أكثر بكثير وعلمنا بعد ذلك خلال تحقيقات النيابة أن الكبسولة “بايظة” وكانت فى مرحلة الصيانة وكان أبانوب هو أول طفل يوضع بها، فى إهمال طبى جسيم لأطباء وممرضات الحضَّانة فى المستشفى”.
تقرير المستشفى
يعود والد الطفل، ويستكمل حديثه بمزيد من الأسى والمرارة الواضحة فى كلامه، علمت من تحقيقات النيابة أيضا أن هناك طفل آخر سبق وتعرض لنفس الموقف ولكن تم إلحاقه، موضحا أن التقرير الصادر من المستشفى أظهر أن سبب الوفاة هبوط حاد فى الدورة الدموية نتيجة تضخم شديد فى عضلة القلب أدى إلى قصور فى الوظائف الحيوية.
وناشد والد الطفل المكلوم، بتحقيق العدالة ومساعدته فى الحصول على حق ابنه الذى لقى حتفه نتيجة إهمال طبى من الأطباء والممرضين.
“صحة الجيزة” تحول طاقم التمريض للنيابة
الطفل المتوفى