تداول نشطاء مقطعا مسربا لاجتماع لمجلس خبراء القيادة الإيراني، عام 1989، بعد وفاة المرشد الإيراني الأول، الخميني، والذي انتهى بانتخاب خامنئي مرشدا للجمهورية.
وفي التسريب الذي يبدو خاصا بأرشيف التلفزيون الإيراني، يظهر خامنئي معترضا على انتخابه مرشدا للجمهورية، لكونه لا يتمتع بالمواصفات الكافية ليكون خليفة للخميني.
واحتج خامنئي الذي انتخب بموافقة 56 عضوا في مجلس الخبراء، مقابل اعتراض 20 آخرين، بعد جدول حول انتخاب مرشد أو هيئة لحكم البلاد، ورأس الجلسة وقتها هاشمي رفسنجاني.
فقد قال خامنئي إنه غير مؤهل للحكم، وإن الأمة التي لا يوجد بها أحد يحكمها أفضل منه يجب أن تبكي دما.
وتابع معترضا: “انتخابي فيه مشكلة فقهية، ولقد أخبرت السيد رفسنجاني بذلك، وأنا أرفض هذا الأمر قطعيا، سأكون مرشدا صوريا وليس حقيقيا وأعضاء المجلس يدركون معنى ما أقول”.
وقال: “الكثير من أعضاء المجلس يقولون إن رأيي وقراري ليس حجة عليهم، أنا لست مرجعا للشيعة، كما ينص الدستور الإيراني، وأنا لست فقيها ولا صاحب رأي في المسائل الدينية والقضايا الإسلامية”.
وتابع: “لقد جئت إلى هنا اليوم لمناقشة مسألة انتخاب حاكم للبلاد، فردا كان أو هيئة، ولم أتوقع أن يوافق المجلس على انتخاب فرد بدلا من مجلس للحكم”.
إن توقيت التسريب له علاقة بالاحتجاجات في إيران، وسط أصوات منادية بتنحي خامنئي.
وترأس الاجتماع المسرب، هاشمي رفسنجاني، الملقب بصانع الرؤساء في إيران، وكان الهدف من المجلس التصويت على انتخاب هيئة عليا للحكم في إيران، أو شخص يخلف الخميني في منصب مرشد الجمهورية.
كما ناقشت الجلسة ذاتها أن يكون المرشد مؤقتا إلى أين طرح استفتاء على الشعب الإيراني لانتخاب حاكم للبلاد.
وبعد الموافقة على انتخاب فرد، مرشدا للجمهورية، وتسمية خامنئي، دعم رفسنجاني القرار قائلا: “عندما زار خامنئي كوريا الشمالية وظهر إلى جانب الزعيم الكوري في وسائل الإعلام، قال الخميني إن خامنئي يليق به أن يكون مرشدا لإيران”.
يذكر أن مقترح انتخاب فرد مرشدا للجمهورية حصل على 46 صوتا مقابل 42 لصالح انتخاب هيئة حكم انتقالية.
ولم ينل خامنئي لقب “آية الله” وهو لقب يمنح لمن يبلغ درجة الاجتهاد العليا في الفقه الإسلامي، والمذهب الجعفري، وكان يحمل حينها لقب “حجة الإسلام” وهو لقب يطلق على طلبة الحوزة الشيعية الذين يدخلون في مرحلة التعليم العليا في المذهب الجعفري.