قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره لندن، إن 23 مدنيا بينهم خمسة أطفال قتلوا في ضربات جوية – من قوات نظام بشار الأسد الجاثم على صدور بقايا الشعب السوري – على الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية والواقعة بالقرب من دمشق يوم الأربعاء.
وأضاف المرصد أن حصيلة القتلى قد ارتفعت جراء ذلك لتصل إلى 80 قتيلا منذ بداية الهجوم الذي يشنه جيش الأسد منذ مطلع الأسبوع الجاري.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “إن حصيلة الضحايا من المدنيين في سوريا هي الأعلى منذ تسعة أشهر، واليوم هو الأكثر دموية بالنسبة للغوطة الشرقية منذ عدة سنوات”.
كما أضاف “من بين الضحايا 19 طفلا و 20 امرأة”.
وقال الناشط في الغوطة الشرقية هادي منجد إن “القصف استهدف الأسواق الشعبية والمدارس والبنى التحتية والمرافق العامة والمشافي بما في ذلك مشفى للولادة”، مضيفا أن مجمع التعليم أعلن تعليق الدراسة بشكل كامل “.
وتابع “كان لدينا 7 أو 8 مراكز طبية خرج من الخدمة ثلاثة أمس بسبب القصف”.
وأضاف “الوضع سيء للغاية بالنسبة للأهالي بسبب القصف والحصار، الأتاوة على كل كيلو، من البضائع، يدخل الغوطة تتراوح بين 2000 إلى 2500 ليرة، وصل سعر كيلو السكر 2350 ليرة”.
وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية منذ عام 2013، ما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية. ودخلت آخر قافلة مساعدات إلى المنطقة في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، وفق الأمم المتحدة.
ودعت منظمات الأمم المتحدة العاملة في سوريا في بيان مشترك، الثلاثاء، إلى “وقف فوري للأعمال العدائية لمدة شهر كامل على الأقل في جميع أنحاء البلاد” بما فيها الغوطة الشرقية بهدف “السماح بإيصال المساعدات والخدمات الإنسانية، وإجلاء الحالات الحرجة من المرضى والجرحى”.
وتعد الغوطة الشرقية إحدى مناطق خفض التوتر الأربع في سوريا، بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في أستانا في مايو/ أيار الماضي برعاية روسيا وايران، أبرز حلفاء دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة.
لكن الهجمات كثّفت عليها في الآونة الأخيرة وسط اتهامات دولية متزايدة لدمشق باستخدام غاز الكلورين المحرم دوليا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الأربعاء إن “كل الدلائل تشير اليوم إلى استخدام الكلور من قبل النظام في الوقت الحاضر في سوريا”.
ويأتي الموقف الفرنسي غداة إعلان لجنة تحقيق حول سوريا تعمل بتفويض من الأمم المتحدة عن تقارير حول استخدام أسلحة كيميائية في مدينتي دوما وسراقب.
وكانت مصادر طبية أكدت ظهور عوارض اختناق وضيق تنفس على عدد من المصابين إثر قصف لقوات النظام على مدينتي دوما وسراقب خلال الأسابيع الأخيرة، ورجحت أن تكون ناجمة عن تنشق غازات سامة.
وتنفي دمشق باستمرار استخدام أسلحة كيميائية في هجماتها على المناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة.