بقلم| محمد عبد العزيز
يرجع أصل الفساد في الأجهزة الأمنية المصرية إلى ثلاثة عوامل رئيسية:
- أنها أسست على يد الاستعمار لتأكون أداة بطش و تنكيل لا دين لها و لا مبدأ سوى تنفيذ أوامر قادتهم الأعلى، و ظلت هذه الأجهزة تتوارث تلك العقيدة.
- بداية من عهد عبد الناصر قامت المخابرات بمنع أبناء الإسلاميين و المشايخ و الملتزمين و أصحاب العقيدة و أقاربهم من الالتحاق بالشرطة نهائياً.
- في عهد مبارك استفحل الفساد و أصبح دخول كلية الشرطة مقصور على أصحاب النفوذ و الواسطة و من يستطيعون دفع مبالغ طائلة كرشوة، و هنا تمكن العديد من أبناء اللصوص و تجار المخدرات و أمثالهم من دخول كلية الشرطة و تخرجوا ضباطاً يترقون في الوظائف حتى وصل العديد منهم لمراكز قيادية عليا تُأصِّل لفساد المؤسسة و تحافظ عليه و تُطَوِّرُه..
عينات مما رأيت و سمعت من ثقات عن دعارة الأجهزة الأمنية في مصر.
الإتاوات:
- قبل نحو 25 سنة في شارع الإسعاف رأيت بعيني بوكس الشرطة و فيه الضابط يتوقف عند الكبابجي و نزل المخبر يأمر الكبابجي اعمل طلب كذا و كذا للباشا و اعملي كذا لوحده على جنب قام الكبابجي بعمل الطلب و تجهيزه و أخذوه و انصرفوا دون أن يدفعوا قرشاً واحداً
- قبل عدة سنوات ذهب قريب لي في مأمورية لجنوب مصر لاستخراج تراخيص محجر للشركة التي يعمل فيها، و كان ينبغي ختم أورق من قسم الشرطة هناك، أخذ الضابط الأوراق و أخذه لخارج المبنى و أشار إلى موتور سحب الماء و قال له تصور إحنا عندنا مشكلة موتور المياه لابد من تغييره و ثمنه كذا، فهم قريبي وقال له أعطني دقائق اتصل بصاحب الشركة يرسل لكم موتور ماء بديل فرد عليه الضابط لا، …. أعطنا أنت ثمنه ونحن سوف نشتري بمعرفتنا.!!!
- صديق لي يعمل بإحدى الدول العربية ذهب في إجازة لقريته في الصعيد استدعوه في القسم ثم ادخلوه التخشيبة و تركوه بها ساعات ثم استدعاه أمين الشرطة و قال له : ادفع مبلغ كذا لكي تخرج، تعجب الرجل و رفض الابتزاز فقال له أمين الشرطة أنا عارف إنك ما عملتش حاجة لكن هتدفع يعني هتدفع، الفلوس دي بتتوزع على المأمور و الضباط و مش هيخرجوك إلا ما تدفع و كل واحد بييجي من بره بيعملوا معاه كده، و لولا إصرار الرجل و نفوذ عائلته ما خرج إلا بعد الدفع.
الجنس:
- في العريش كنت أسير مع زميل موظف عرفت فيما بعد أن له علاقة بضباط في أمن الدولة، توقف عند بوكس أمن دولة ذو نمر مطموسة يقف منتظراً بجوار أحد العمارات الشعبية و تحدث مع السائق و الحارس المنتظرين في السيارة و سألهم فيه إيه فقالوا له الباشا فلان عند فلانة و ابتسم و ابتسموا.!!!
- حكى لي زميل عمل عن حادثة داخل أحد الأقسام عندما قبضوا على راقصة فجلست واضعة رجلاً فوق الأخرى و قالت للضابط بكل احتقار مين المأمور اللي مشغلك فأجاب الضابط الباشا فلان فردت عليه بصوت عالي مجلجل سمعه سائر القسم قول لمأمورك (؟؟؟؟).. الذي يخصك ما زال على (؟؟؟) لم يجف، و في خلال دقائق توالت الاتصالات و قدمت لها الاعتذارات، وخرجت الراقصة من القسم واثقةٌ شامخة، مرفوعة الرأس مهيبة الجناح.!!!
أكتفي بهذه القدر حفاظاً على مشاعركم..
هذا و من الجدير بالذكر أن كل عاهرة في كباريهات شارع الهرم ورائها رتبة تحميها في جهاز الشرطة في مقابل مادي و جنسي، أما العاهرات المتميزات في قائمة المشاهير اللائي يجمعن بين الدعارة و التمثيل و الرقص فقد تصل الحماية لدرجة وزير و ربما رئيس جمهورية.!!