الجيش هو كيان فيروسي وظيفته الأساسية هي أن يعمل كقوات شرطة كبيرة ضد الشعب ولا بأس من تزويده بالطائرات والدبابات, فهي لن تستخدم الا ضد الشعب أو يتم تدميرها ان زادت على الحاجة في حرب سريعة ( مثل حرب 67 ), أو تستخدم في احد الافلام لتحقيق هدف استراتيجي اكبر ( مثلما حدث في مسرحية اكتوبر لتخدير الشعب والوصول لاتفاق سلام يكرس وجود اسرائيل ويعترف بها ويؤمن حدودها عن طريق اخلاء سيناء وإخراج اكبر قوة سكانية من حيث العدد من الصراع تماماً ).
والجيش في أساسه مبني على العداء للدين, فلا تستغربوا أن يخرج ذلك العرص الذي لا يدرك الفرق بين مؤخرته ووجهه ليعلن ردته على الملأ وليقول أن هناك نصوصاً في الاسلام تعادي الدنيا كلها, ولا تستغربوا بالتالي أن يدفع بصبيانه أمثال مهتوك العقل البحيري لسب دين الاسلام والتطاول عليه, وبداية بذرة ذلك الميكروب كانت في عهد عميل فرنسا الأول محمد علي.
اقرأوا شهادة المؤرخ الجبرتي على حرب محمد علي على الوهابيين :
(أين لنا النصر وأكثر عساكرنا على غير الملة وفيهم من لا يتدين بدين أصلاً، ولا ينتحل مذهبا ، وصحبتنا صناديق المسكرات ولا يسمع في عرصتنا أذان ولا تقام به فريضة، والقوم ـ يقصد الوهابيين ـ إذا دخل الوقت أذن المؤذنون وينتظمون صفوفًا خلف إمام واحد بخشوع وخضوع وينادون في معسكرهم هلموا إلى حرب المشركين المحلقين الذقون المستبيحين الزنا واللواط الشاربين الخمور وكشفوا عن كثير من القتلى فوجدوهم غلفًا غير مختونين ؟؟ )
محمد علي هذا الذي قدم مشروعاً لسيدته فرنسا لاحتلال الجزائر وساعد في امداد الجيش الفرنسي بعد رفض فرنسا للمشروع لصعوبة تنفيذه وقتها, نفذ بالحرف خطط الفرنسيين التي وضعها ثيودور لاسكاريس, أحد مرافقي نابوليون وأحد فرسان مالطة المعاديين بشدة للإسلام, لتدمير مصر ولتدمير قوة المماليك الذين كانوا رغم هزيمتهم العسكرية والفساد الذي دب في هيكلهم هم أفضل قوة عسكرية في دولة الخلافة بعد جيوش الخلافة العثمانية وكان يمكن بشيىء من الاصلاح اعادتهم الى الطريق الصحيح.
وكان من بين ما قدمه ثيودور لاسكاريس من اقتراحات :
فصل مصر عن الخلافة
– حث الانجليز على أن ينتهزوا هذه الفرصة التاريخية التي توشك فيها الامبراطورية العثمانية أن تتداعى من كل جانب, فيضمنوا لأنفسهم السيطرة على مصر, وإذا كان من المستحيل على بريطانيا كما استحال ذلك على فرنسا من قبل, فالأنسب أن تكون مصر مستقلة عن الدولة العثمانية, وفي الوقت نفسه خاضعة لنفوذ بريطانيا.
( نفذت فرنسا فيما بعد عن طريق محمد علي فصل مصر عن الخلافة, ثم احتلت بريطانيا مصر فعلياً سنة 1882 )
انشاء الجيش ووظيفته
– من حيث الدفاع قال انه ليس من المتوقع أن تهاجم الدول الاوربية مصر, ولكن هذه الدول تستطيع أن ترد عن مصر عدوان ( الاتراك والمماليك ). وفي الوقت نفسه يستطيع المصريون أن يستخدموا على حسابهم قوة أجنبية يتراوح عددها بين 12 و 15 الف رجل يكفون تماماً لحماية مصر من الأتراك والمماليك جميعاً, وتكون هذه القوة ( نواة لجيش وطني ).
( قضاء محمد علي على المماليك وتجربة سليمان باشا الفرنساوي في انشاء جيش تم استخدامه لمحاربة جيش الخلافة العثمانية ثم بعد ذلك تجربة البريطانيين في تدريب عناصر مصرية لانشاء جيش بمرسوم صادر من اللورد دافرين )
طريقة عمل قوات الشرطة ووظيفتها
– من حيث الأمن الداخلي قال إن الشعب في مصر ينقسم إلى عدة طوائف, وأن هذا يتيح الوسائل لدفع هذه الطوائف ضد بعضها لحفظ التوازن بينها.
من كتاب : المعلم يعقوب* بين الأسطورة والحقيقة – ص ( 62 – 63 – 64 )
اثناء ثورة عرابي, ظهرت بوادر اسلامية وطنية داخل الجيش, وهو ما دفع الاحتلال البريطاني لحل الجيش بمرسوم من اللورد دافرين وانشاء جيش جديد بنفس الاسس
تشكيل الجيش بالعقيدة الحالية ( وهي العقيدة التي لم تتغير منذ انشاءه على يد محمد علي ثم اعادة انشاءه على يد اللورد دافرين ), يجعله منبع للخونة وهو مصمم من الاساس كفيروس يعمل ضد الوطن في حالة اصطدام مصالح الاحتلال بمصالح الشعب ومهمته هي قمع الشعب ولذلك لا تستغرب ابدا ان ذلك الجيش لم ينتصر في أي حرب حتى حرب اكتوبر, ذلك الفنكوش الذي خدعوا به الشعب واوهموه ان الجيش انتصر في الوقت الذي كان فيه الصهاينة يحاصروا 45 الف جندي وتمرح دباباتهم على بعد 100 كيلومتر من العاصمة ويحتفظون لديهم بـ 8 آلاف أسير مصري, وهي حرب مرتبة بين السادات وكيسنجر وديان كما ذكرت قبل ذلك في أكثر من مقال.
ولذلك, فمن الطبيعي أن ينقض ذلك الميكروب ليحارب الوطن من الداخل كما يحدث في سيناء وأن يكون جيشاً منعدم الكفاءة لنشاهد ضباطه يهربون بالدبابات من أمام المسلحين في سيناء !!