سنة 1949 تم الغاء البغاء من مصر رسمياً بناءاً على طلب من حسن البنا رحمه الله, بعد أن ظلت مهنة البغاء تمارس في العلن وتنظمها وزارة الداخلية عدة عقود. كانت طائفة البغايا تنقسم إلى فئتين, عايقة ومقطورة, وكان لفظ “العايقة” يطلق على القوادة التي تدير النشاط, بينما يطلق مصطلح “مقطورة” على المومس التي تمارس البغاء بنفسها. وتم تقنين ذلك التلوث في ظل الاحتلال البريطاني لمصر, وكن من يرتكبن تلك الجريمة اقرب للعصابات ومن اشهر من ادرن مثل ذلك النشاط, ريا وسكينة, البغاء في ظل الاحتلال لم يقتصر فقط على الساقطات, بل أن الاحتلال البريطاني كما نجح في استقطاب تلك النوعيات الاجرامية لممارسة ذلك النشاط, نجح كذلك في نشر بغاء من نوع آخر وهو البغاء العسكري, كان ذلك حين اصدر اللورد دافرين قراراً بحل جيش عرابي سنة 1886 وانشاء جيش من 6 آلاف جندي وضابط كانوا يعملون كـ “مقطورة” للاحتلال البريطاني, ولعبوا ذلك الدور في عدة مسارح من السودان واوربا وسيناء وحتى فلسطين التي ساعدوا جيش الاحتلال البريطاني في الاستيلاء عليها سنة 1917, وقد كتبت في ذلك أكثر من مرة.


ومن اشهر ” مقطورات” الاحتلال كان عبد الناصر الذي وجهته السي آي إيه للانقلاب على الملك فاروق وانشأت له منظومة متكاملة من اجهزة ومؤسسات البغاء العسكري ( مخابرات عامة – مباحث عامة – إذاعة صوت العرب ), ولكي يحتفظ عبد الناصر “مقطورة” السي آي إيه بالشعب المصري تحت السيطرة, كان لابد من تجميل صورته أمام الشعب, فالمقطورة قد تحظى بالاحترام بين الناس إذا حرصت على أن تظهر بمظهر المرأة الشريفة. وظل عبد الناصر يمارس البغاء سراً لصالح السي آي إيه وللحق كان بارعاً في إخفاء نشاطه, والسر في ذلك أن المنظومة الإعلامية كانت ما تزال جديدة وتعمل بأقصى كفاءتها و ( الغربال الجديد ليه شدة ) …


ظلت المنظومة الإعلامية تعمل بكفاءة حتى بعد هلاك المقبور وفي عهد عميل السي آي إيه التالي, وبلغت من الكفاءة, أنها نجحت في عرض أكبر مسرحية في تاريخ مصر الحديث وهي حرب أكتوبر التي دبرها السادات وديان وكيسنجر, لخداع المصريين وإيهامهم بأن الجيش انتصر ليمهد الطريق لإبرام اتفاق سلام مع العدو الصهيوني وليكرس وجوده في فلسطين باعتراف رسمي. وكانت المنظومة الإعلامية من الكفاءة بحيث نجحت حتى في أن يجهل المصريون الحقيقة التي كان يعرفها حسين الشافعي واعترف بها في برنامج شاهد على العصر, وكتبها الصحفي الأمريكي جيم هوجلاند, في الهيرالد تريبيون في حياة السادات, وهي أن السادات كان عميلاً للسي آي إيه يتقاضى منها راتباً منذ الستينيات !


ظلت المنظومة تعمل بكفاءة أقل في عهد المخلوع حتى ظهرت فكرة القنوات الخاصة.
المنظومة الإعلامية الآن انهارت بالكامل, والانهيار لم يقتصر فقط على الإعلام بل تعدى ذلك إلى المخابرات وأمن الدولة, وخصوصا بعد الانقلاب الذي أتى بـ “مقطورة” جديدة قبيحة الوجه لم تنجح المساحيق في تجميل وجهها, ولم ينجح إعلامه في تسويقه كصنم, حتى عندما حاولوا أن يروجوا للجمهور أنه يتمتع بالدهاء لأنه كان مدير المخابرات الحربية, فضحته التسريبات وجعلت منه نكتة, حتى اصبح الجميع يطالب قزم الانقلاب بارتداء “بامبرز” !


التسريب الأخير الخاص بليبيا اثبت فعلاً أن المجلس العسكري بأعضاءه هم مجموعة من البغايا اللواتي يبحثن عن المال بأي طريقة حتى لو كانت قتل الاطفال بالطائرات, مادام فلوس الإمارات ( زي الرز ) كما قال “مقطورة” الانقلاب في تسريب سابق.


التسريب فضلاً عن أنه نسف الحملة الإعلامية التي حاول بها “مقطورة” الانقلاب التغطية على فضائح تسريباته عن الخليج وشغل الرأي العام بحالة حرب وهمية تقصف فيها طائرات المعونة الأمريكية اطفال ليبيا, فقد فضح مدى الانحطاط الذي وصل إليه ذلك المجرم القزم الذي لم يتورع عن قتل الاطفال وإشعال دولة شقيقة من أجل حفنة دراهم تلقيها إليه الإمارات.


في فرنسا بعد هزيمة الالمان في الحرب العالمية الثانية, كان افراد المقاومة الفرنسية يحلقون رؤوس المومسات اللواتي كن يتعاملن مع ضباط وجنود الاحتلال الالماني ويطوفون بهن شوارع باريس منكسات الرؤوس قبل اعدامهن, وهذا بالضبط ما سنفعله بمومسات المجلس العسكري وعصابة الانقلاب.