موهاكس 1526 م
أقلب صفحات مجد الأمة التي سطرها التاريخ لأقف جنبا إلى جنب مع ذلك البطل الفارس المغوار السلطان سليمان القانوني أمام جيشه الذي قاده بنفسه إلى المجر التي رفض ملكها دفع الجزية وكلي آذان مصغية لخطبته في جنود جيشه الذي ذرف الدمع شوقا للشهادة حينما قال لهم قائدهم ” إن روح رسول الله تنظر إليكم الآن ” ففتح الله بذلك الجيش بلاد المجر في 90 دقيقة .
ففي الحادي والعشرين من ذي القعدة سنة 932 هـ الموافق 29 من أغسطس سنة 1526م وقعت معركة موهاكس بين جيش الخلافة العثمانية بقيادة السلطان سليمان القانوني، وبين جيش مملكة المجر بقيادة الملك فيلاديسلاف الثاني،الذي رفض دفع الجزية لخليفة المسلمين الشاب وقتل رسوله إليه فتحرك جيش المسلمين إلى المجر والتقى الجيشان في معركة موهاكس التي انتهت بنصرة جيش الخلافة وتم ضم المجر إلى الدولة العثمانية.
تحرك السلطان سليمان القانوني من اسطنبول على رأس جيش كبير مؤلف من نحو مائة ألف جندي، وثلاثمائة مدفع وثمانمائة سفينة، حتى بلغ بلجراد، ثم تمكن من عبور نهر الطونة بسهولة ويسر بفضل الجسور الكبيرة التي تم تشييدها لهذا الغرض، وبعد أن افتتح الجيش العثماني عدة قلاع حربية على نهر الطونة وصل إلى وادي موهاكس بعد 128 يوماً من خروج الحملة، قاطعاً ألف كيلومتر من السير، ويقع هذا الوادي الآن جنوبي بلاد المجر على مسافة 185 كم شمال غربي بلجراد، و170 كم جنوبي بودابست.
فاستعان ملك المجر فيلاديسلاف الثاني بملوك أوروبا فأمدته ألمانيا بـ 38 ألفاً من خيرة الفرسان لديها، وبلغ عدد جيش المجر 200 ألف مقاتل، وقد توجه لمقابلة جيش المسلمين في وادي موهاكس برفقة القساوسة والرهبان لحث جنود جيش المجر على قتال المسلمين، وبينما بات جيش المجر ليلته في الاستعداد والتأهب للمعركة، بات المسلمين ليلتهم في الدعاء والتهليل والتكبير، والتضرع إلى الله سبحانه وتعالي وسؤاله النصر .
وفي صباح يوم 21 ذي القعدة سنة 932 هــ «29 أغسطس 1526»، صلى السلطان سليمان بالجنود صلاة الصبح، ثم لبس درعه واستل سيفه، ودخل صفوف جنوده، وخطب فيهم خطبة حماسية بليغة، وحثَّهم على الصبر والثبات، وكان مما قاله لهم: «إن روح رسول الله تنظر إليكم»، فلم يتمالك الجند دموعهم التي انهمرت تأثُّراً مما قاله السلطان.
ووضع السلطان سليمان خطة المعركة مع قادة جيشه، وفيها اتفق القادة على أن يصطف جيش المسلمين في ثلاثة صفوف، وأن يكون السلطان ومن معه من الانكشارية في الصف الثالث، ومن ورائهم المدافع، حتى إذا بدأ القتال تتقهقر الصفوف الأولي من المسلمين، ويتراجعون خلف السلطان ومن معه من الانكشارية، وبالتالي سيفسح المجال للمدافع أن تحصد جنود المجر، وفي وقت العصر هجم المجريون على الجيش العثماني، الذي اصطف على ثلاثة صفوف، وكان السلطان ومعه جنوده من الانكشاريين في الصف الثالث، والتزم المسلمون بالخطة الموضوعة وتراجعوا إلى الوراء، فسارع جنود المجر خلفهم، وظنوا أن النصر سيكون حليفهم، وتقدم جنود المجر حتى وصلوا إلى المكان الذي يقف فيه السلطان، وحاولوا قتله وهنا أعطى السلطان الأمر بإطلاق المدافع التي أُطلقت بسرعة وبمهارة فائقة للغاية فحصدت جنود المجر حصدًا .
واستمرت الحرب ساعة ونصف الساعة، وفي نهايتها هلك الجيش المجري إما قتلا أو غرقًا في مستنقعات وادي موهاكس عند فرار الجند ومعهم الملك فيلاديسلاف الثاني وسبعة من الأساقفة، وجميع القادة الكبار، ووقع في الأسر خمسة وعشرون ألفا من الجنود، في حين كانت خسائر جيش المسلمين مائة وخمسين شهيداً، وبضعة آلاف من الجرحى وصلى السلطان مع جيشه المنصور صلاة المغرب في أرض المعركة ثم مكث في المدينة ثلاثة عشر يوما ينظِّم شؤونها، وعين «جان زابولي» أمير ترانسلفانيا ملكاً على المجر، التي أصبحت تابعة للدولة العثمانية، ثم عاد إلى عاصمة بلاده .
و…….و ……. كأن عاصفة قد قلبت صفحات الكتاب في يدي لأقف أمام
قبر صلاح الدين الأيوبي مستمعا للجنرال هنري غورو الذي دخل دمشق منتصرًا بعد معركة ميسلون الشهيرة, 1920 م حين هتف : ” ها قد عدنا يا صلاح الدين! ” …
موهاكس 2015 م
لا شيء ينسيني منظر طفل العرب الغارق على شواطئ أوربا لكنها احتلت كل حواسي فجأة بوضعه المستلقي على بطنه معطيا ظهره لأمته كلها على اليابسة مع خبر : البرلمان المجري يفوض الجيش للتعامل مع اللاجئين السوريين على حدود المجر ثم يصدق على قانون يتيح فتح النيران لحماية الحدود من تدفق اللاجئين السوريين … ومن قبلها بوش يصف حربه على أمة الإسلام بأنها صليبية! . حربه على أمة كانت تجيش الجيوش في بغداد لأجل امرأة مسلمة في عمورية !!! سأظل مستشرفا ماضي أمتي كمستقبل أتمناه ،،، نحن أمة اقرأ التي لم تعد تقرأ فغرقت على أعتاب موهاكس 2015 م
هذه قناعتي : اسلام حافظ