بقلم| محمد عبد العزيز
اعتدنا أن نتحدث عن المسيخ الدجال و عيننا على المستقبل البعيد و في نفوسنا يقين غرور عجيب بأننا لن ندرك أوانه و أن زمانه لن يدركنا، لكن الحقيقة أن الكثير من الشواهد تؤكد اقتراب أوان خروجه لدرجة أنني أكاد أجزم معها على أن من عاش منا عِقداً أو عِقدين قادمين على أكثر تقدير فسيواجه المسيخ الدجال بشحمه و لحمه.! المسيخ الدجال أو المسيح الدجال كما يسميه البعض شخصية حقيقية و غائب منتظر يأتي بأمر الله في أوانه عندما يأذن الله بخروجه على الوصف و الصفة و الأفعال التي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه و سلم في عدد من أحاديثه لا سيما أحاديث العلامات الكبرى لاقتراب الساعة.
و على ذلك فالإيمان بوجوده هو جزء من الإيمان بالغيب الذي أوجب الله الإيمان به تصديقاً لرسوله الكريم محمد صلى الله عليه و سلم، الذي لا ينطق عن الهوى. و هو أعظم و أشد فتنة ستزلزل الأرض، فلا سابق لها في تاريخ البشرية ولا نظير، تفرز الخلق فرزاً، و تُمَحِّصُ الكفر من الإيمان تمحيصاً، ولا يصمد فيها متذبذب ولا ضعيف إيمان، فيتمايز الخلق في معسكرين لا ثالث لهما، معسكر إيمان محض هُم الأقلون عددا، و معسكر كفر خالص بواح هُم الأكثر جمعا. و قد اهتم رسول الله صلى الله عليه و سلم، أيما اهتمام بخبر و أمر المسيخ الدجال و خاف على أمته من شر فتنته و حذر منه و دل على أوصافه الواضحة التي لا تخطئها عين، و مما يدل على مدى خطورة أمر المسيخ الدجال، و شدة خوف الرسول صلى الله عليه و سلم من فتنته على الأمة أنه قد ذهب بنفسه صلى الله عليه و سلم، ليتفقد ” ابن الصياد” و كان غلاماً يهودياً كاهناً يتحدث بكلمات من الغيب فتُصادِف الحق و قد كان فيه أوصاف تشبه المسيخ الدجال، فعندما وصل خبره إلى النبي صلى الله عليه و سلم، ذهب إليه بنفسه صلى الله عليه و سلم، ليتفقده و يستكشف أمره بنفسه خشية أن يكون المسيخ الدجال.!!
في هذه السلسلة إن شاء الرحمن لن أركز على المتداول و المشهور من أخبار المسيخ الدجال و لكن سأحاول التطرق إلى الجوانب الأهم من المسكوت عنه و المخفي و المجهول الخطير الذي لا يعلمه أكثر الناس مع ذكر ما تيسر من الأدلة و الشواهد القوية على كل جانب أو موضوع يتم طرحه بمشيئة الرحمن.
………… محمد عبد العزيز ………… 19/2/2020