بقلم| محمد عبد العزيز
للباطل مظهر مخجل و هيئة قبيحة و رائحة نتنة و طعم خبيث، فلا يستثيغه و يداوم على استمرائه إلا من اختلت حواسه. و مهما حاول أهل الباطل تزيينه يظل الباطل دائماً بصفاته المشينة واضحاً لحواس و مدارك أهل العلم و الفقه لا لبس فيه، و حتى من التبس عليهم المشهد من البسطاء من أصحاب الورع و الدين و الفطرة السليمة لا يطمئنون للباطل و إن جهلو حقيقته و يبقى في نفوسهم منه شيء يشعرهم باختلال بنيانه و عدم الارتياح إليه مهما حاول أهل الباطل تزيينه .. هناك بالفعل فطرة في النفس تميز الصواب من الخطأ و الحق من الباطل و الحرام من الحلال، وضعها الله سبحانه ابتداءً في نفوس الخلائق جميعاً حتى لا يكون لأحدهم على الله حجة..
من أجمل الأمثلة عن فطرة تمييز الحرام و الحلال الموجودة في كل الخلائق مثال ضربه الشيخ الشعراوي عليه رحمة الله، قال الشيخ ما يفيد: إن القطة التي تخطف منك طعاماً تجري مسرعة مبتعدة لتأكله بعيداً عنك لإدراكها أن ما فعلته خطأ و توقعها العقوبة بينما نفس القطة لو قدمت لها طعاماً بإرادتك تجلس و تأكله مطمئنة أمامك.!!! إنها فطرة إدراك الخطأ من الصواب و تمييز الحرام من الحلال حتى عند الحيوانات قبل البشر …. انتهى كلام الشيخ. مراحل تسويق الباطل: لعبة أهل البغي و الكفر و الفجور من شياطين الإنس و الجن دائماً تتبع خطوات محددة:
1- تمويه الحرام و نقله أولاً من منطقة الباطل إلى منطقة الشبهات و الاجتهاد و الخلاف.
2- ثم لا يلبثوا أن ينقلوا الباطل إلى منطقة المباح بعد أن تستمرئه فئة معتبرة و عدد كاف من ضعاف الرؤية الشرعية و فاقدي البصيرة.
3- بعد أن يصير الباطل مألوفاً مباحاً يتم تأصيله و الترويج له و الأمر به و النهي عن الحق الذي يناقضه.
4- بعد تأصيل الباطل يسعى المبطلون مباشرةً لإكراه أهل الحق على باطلهم.!!! { قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ } – يوسف 32 { قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ } – الأعراف 88 { وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } – الأعراف 82 { وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ } – الأعراف 127
محمد عبد العزيز 22 / 7 / 2018