بقلم| أمينة أمين
مايجري في الجزائر منذ الحجر الصحي من مناورات، وتلاعبات من طرف السلطة القائمة الغير شرعية وقمعها للحريات والزج بشباب الحراك من المدونين والصحفيين الأحرار في السجون يوميا بتهمة، المساس بأمن الدولة وإستقرار الوطن.
ونحن في شهر رمضان الكريم، زاد سعار حكم العصابة في التضييق على الحريات الفردية ومطاردة الأحرار وتشويه سمعتهم عبر وسائلها الإعلامية المخابراتية وذبابهم وحملاتهم الشرسة، التي عادت من جديد، بعد ما همدت لبضعة أيام عقب الإطاحة بالجنرالين بوعزة واسيني وعبد القادر لشخم الممولين الرئيسيين لصفحات الذباب الإلكتروني.
العصابة في تسارع مع الزمن، مستغلة وباء الكوفيد_19، وخلو الشارع من الحراك لتعديل الدستور كما إستغلت ومرّرت قانون العقوبات، وتجريم الأنباء الكاذبة والعنصرية والكراهية التي صادق عليها برلمان العصابة البوتفليقية.
هذا البرلمان المعروف بإسم بارونات المخدرات والحلاقات، الغائبين عن المشهد السياسي ومهمتهم مقتصرة فقط في رفع الأيدي والمصادقة على القوانين المجحفة ، مقابل أجور وإمتيازات خيالية.
برلمان من المفترض أنه في خبر كان بعد سقوط عصابة المحنط(عزيزو) عبد العزيز بوتفليقة. إذا رجعنا لقانون العقوبات هذا فإن أول من يطبق فيهم، هم العصابة وأبواقها من اعلاميين واللجان الذين يبثون العنصرية وسياسة فرق تسد، ومنذ متى كان للشعب الجزائري مشكلة مع العنصرية والكراهية ؟!
جنرالات متصارعة وكل جناح يريد بسط جناحه على الآخر، بتغيير ضباط وعمداء في أماكن حساسة لخلط أوراق بعضهما البعض. إنّ ترقية العميد بلقاسم لعريبي مديرًا عامًا للأمن والحماية الرئاسيين، الذي كان يشغل سابقا منصب المدير العام للبروتوكول بالرئاسة في عهد الرئيس المعزول المريض عبد العزيز بوتفليقة.
الترقية هذه جاءت عرفانا لمجهوده في الإخراج السينمائي، لجنازة المغدور أحمد القائد صالح لجعلها مليونية، وفي الحقيقة لم تتعدى البضعة آلاف شارك فيهاجنود بالزي المدني والبقية من الشياتين (بو اصبع ازرق) المدافعين عن السلطة. الجنازة التي لاقت السخرية تحت عنوان “هذه جنازة ولا مراطون”؟؟!! إخراج يذكّرك بما جرى في مصر في ثورة 30 يونيو المزعومة عن طريق مخرج العسكر خالد يوسف.
سيناريو وثورة مضادة واحدة ، والسبنسور إماراتي. ومهمة العميد بلقاسم لعريبي، في هذا المنصب من أجل إخراج فيلم آخر، كمحاولة للإطاحة بالفريق الركن بن علي بن علي، الذي أصبح كالحجر العائق في طريق جناح السعيد شنقريحة والمعين تبون، الذين لم يستطيعوا زحزحته من منصبه و هدّدهم بحرب لاتحمد عقباها، و حسب المصادر الموثوقة أنه أصدر الأوامر للقوات التابعة له من الحرس الجمهوري باطلاق النار في حالة أي مداهمة، من القوات العسكرية التابعة لقائد الاركان للجيش بالنيابة السعيد شنقريحة.
إن الجو السياسي الذي تعيشه الجزائر، يوحي إلى السيناريو المصري بامتياز من خلال تدخلات المعيّن عبد المجيد تبون، وتصريحاته الحمقاء والوعود والأوهام التي تباع عبر وسائل الإعلام المخابراتي واللقاءات الصحفية، السخيفة و آخر لقاء له مؤخرا، بحضور إعلام مأجور مرتزق ذكّرنا بما كان يقوله الانقلابي السيسي في مصر “بكرة تشوفو مصر، هي أم الدنيا و هتبقى قد الدنيا” والمعيّن تبّون “لو رجال الأعمال الشرفاء النزهاء يكونو معنا أقسم باللّه في عامين تشوفو (لاكرواصونص) الى أين يصل” بلغة المستعمر وتعني النمو. سبحان اللّه نسخة من بعض !!!
كتب على الجزائر ان تظل مشلولة، من رئيس معاق حركيًا الى معاق ذهنيًا.
المعيّن تبون والقسم الذي بات يلازمه في كل خطاباته، ولقاءاته الصحفية دليل على أنه يفقد الثقة و الشرعية ولا يؤمن بنفسه ولا يصدقه أحد. يقال إن كثرة حلف الأيمان من النّاس، تدل على نقصان ثقتهم فيلجأون الى الحلف حتى يصدقوا في ما يقولون، وهذا حال تبون المزور الذي جاء به العسكر .
لا يمكن لفاقد الشرعية أن يأتي بحلول حقيقية لمشاكل سياسية وإقتصادية وصحية و ثقافية وتعليمية، يبني من خلالها دولة جديدة مستحيل… ! لابد من تغيير جذري لبناء جزائر جديدة. عصابة همّها الوحيد إطالة الأزمة وتمديد الحجر لكسر الحراك وكبح عزيمة الأحرار، الذين يحذوهم الشوق للعودة السريعة الى الشوارع لمجابهة سلطة الطغيان.
إن الاقدام السوداء (للكولون) المستعمر الفرنسي، تركوا وراءهم بما يسمّون اليوم الأقدام البيضاء، الذين يحكمون من وراء الستار ويصنعون الجنرالات الذين يعينون الرؤوساء منذ الإستقلال الشكلي، المبرم في اتفاقية ايفيان السرية التي تمت بموجبها اقتسام كعكة الجزائر بينهم ولا نصيب للشعب الجزائري فيها إلا الفتات.
إذا إستمر الوضع على ماهو عليه، ماعلى الشعب إلا الخروج وإستئناف حراكه حتى لا يتم تبريده ويضيع مابني في أكثر من عام من الحراك . إن لم يقتلك الفيروس سيخنقك التضييق الممارس عليك من البوليس السياسي، إذًا الموت واحد اللّهم حاول أن تتحرر من قيود الإحتلال، تنجوا أحسن من أن تموت مستسلمّا لجلادك.
الحرية تنتزع ولا تعطى و نريدها ثورة الحرية والكرامة، لا ثورة جياع كما تخطط لها العصابة مابعد الكورونا، غير ذلك فهو مضيعة للوقت وإعطاء متنفس للعصابة لإحكام سيطرتها بالحديد والنار .
إنّ عصابة شياطين الإنس في الجزائر لم تصفد في رمضان وفتحت أبواب جهنّمها على الشعب الجزائري، فعلى الأحرار بعد رمضان صفدها والإطاحة بها بالتصعيد.
آن الآوان لتشكيل قيادة تمثل الحراك وخارطة الطريق موجودة وقناة تلفزيونية قيد الإنشاء كإعلام بديل، فما على الشعب إلا الإلتفاف حولها و الإبتعاد عن سياسة التخوين حتى لا نعطي فرصة للسيستام ليفترسنا. إذا كان تبون نسخة من السيسي فلا نريد نسخة تبريد الثورة.