نشرت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن التقارب الإسرائيلي السعودي بعد إعلان سعد الحريري عن استقالته.
وقد بدأت التجاوزات، لكل ما هو ممنوع في الماضي، تبرز بعد أن صرح مسؤول سامي في الجيش الإسرائيلي عن مساندة إسرائيل للسعودية في حربها ضد إيران.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته “عربي21″، إن عددا من المراقبين تطرقوا إلى إمكانية العودة إلى سياسة تصعيد التوتر بين حزب الله وإسرائيل على إثر استقالة الحريري. ولعل ذلك ما نفاه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي عبر الصحافة السعودية. وهو ما يعتبر في حد ذاته سابقة وتجاوزا لما كان محرما في السابق. كما أعرب رئيس الأركان الإسرائيلي عن مساندة الرياض في موقفها ضد إيران.
وأفادت الصحيفة بأن صحيفة “إيلاف” السعودية، أجرت مقابلة مع قائد الجيش الإسرائيلي، غادي إيزنكوت، على الرغم من عدم وجود أية علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين. وخلال هذه المقابلة، وصف قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي إيران بأنها تمثل “أكبر تهديد للمنطقة”، مشيراً إلى توافق تام بين إسرائيل والسعودية حول هذا الموضوع. كما أعرب عن استعداده “لتبادل الخبرات والمعلومات مع الدول العربية المعتدلة ومن بينها السعودية”، مضيفا أن المملكة “لم تكن يوما من الأيام عدوة لنا”.
وأشارت الصحيفة إلى وجهة نظر غادي إيزنكوت حول استقالة سعد الحريري والاتهامات التي وجهها لحزب الله وإيران، والتي وصفها قائد جيش الاحتلال بالحدث “المعقد” و”المفاجئ”، خاصة أنها تزامنت مع التطورات الأخيرة التي شهدتها السعودية على إثر حملة التطهير التي قادها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
وبينت الصحيفة أن هذا الوضع بات يضع إيران وأطماعها التوسعية في مواجهة مع الثلاثي واشنطن، وتل أبيب والرياض، الذين بدأ صبرهم ينفذ من تدخلات إيران في اليمن وسوريا. إلى جانب ذلك، عاد الجدل حول ملف إيران النووي مرة أخرى، وهو ما وصفه رئيس جيش الاحتلال بالفرصة السانحة لتشكيل اتحاد دولي جديد للقضاء على التهديد الإيراني في المنطقة.
وذكرت الصحيفة أن ديفيد فريدمان كان أول من حذر من إمكانية إيقاظ شبح حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله، الحليف الأكبر لإيران. فقد صرح سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل في صحيفة “هآرتز”، بأنه من الوارد أن “يقوم السعوديون بإيجاد ذريعة للحد من سلطة إيران داخل لبنان عبر اللجوء إلى حلول أخرى؛ لعل أبرزها الحرب بين إسرائيل وحزب الله”. وهو ما جعل زعيم حزب الله، حسن نصر لله، يتهم الثنائي “الصهيوني الوهابي” بالسعي لتدمير لبنان.
ووفقا للكثير من المراقبين والعسكريين، فإن نشوب حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله، بعد حرب سنة 2006، هي مسألة وقت. ومن جهته، قام حزب الله خلال السنوات العشر الأخيرة، بتعزيز قوة ضرباته العسكرية بصواريخ باليستية يقدر عددها بنحو 160 ألف صاروخ، أي ما يعادل عشرة أضعاف ما كان يملكه خلال الحرب الثانية على لبنان.
وأوردت الصحيفة أن حكومة نتنياهو لمحت منذ أشهر إلى وجوب إنهاء التهديد الذي يمثله حزب الله عاجلا أم آجلا. كما أشارت إلى أن الجيش اللبناني وقوات حزب الله هما وجهان لعملة واحدة. أما فيما يخص سعي السعودية لاستغلال هذا الصراع لصالحها، فقد صرح أحد الضباط الإسرائيليين: “نحن لسنا أغبياء لدرجة أن نخوض حروبا بالنيابة”. وهو ما أكده غادي إيزنكوت، الذي قال: “ليس لدينا أي نية لخوض صراع مع حزب الله في لبنان”، مضيفا: “لكننا لن نقبل بأي تهديد إستراتيجي ضد إسرائيل”.
وخلال زيارة رسمية لموسكو، حذر وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، الدولة العبرية، في حوار أجراه على قناة روسيا اليوم، من أن “أي طرف قد يجر لبنان نحو حرب جديدة، التي تعتبر أمرا مستبعدا، سيتحمل عواقب ذلك”.
وفي نفس السياق، صرح المحلل الإسرائيلي التابع لمركز مجموعة الأزمات الدولية، أوفر زالزبيرغ، بأن “هذه الفرضية تبدو تحذيرية وساذجة. فحرب بين إسرائيل وحزب الله قد تكبد كلا الطرفين خسائر فادحة”.
وفي الختام، نقلت الصحيفة وجهة نظر أوفر زالزبيرغ حول السياسة الخارجية السعودية الساعية لتصعيد التوتر مع إيران واصفا إياها “بالمصدر الجديد الباعث للقلق”. كما أكد على ضرورة مراقبة محافظة القنيطرة السورية، على ارتفاعات الجولان، التي تلمس خط الهدنة بين إسرائيل وسوريا، “ففي حال قامت القوات الموالية للأسد بالسيطرة عليها بمساعدة قوات حزب الله، فإن إسرائيل ستعتبر ذلك عدوانا، وسوف تشعر بأنها مجبرة على الرد”.