2018 عام بداية التحولات الكبرى
بقلم المستشار والمحامي بالنقض أ/ شافع توفيق محمود
يمكن القول بأن السنوات الست القادمة هى بداية التحولات الكبرى، فمن المتوقع تغيرات هائلة في المناخ بأميركا وأوروبا، ومن المتوقع أن تُصبِح الأرض كرة ملتهبة نتيجة صراعات دولية تُفضي إلى حربٍ عالمية ثالثة وشيكة يكون من نتيجتها سقوط أمريكا وزوال إسرائيل وعودة الخلافة الاسلامية، لقد انتهى شهر العسل بين أميركا وإيران، فهى تُشعل الآن المظاهرات الضخمة في الداخل الإيراني، وبالقرار المتهور لكرمب بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس اشتعلت الأرض المحتلة كلها، وتنامي الإقتصاد الصيني وزيادة قوة الصين ومنافستها لأمريكا أمرٌ لا تتحمله أمريكا، وقد تدخل بسببه في حرب مباشرة أو غير مباشرة مع الصين، وهى تسعى إلى تسليح شعب الإيجور في إقليم سينكيانج المسلم على غرار تسليح الشعب الأفغاني لإنهاك روسيا، وحجتها الظاهرة أن يقوم شعب الإيجور المسلم بالدفاع عن إخوانهم الروهينجا ببورما البوذية، أما ما تبطنه حقيقةً فهو تثوير وتقوية الإيجور لإثارة القلاقل في الصين والثورات ضد الصين البوذية.. تُرى هل تنجح أمريكا في مخططها أم أنها ستدخل في حرب مباشرة مع الصين من المٌرَجَّح أن تفوز فيها الصين وتسقط على أثرها أميركا وحليفتها إسرائيا؟!
أما إرهاصات عودة الخلافة الإسلامية فتتمثل في قوة تركيا المتنامية -والتي فشلت كل المحاولات في القضاء على حكومتها وإسقاطها- الآن تركيا تمتلك إقتصاد غير قابل للسيطرة عليه أو حصاره حسب تقرير الأمم المتحدة، أما من الناحية العسكرية فهى توشك أن تنتج سلاحها بالكامل، وهى تمتلك صواريخ إس400 ، وأنتجت الطيارات بدون طيار، وقد أدخلت إلى الخدمة ثاني وأكبر غواصة نووية، وهى تُقدم على عمل مشاريع لتوليد الطاقة توفر 20% من الميزانية، وقد أقامت منطقة إقتصادية في جيبوتي وقاعدة عسكرية في الصومال، وفي عام 1923 سوف تنتهي معاهدة لوزان التي بموجبها سقطت الخلافة الإسلامية، وفُرضت العالمانية على تركيا، واقتُطِعت أجزاء من أرض الخلافة الإسلامية، ومُنِعت بموجبها تركيا من التنقيب عن ثرواتها المائية وتحصيل رسوم مضائقها المائية، ومدة هذه الاتفاقية 100 عام تنتهي في 2023م، الأمر الذي يُنبئ عن استعادة تركيا لإمبراطوريتها، فلا غرو أن تُمهد لذلك بعودة السودان إلى حاضنتها الطبيعية “الإسلام”، فما جزيرة سواكن وما أهميتها؟! إنها موضع قدم لتركيا في البحر الأحمر، ويرى بعض المحللين أنها شوكة في حلقوم مصر العالمانية والسعودية التي تزحف زحفاً نحو العالمانية اللادينية وفوق ذلك والأهم من التهديد العسكري وإقامة قاعدة عسكرية كبرى في سواكن، أن استغلال الجزيرة بمثابة الزلزال الاقتصادي الذي يُضعف قناة السويس حيث ستقوم تركيا ببناء منطقة لوجستية ضخمة لتموين وتخريد وإصلاح السفن؛ فتحصل بالأقل على 12% من حجم التجارة العالمية التي تمر عبر قناة السويس بما تصل عوائده إلى 100مليار دولار سنوياً.
إن سواكن كانت تابعة للدولة العثمانية وفيها الكثير من الآثار العثمانية، وسوف تستعملها تركيا في الاستثمار السياحي، تُرى هل تسكت أمريكا والغرب على ذلك، أم أنها ستضطر إلى خوض الحرب ضد تركيا عن طريق حلفائها، تُرى من سينتصر في هذه الحرب أمريكا وحلفائها أم تركيا والسودان؟! إنه الزلزال القادم الذي ربما يعقبه عودة الحكم الإسلامي في مصر .. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.