بقلم| محمد عبد العزيز
ماهو الوطن؟
أرض فوقها سماء و بينهما شعب، ولا تكون الأرض وطن إلا اذا استُوطِنَتْ.
ما قيمة الوطن و مكانته؟
قيمة الوطن و مكانته تساوي قيمة و مكانة الذين يعيشون على أرضه. كل الخلائق ترتبط بأوطانها. الناس يرتبطون بأوطانهم و بالأرض التي نشأوا و تربوا عليها و عاشوا فيها طفولتهم و أحلامهم و فيها ماضيهم و ذكرياتهم و يأسسون فيها مستقبلهم.
طيور الصحراء يقطع بعضها 200كم طيران يومياً لجلب الماء لصغاره و يصر على البقاء في موطنه.!
سمك السالمون يجوب المحيطات في أنحاء الدنيا ثم يعود إلى النهر الذي ولد فيه و خرج منه سابحاً ضد التيار ليضع بذرته و يموت في وطنه.!
الدين لا يعارض حب الأوطان، بل يحث عليه و يؤيده، و يقرر بأن من مات دون وطنه شهيد. و لكن الكارثة أن يتحول الوطن إلى وثن يعبد من دون الله. الكارثة أن تُذل باسم الوطن، أن تُنتهك حُرُماتك باسم الوطن، أن تُسرق باسم الوطن، أن تُكفَّـر باسم الوطن، أو تكفُر من أجل الوطن.
الضرورات الخمس في الإسلام كما حددها أهل العلم هي الدين والنفس والعقل والعرض والمال. أولها الدين، الدين قبل النفس، و قبل الوطن، و قبل أي شيء. عندما تجف الأنهار و تنقطع الأمطار يغادر الناس الوطن و يبنون وطناً جديداً.
لأجل الدين خرج الرسول صلى الله عليه و سلم و غادر الوطن. لأجل الدين حضر الرسول صلى الله عليه و سلم إلى مكة فاتحاً و حاصر الوطن. لأجل الدين حارب رسول الله صلى الله عليه و سلم أبناء الوطن. هل نحن حقاً نعيش في وطن؟ حقيقة مؤسفة مؤلمة، نحن في مصر نعيش في بلد و ليس في وطن. بلد ينتهك فيه الإسلام و تُحاصر فيه المساجد و تضرب فيه العفيفة عقاباً على سترها و عفتها في الشارع لا يصلح أن يكون وطن. بلد يصدَّق فيه الكاذب و يكذَّب فيه الصادق، و يخوَّن فيه الأمين و يؤتمن فيه الخائن و يتحدث في أمره الرويبضة، لا يصلح أن يكون وطن. بلد يضع دستوره حثالة، و تجتث فيه الفضيلة و تُغرس فيه الرزيلة، يذل فيه أهل الحق، و يعز فيه أهل الباطل لا يصلح أن يكون وطن. بلاد الكفر ليست وطناً للمسلمين، و إن ولدوا فيها و عاشوا و ماتوا، لن تكون مصر وطن حتى نقيم الدين و العدل فوق أرضها، وقتها فقط تصبح الأرض وطن. العبيد و الخانعون و المستسلمين ليسوا أكثر من نعاج داخل سياج المزرعة لا يستحقون الوطن و لا المواطنة.
………… محمد عبد العزيز ………. 21/8/2104