بقلم| محمد عبد العزيز
إما نحن و إما أنتم.
هذا هو مختصر و جوهر معادلة و استراتيجية السياسة الدولية الأساسية التي يعتمدها الغرب الصليبي المتمثل بالأساس في أوروبا و أميركا و كل أتباع الصهيونية العالمية، تجاه العرب و المسلمين و على رأسهم المصرين.
من لا يستطيع رؤية هذه الحقيقة فأحسن الله عزائه في وعيه السياسي.
من أبلغ ما صادفني مما نشر على فيس بوك ” تغريدة ” تقول:
” تمكن الغرب من هزيمة دولة الخلاقة الإسلامية و احتل أراضيها.
قام بتقسيم هذه الدولة إلى حظائر، و جعل على كل حظيرة كلب.
مع مرور الوقت أصبحت الوطنية هي الانتماء للحظيرة، و حماية الكلب.!!!”
هذه التغريدة تختصر قصتنا مع الغرب و ما فعله و يفعله ببلادنا، فكل مصائبنا التي لا تعد مرجعها الأساس الكلب الذي يحكم الحظيرة و حاشية الخنازير التي يحكم قبضته على البلاد من خلالهم، و الذين تم انتقائهم و فرزهم بعناية شديدة من أصحاب السوابق و التاريخ المخزي في الانحراف و النفاق و العمالة و الخيانة و التفريط.
إما نحن و إما أنتم… ، استراتيجية غربية ثابتة هي السبب الرئيسي و الأزلي الذي يدفع الغرب لإجهاض أي حراك أو انتصار أو ثورة يمكن أن تزيح كلب من كلابهم و تحول إحدى مزارع العبيد إلى دولة حقيقية ذات سيادة يتنسم شعبها هواء الحرية و تميز الهوية، و ينعم بخيرات و موارد بلاده..
لذا يُنَصَّبْ و يُفرض الحاكم العميل في بلاد العرب المسلمين فرض إجبار، و يتم عمداً و باستعداد مسبق إجهاض أي فرصة للنمو و الظهور و الاستغناء و التقدم.
عندما ندرك تلك الحقيقة الأولية و نفهم هذه الاستراتيجية الثابتة في السياسة الغربية تجاهنا ندرك بسهولة لماذا تم التآمر على جميع الثورات العربية بلا استثناء داخلياً و خارجياً، و نتمكن من تفسير كل الأمور و فهم دوافع و محركات الأحداث بسهولة و تتضح لنا الصورة بجلاء لا لبس فيه ولا غشاوة..
إن سياسة و دين الغرب و ديدنه الخداع و البطش و التضليل و التجهيل و لولا هذه الأسلحة و الأدوات الغربية التقليدية القذرة ما نعمت شعوب أوروبا و من بعدها أميركا بهذا المستوى المعيشي الذي يفوق بأضعاف القيمة الحقيقية لموارد و إمكانات تلك البلاد ” رغم تقدمها الكبير “، حيث يعوض الفارق من استغلال و امتصاص دماء الشعوب المستعبدة و في مقدمتها المسلمون العرب، و لولا هذه الأدوات القذرة ما احتكر الغرب الصدارة كل هذه المدة ولا صمدت النصرانية الباطلة إلى اليوم رغم التحريف الذي اجتاح عقيدتها و وصل إلى حد السخف و الوثنية المحضة و الزندقة.
على هذه الأسس تدور اللعبة و كل ما نراه و نسمع عنه من منظمات حقوق إنسان و حيوان و شعارات التعايش و التعاون، و مؤتمرات و مبادرات و تطمينات، كلها تدور مسبقاً تحت سقف محدد يسمح ببقاء الخنازير على رأس الحكم.
لقد حاولت عصابة الخنازير في الحالة المصرية استئناس الرئيس محمد مرسي و تحويله إلى عميل غربي يتماهى معهم في اللعبة القذرة و ينفذ مطالب أسيادهم شرطاً لبقائه في الحكم، و طلبوا منه بصراحة القبول بإجراءات محددة ضد عقيدة و مصالح المصريين أو التنحي و ترك الحكم لخنزير منهم يحسن المهمة لكن الرجل الشريف رفض الخيانتين و أصر على المقاومة و هذا ما عبر عنه في خطابه الأخير مخاطباً المصريين بعبارته الشهيرة التي لم يستوعبها الشعب ” و ليعلموا أن آبائهم كانوا رجال لا ينزلون على رأي الفسدة “.
نفس هذه المطالب التي ملخصها إجهاض مصر ساومت عليها كاثرين أشتون مبعوثة الاتحاد الأوروبي الرئيس محمد مرسي عندما التقت به في مقر اختطافه في 2013، و رفضها بلا ترد..
فلما استيأسوا من الرجل الشريف كلفوا العميل السيسي صراحة، و وافق بلا تردد و تفانى في تنفيذ الأجندة الصهيونية، و قد صرح بهذا الأمر النائب البريطاني جورج جالوي في حواره مع الجزيرة مباشر أواخر 2013 قبل إغلاقها.
إن الذين يحاولون القفز على الحقائق و اختزال المعضلة المصرية في إجراء انتخابات حرة يديرها خنازير الانقلاب العسكري و انشغلوا بمشكلة استئثار الخنزير الحالي على السلطة هم في حقيقة الأمر قد حصروا سقف آمالهم في استبدال خنزير أسود بخنزير أبيض، متوسمين أن اختلاف لون الخنزير يمكن أن يكسبه صفات الخيل، و نسوا أو تناسوا أنه لا فرق بين خنزير و آخر و أن كل ما في داخل حظيرة الخنازير، خنازير.
…………….. محمد عبد العزيز ……..