بقلم| أ. جمال فريد الغانم
العمل الاساسي للحزب او التيار الذي يحمل العقيدة السياسية ينبغي ان ينصب على بناء الامة فكريا وسياسيا لتصبح الامة جاهزة لاحتضان الفكرة كما تحتضن الام وليدها ,و( الامة بمن فيهم قواها المادية ) هي من تصل فكرته الى السلطة بعد ان يأخذ قيادتها وهي التي ستقوم بحراسة النظام الجديد كما تحرس الام وليدها . ولذلك فان عمل الاحزاب السياسية الاسلامية , او التيار الاسلامي في ظل حكم العسكر وغير المدعوم من دولة او دول كبرى سيكون تركيزه على الكفاح الفكري لفكر الدولة القائمة والافكارالوافدة التي تخالف أو تناقض فكر الاسلام النقي مع الحرص على ازالة الغشاوات التي طرأت على فروعيات العقيدة الاسلامية والافكارالاسلامية والاحكام الشرعية التي هوجمت بقوة اثناء الغزو الفكري المتجدد.
كما عليها الحرص على نفي الولاء لغير رابطة الاخوة الاسلامية ونبذ ما سواها من روابط وطنية او قومية او غير ذلك من الروابط الفاسدة . والعمل الاساسي الاخر هو الكفاح السياسي الذي يبين خطأ ومخالفة تصرفات النظام ومعالجاته للمشاكل في المجتمع مع طرح المعالجات الشرعية البديلة المنبثقة عن العقيدة الاسلامية , والاستمرار بهز العروش بقوة من اجل نزع ثقة الامة بها وفضحها امامها , والكشف باستمرار عن واقع تامر وخطط الدول الكافرة ضد الامة الاسلامية , وافهام الامة الموقف من وجهة النظر الاسلامية من الاحداث السياسية , والاستمرار بفضح الوسط السياسي مما يمهد لخلع الولاء للسلطة القائمة وانتزاع ولاء الجماهير لصالح العاملين في الحزب او التيار الاسلامي . ان النجاح في اخذ القيادة الفكرية ثم اخذ القيادة الفعلية ( العملية ) للامة من يد النظام بعد هز الثقة به بقوة واستمرار يعني ان الامة قد احتضنت العقيدة السياسية للحزب او التيار الاسلامي واصبحت جاهزة للتضحية من اجل ايصال الفكرة الاسلامية الى السلطة . ولذلك كانت الامة واحتضانها للعقيدة السياسية هي الركن الاساسي الذي يستند اليه في المواجهة , وهي الركن الاساسي في حماية الامة من حرب التدخل من قبل دول الكفر التي تحمي ادواتها من العسكر .
الالية التي ينبغي ان يسلكها الحزب او التيار الاسلامي بالاتي :
اولا : الشق الفكري – بناء الامة على التمسك بالعقيدة الاسلامية والالتزام بالاحكام المستنبطة من النصوص الشرعية واعتبار ان مقياس الاعمال للمسلم هو الحلال والحرام , وان (المؤمنون اخوة ) لا تفرقهم الحدود التي رسمها اعداؤهم الكفار لهم , وان لا فضل لمسلم على اخر عربيا كان او اعجمي الا بالتقوى , وان كل ما يشعر بتفريق الامة لا بد من نبذه جملة وتفصيلا . – افهام الامة واستمرار افهامها ان الدساتير والقوانين الناظمة لحياتهم لبست شرعية في معظم مجالات الحياة المختلفة , وابراز مناقضة تلك الدساتير والاحكام لدستور وقوانين الشريعة الاسلامية من خلال اظهار المعالجات الوضعية للمشاكل والحوادث اليومية مقابل المعالجات الاسلامية ليتبين للناس قدرة الاسلام على معالجة كافة مشاكل الحياة بغية اعادة ثقتهم بامكانبة تطبيق الاسلام بجوانب حياة المجتمع المختلفة . – افهام الامة ان قضيتها الاساس في الحياة اي قضيتها المصيرية التي ستحيا او تموت من اجلها انما هي الاسلام وايصاله الى السلظة لاستئناف حياة المسلمين على اساسه , لان ايجاد كيان للمسلمين هو اكبرقضايا المسلمين واهمها وتاتي كل القضايا من تحرير بلادهم واستعادة ثرواتهم ووحدتهم … دونها لانها قضيتهم المركزية التي بحلها سيسهل حل باقي قضايا المسلمين .
ثانيا: الشق السياسي : تحليل الأحداث السياسية تحليلا صادقا يمكن من الوقوف على الأحداث وفهمها فهمًا دقيقًا؛ ونشر الفهم للاحداث السياسية بين الامة وذلك لأن الشعوب لا تعطي قيادتها لجاهل وتحليل الاحداث وفهمها بشكل صادق يعني – ايجاد الوعي عند الامة على واقع اعدائها وادواتهم ليس من اجل ان لا تكون فريسة للتضليل وحسب , بل ومن اجل اعدادها لقيادة البشرية . – كشف مؤامرات وخطط دول الكفر على الامة لاتقاء خطرهم . -.بلورة مواقف الامة تجاه مؤامرات دول الكفر عليها وتحريضها على عدائهم ومقاومتهم هم وادواتهم . – تعرية العملاء وفضح سندهم الخارجي باستمرار . -.تقويض الوسط السياسي الخائن وإبراز البديل السياسي العقائدي المخلص ليتقدم لقيادة الامة قوى الامة المادية : التركيز على قوى الامة ومنها العسكر ودورهم في التغييروذلك يقتضي : – النفي القاطع بان الجنود والضباط في الامن والمخابرات والجيش انهم من اعداء الامة , والتركيز على انهم ابناؤها , وانهم جزء لا يتجزا منها . – افهام العسكر وافراد الامن والمخابرات ان من يريد منهم استعداء الامة بالتنكيل والقتل والتعذيب هو فقط من بستحق محاسبته ما لم يتب عن عدائه للامة , واسناده للطواغيت وحيلولته دون وصولها لتاخذ زمام امرها بيدها . – افهام العسكر انهم اداة رئيسية تنظر الامة اليها لانقاذها مما هي فيه من سيطرة الكفار واذنابهم , ومخاطبتهم بما يلفت نظرهم بانهم حماة الامة وان امتهم هي من ينفق عليهم من كسبها وقوت اطفالها . – استمرار لفت انظار العسكر لما يجري من ظلم واذلال وامتهان لابنائها على يد نواطير الاستعمار , وان واجبهم الشرعي الاخذ على يد الظالم , والعمل على التخلص منه . – العمل الدؤوب لاخذ ولاء العسكر لدينهم ونصرته لايصاله الى سدة الحكم وارشادهم لتشكيل قوة كافية منهم لانتزاع السلطة ونصرة العاملين من الامة لايصالهم الى السلطة كما اوصل اهل المدينة رسولنا الكريم الى السلطة واقام فيها اول كيان للمسلمين .. – افهام الامة انها تستطيع بكل فئاتها لو ارادت ان تتخلص من الطواغيت ليس عن طريق العسكر وحسب بل وبوسائل اخرى منها العصيان المدني . وختاما فان بناء الامة ببث الوعي الفكر
** ملحوظة** هذا المقال يعبر عن كاتبه ولا يعبر بأي حال عن رأي الجورنال