بقلم: أ. جمال فريد الغانم
اطلاق هذا التعبير ( تعبير الغلابة ) جريمة
فقد اطلقت الحكومة هذا التعبير وقامت بالاحتفاء بطبيب الغلابة لانها حكومة مقصرة بحق الناس ووقحة .
اطلاق وصف الغلابة لوصف العدد الهائل من الشعب الفقير جريمة والاقرار ان الناس الغلابة لا يملكون ترف الحصول على العلاج جريمة وهو اعتراف من الحكومة انها تحرم الغلبان المريض من حق له في ذمة الحاكم .
ان واجب الحكومة اي حكومة ان توفر للشعب التطبيب والعلاج فالتطبيب من واجبات الحكومة مثله من التعليم وهو كذلك الذي قصرت فيه الحكومة في بلاد المسلمين بوضوح ووقاحة .
ان طبيب الغلابة من حيث لا يدري هو ورقة التوت التي وارت احدى سوءات الحكومة رغم ان سوءاتها باتت عديدة فالتعليم في حالة من الانحدار ان استمرت سيقع انهيار غير مسبوق من خلال تحويل المجتمع الى مجرد جهلة يحملون شهادات جامعية لا تساوي شيء.
ان من الوقاحة ان تفاخر الحكومة بأنها تحتفي بطبيب الغلابة بدل ان تخجل ان يكون من بين شعبها غلابة بل هي سمجة حين جعلت معظم شعبها غلابة بل هي بلا حياء .
ايها الانسان ان التداوي حق لك وان توفير التطبيب لكل فرد من الرعية حق مشروع كفله لك الشرع الحنيف فالرسول صلى الله عليه وسلم قال : “من بات آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ” مما يلي ستجد ان هذه من واجبات الدولة في الاسلام لان الدولة اقيمت لترعى شؤونك وما نص عليه الحديث الشريف وسواه هي شؤونك التي يجب ان ترعاها الحكومة فلدى الدولة في الاسلام واجب صيانة المثل العليا للمجتمع فهي يجب ان تحفظ الدين وان تحفظ العقل وان تحفظ النفس والنسل( النوع) وان تحفظ الكرامة الانسانية وان تحفظ الملكية الفردية وان توفر التطبيب وان توفر الامن وان تحافظ على كيان الدولة لان كل المثل لا تصان الا بالدولة الاسلامية الشرعية فهي مما لا يتم الواجب الا به وللعلم فهذه المثل العليا هي التي حفظها الاسلام بايقاع الحد على من يتعدى فالذي يعتدي على حفظ النفس يقتل والذي يعتدي على حفظ النسل يجلد والذي يعتدي على الكرامة يجلد كذلك والذي يعتدي على حفظ المال تقطع يده والذي يعتدي على الامن يقام عليه حد الحرابة وهكذا جميع المثل العليا وضع لها الشرع نصوصا قطعية اوجبت حفظها .
واعلم ان من خبث واجرام الانظمة الرأسمالية المتحكمة فينا نحن المسلمين ويقوم عليها اسماء من بني جلدتنا ويتسمون باسمائنا وينطقون بألسنتنا هذه الحكومات تحرم على اي طبيب ان يلتحق بطبيب الغلابة فالطبيب يجب ان يلتزم بأجرة الكشفية التي حددتها الدولة وهذا المبلغ لا يقدر عليه الغلابة . اعلم ان طبيب الغلابة كافح وناضل حتى استطاع الحصول على استثناء كي تكون اجرة كشفيته زهيدة وفي متناول الغلابة .
ويوجد الآلاف من الاطباء يرغبون بان يساعدوا الفقراء من خلال خفض اجرة الكشفية ولكن القانون يمنع ذلك يعني عندك حكومة لا ترحمك ولا تترك احد يرحمك. لا حل الا ان تعملوا لاقامة الخلافة لانه لا اسلام الا بجماعة ولا جماعة الا بامير للمؤمنين ولا امير الا ببيعة وطاعة . اللهم هيء لنا امرا رشدا
** جميع مقالات الرأي تمثل كاتبها ولا تمثل بأي حال من الاحوال صحيفة الجورنال