بقلم | أمينة أمين
الجزائر تعيش حالياً مراثون من الأحداث المتسارعة على كل الجبهات، وبكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة، قرارات سياسية تسير بالبلد إلى المجهول، إقالات وتعيينات في أهم القطاعات العسكرية والمالية والإقتصادية لرسكلة النظام تحت جناح بما يعرف كابرانات فرنسا.
أحداث ببصمة الجنرالين محمد مدين المدعو التوفيق صاحب السيجار الذي نصب نفسه رب الحزائر والجزار خالد نزار إلى المشهد السياسي، هما المجرمين من حقبة العشرية السوداء ومهندسيها، تخلصا من أحمد القائد صالح ئيس أركان الجيش وكل رموزه والآن ينفذان بطريقة خبيثة لجعل الحراك ثورة جياع بإفتعال الأزمات في ندرة المواد الغذائية الأساسية وإرتفاع الأسعار و نقص في السيولة عبر مكاتب البريد التي تسببت في الطوابير للمواطنين.
هذه الأساليب تلجأ لها العصابة كلما إرتفع صوت الشعب مطالباً بالاستقلال، وتناور بخلق أحزاب جديدة موازية للأحزاب القديمة لتضربها ببعضها البعض وتصنع سياسة إلهاء للشعب وإضفاء نوع من الحركية الشرعية للحالة السياسية في البلد التي تعيش جموداً منذ غياب معيّن العسكر، عبد المجيد تبون لأسباب صحية. أحزاب كلها صنيعة المخابرات، علمانية كانت أو إسلامية. الفبركة المخابراتبة لسنوات العشرية السوداء تعود من جديد ..!
إعترافات الجهادي المزعوم، أبو الدحداح جليبيب، أحدثت موجة من السخرية لدى الشعب الجزائري، لكن هناك من فهم رسالة المخابرات على أنها تريد تخويف الشعب و بث الشكوك في الحراك ومن يدعمه وتحضر لما هو أسوأ. و لم تمضي أيام على قضية أبو الدحداح لتصدر سلطة العسكر قرار مذكرة توقيف دولية بحق كل من الدبلوماسي الأسبق محمد العربي زيتوت، والمدون أمير بوخرص المعروف بأمير ديزاد، والصحفي والكاتب هشام عبود، و صاحب كتاب “مافيا الجنرالات”، و محمد عبد الله الدركي المنشق.
العسكر يناور بورقة الإرهاب بعرض وجوه عبر التلفزيون الحكومي للإعتراف بصلتها مع المعارضين والنشطاء الحقوقيين والمناضلين البارزين بالخارج المنتمين لحركة رشاد التي تدعي العصابة الحاكمة أنها بقايا الجبهة الاسلامية للإنقاذ حتى تعطي رسالة للقوى الغربية على أن الحراك صبغته إسلامية و ربطه بالإرهاب والأصولية الدينية المتطرفة ليحوز النظام على الضوء الأخضر والشرعية الدولية بقمعه بوحشية العسكر المعهودة الكارهة للإسلام والشعب معاً.
هذا على الصعيد الخارجي، أما على الصعيد الداخلي هو ضرب الشعب ببعضه البعض لتفريق الحراك و تخويف العلمانيين بالإسلاميين و زرع الشكوك والتخوينات بين الشعب الواحد.
إما التصعيد أو الزوال .. على الشعب ان يعيد التنظيم و يُصعدُ حراكه ليس بالخروج يومي الجمعة والثلاثاء فقط و آن الأوان لتأطير الحراك و وضع خارطة طريق واضحة المعالم و سقف المطالب هو السلطة للشعب و الاستقلال.
صراع الأجنحة على أشدّه و من يراهن على انه قد يعود بالإيجاب على الحراك لا تنسى أيضا قد يعود بالسلب، لذا لايجب الإلتفات لصراعاتهم، و تفويت فرصة إعادة رسكلة نظامهم، صحيح يتصارعون من أجل النفوذ والسلطة لكن عند إحساسهم بخطر زوالهم يجتمعون ويخططون مع بعض في ناديهم المُنكر و يتفقون على إخماد صوت الشعب و قتل الحراك. هذه المرة هي المرحلة الحاسمة والمفصلية، تكونوا أو لا تكونوا.