بقلم| محمد عبد العزيز
الدولة العلمانية الكافرة التي يؤسسونها في مصر الآن، مبنية على دراسات علمية و لها عند مُنَظِّريها أسباب موضوعية تناسب أهدافهم و المهمة التي جُنِّدوا من أجلها.
يعتمد الغرب نظرية صراع الحضارات، و لديهم قناعة في حكم اليقين بأن نهضة الدول الإسلامية تهدد وجودهم و أمنهم و ثرائهم و تؤدي مباشرة لإنزواء الحضارة الغربية مقابل صعود الحضارة الإسلامية مرة أخرى بعد أن قضوا عليها وبنوا حضارتهم على أنقاضها. إدارة السياسة في الغرب إدارة علمية لا تعرف ” الفكاكة “، لذا فقد تم مبكراً جداً و قبل أن تلد جدتي أبي، إنشاء مؤسسات و مراكز بحوث و جمعيات و أندية تُنفَق عليها المليارات سنوياً، نشاطها الحقيقي و هدفها الأساسي، تجنيد و تنصيب من يحول بين تحكيم الشريعة في المجتمعات المسلمة، و يمنع وصول الإسلاميين للسلطة، مع العمل الدؤوب على إفساد و تكفير المسلمين، و سلخ البلاد من هويتها الإسلامية و فرض هوية علمانية ملحدة مقيتة، ذلك أن تفشي الكفر و الإلحاد في بلادنا ” المُستحمرة “، يمثل كنزاً استراتيجياً ” للمُستَحمِر” الغربي و عملائه لأسباب حقيقية و موضوعية من أهمها:
– الكافر، يسهل شراء ذمته و جسده و قلمه و كلمته، و مبادئه لمن يملك الثمن.
– يمكن استخدامه و تسخيره بسهولة، فليس له قيم عليا و إن وُجِدَت فتمسكه بها نسبي تحدده حسابات المكسب و الخسارة و درجة إغراء المنفعة المقابلة.
– انحلاله يُسَهِّل الإيقاع به، و تسجيل فضائحه، لكسر عينه، و ابتزازه و تسخيره.
– مثالي للحاكم المستبد، يسمع و يطيع، يطبل و يذيع، يسير ضمن القطيع.
– الجندي الكافر مرتزق، يقتل بالأوامر، لا يحمل قضية، ولا يميز صديقاً من عدو.
– الشرطي الكافر كلب حراسة، إخلاصه لسيده، يطلقه على من يشاء، و لو كان من الأنبياء، ليمزق ثيابه، و يغرس فيه أنيابه.
– العامل الكافر يُأِّله صاحب العمل و أسهل انصياعاً من المؤمن الذي يعتبره عبد.
المواطن المُلحد و الكافر كنز أعداء الوطن. فالكافر لا يصمد أمام القوى الغاشمة و لا يغامر، لا يضحي بحياته من أجل دين ولا مبدأ و لا وطن، لا يتحدى الكبار، لا يضحي بنفسه من أجل حرية يحصل عليها الآخرين بعد موته، وطنه المال، يبيع من أجله كل شيء، كل أحلامه الحصول على المكاسب العاجلة بأي طريقة و الحفاظ على حياته التي هي منتهى أمله. إذا خُـيِّرَ بين أمن وغِنَىَ الوَطن و أمنه و غِنَاه الشخصي إختار أمنه و غِنَاه الشخصي، إذا خُـيِّرَ بين التضحية بالنفس أو التضحية بالوطن و من فيه ضحى بهم و بالوطن بكل بساطة و بلا تردد.. لا يحارب أو يواجه إلا إذا ضَمِنَ تفوق السلاح و توفر لديه اليقين أنه منتصر بسلاحه. إذا لدغه الظُلم و دفعه للصراخ في وجه الظالم تراجع إذا طاله الأذى عند أول مواجهة.
“و لأن الدولة تتكون من مجموع الأفراد فما ينطبق على الأفراد ينطبق على الدولة”، فدولة بلا هوية دينية صيد سهل و لقمة سائغة طرية.. مَن صَدَّعُونا بأننا أصحاب نظرية المؤامرة هم أخطر أجزاء المؤامرة، مهمتهم التعمية و التضليل.
الحقيقة التي كانت عَلم يقين بالأمس، أصبحت اليوم عَين يقين، شواهدها أوضح من الشمس، بأعيان و أسماء أشخاصها و منظماتها و أجهزة مخابراتها في الداخل و الخارج. التواطؤ الغربي ضد الإسلام و المسلمين عامة، و الدول العربية و مصر خاصة، مرتبط مباشرة بالصفات المميزة للمجتمع الكافر التي تحقق مصالح الغرب و تضمن أمنه و تفوقه.