بقلم | محمد عبد العزيز
للأسف الشديد ارتبطت الدعارة بالفن ارتباطاً وثيقاً نظراً لأن معظم الرواد المؤسسين لمجالات الفن لم يكونوا من الملتزمين بإسلام أو حتى مسيحية، و كانت الغانيات هن اللائي يقومون بالرقص و الغناء بالأجر، و كان معظمهن ينتمون لما يسمى بالغجر الذين لا يعرف لهم أصل و لا مستقر، أو اليهود المتواجدين بمصر حينها، و كان أجدادنا يسمون الراقصة في ذلك الوقت (القحبة)، و تعني العاهرة، و مع دخول قوات الاحتلال الإنجليزي لمصر، ركز الاحتلال على الاهتمام بالفن و الفنانين و استجلبوا من بلادهم معلمين في الموسيقى و الرقص و الغناء و التمثيل، فاستخدموا الفن للترفيه عن جنودهم من ناحية، و للسيطرة على الوعي الجماهيري ومحاولة محو الهوية المصرية و الإسلامية من ناحية أخرى، و بم أن اليهود كانوا أقرب نسباً وثقافة إلى الإنجليز فقد سيطروا بسرعة البرق على مجال الفن بكافة فروعه و أشكاله في الرقص و الغناء و التمثيل و الأسماء كثيرة و معروفة.
و بدأت ثقافة المجتمع في التغيير بسبب الزخم الهائل للثقافة الإنجليزية و بدأ المبهورين من الشعب المصري في الانخراط في مجالات الفن و تعلموا على أيدي اليهود الذين نقلوا إليهم أخلاقهم مع تعليمهم الفنون المختلفة، فصارت هناك كلمة سر تربط بين معظم أهل الفن هي الكفر و الإلحاد و الانحلال الخلقي، و هذا لم يمنع من وجود بعض القلائل الذين طرقوا مجال الفن و حاولوا الاحتفاظ بأخلاقهم و هويتهم مثل سيد درويش و غيره، حتى أن الإخوان المسلمين بعد وقت قليل من نشأتهم قدموا فناً أخلاقياً و محترماً و مسرحاً هادفاً لمقاومة الفن الهابط و نشر دعوتهم، لكن التيار الفني الجارف في المجتمع ظل تحت سيطرة الفاسدين.
بعد خروج اليهود من مصر و هجرة معظمهم لإسرائيل تسلم راية الفنون مصريون و مصريات تربوا على أيدي أولئك اليهود و حملوا قيمهم و أخلاقهم و انحلالهم ليسلموها لمن خلفهم جيلاً بعد جيل، فلا تكاد تدخل ممثلة الوسط الفني و تنال الشهرة قبل أن تمر على سرير المنتج و المخرج و كل من يمثل درجة في سلم الوصول، و من يتابع الإنتاج الفني في مصر و الدول العربية، لا يحتاج إلى دليل.
و قد انعكس ذلك على شتى المجالات المتصلة بالفن و منها مجال الدعاية و الإعلان و الإعلام، و حتى الفنون الجميلة لم تسلم من إتباع ذلك النهج المنحط و الخط المعوج حتى صار المحور الرئيسي للتعبير في الفن التشكيلي هو الفوضوية و الموضوع الرئيسي هو الجنس.
لقاء مع ممثل:
عندما كنت طالباً في الكلية دخلت مع بعض أصدقائي مقهى راق بحي الزمالك و تصادف جلوسنا بجوار أحد الممثلين من أصحاب الأدوار القليلة، سلمنا عليه و دخلنا معه في حوار و دردشة طويلة كشفت لي عن وسط فاسد و تجارة قذرة، فكان حوار الممثل يخلوا تماماً من أي اعتبار ديني أو قيمي، لدرجة أنه فسر ظاهرة حوادث ما سمي بالإرهاب أيامها بأنه مجرد حقد اجتماعي بسبب البطالة و تفاوت الدخل، و مما أذكر بالحرف الواحد عندما سأله زميلي لماذا لا نراك في أعمال كثيرة أو كبيرة فكان رد الممثل حرفياً :
لأني لسه ما طلعتش في دماغ مَـرَهْ من المشهورين، (يقصد ممثلة)، عندك فلان مثلاً ( و ذكر اسم أحد مشاهير الفن)، فلان ده طلع في دماغ مَرَهْ ساعدته و شَهَرِتُه و وَصَّلِتُه.!!!..
اعترافات الصديق “م . أ”
كان هذا الصديق أحد المجندين الذين تم تكليفهم بتفريغ أشرطة تسجيلات المخابرات أثناء فترة السادات و تسنى له و لزملائه الاستماع إلى اتصالات الممثلين و الممثلات مع عناصر المخابرات، و سأعرض لكم مقطع صغير يمثل عينة لنوع الحوار كما ورد ” بعبله”:
* الممثل القدير: ألوا مين يا افندم.
*** انا صلاح نصر إديني المره الشرموطة اللي عندك…. ” يقصد زوجة الممثل القدير “
” هيء هيء هيء حاضر يا افندم، يا ؟؟؟؟؟ كلمي صلاح بيه..
……. أكتفي بهذا القدر علماً بأن جوز الست التي وصفها صلاح نصر بالشرموطة و هو سعيد يعتبره الوسط الفني من رواد المسرح و له مع المدام مسرحيات كسرت الدنيا.!!!
حقيقة مؤسفة نتعامى عنها أن معظم الوجوه البريئة و الظريفة التي مثلت علينا أدوار الشرف و العفة و الإصلاح و صدرت لنا أفلام الوطنية و البطولة و المسلسلات و الأغاني الدينية، و صار لهم جماهير و معجبون و شعبية، ليسوا أكثر من ملحدين و زنادقة و داعرات لا شرف لهم و لا مبدأ و لا ملة سوى الانحلال و النفعية، و يمكن لأحدكم تتبع اليوتيوب ليكتشف بسهولة أن العديد من الممثلات و المطربات اللاتي يملأن الأفق قديماً و حديثاً لسنَ أكثر من مومسات مشهورات يمارسن التمثيل و الغناء و الرقص على المسرح و يمارسن الدعارة خلف الكواليس، و لكن يخفى على الكثيرين أن الدعارة الفنية تدار بشكل مؤسسي تحت سمع و بصر و تنسيق أجهزة مخابراتية محلية و خارجية و بالتحديد “صهيونية”..