بقلم| محمد عبد العزيز
بعد أن استعرضنا في الفقرات السابقة نشأة الدعارة الموجهة في مصر و العالم العربي و دورها و أهدافها و أسبابها و أهم مظاهرها، نختم بلمحة سريعة عن البعد النفسي للعهر.
تحرير المصطلح:
كلمة عاهر هي وصف لمن يقوم بفعل الدعارة، و الدعارة هي حالة من احتراف الزنا بشكل متكرر و منهجي.
و العهر أفدح و أخطر من الزنا، فكم من زان تاب و أصلح، أما العاهر فهو شخصية قد تملكتها حالة مستقرة من الزنا العقلي و الوجداني، و السلوكي، تستمر معه حتى و إن فارق الزنا الجسدي لعجز أو كفاية، و هذه الفئة هم أصل الداء و أعظم البلاء.
العهر و الخيانة:
في الحقيقة العهر و الخيانة صنوان، فمجرد الوقوع في الزنا من ذكر أو أنثى يعني الوقوع مباشرة في الخيانة فمن يزني إما أنه خان زوج أو زوجة أو أب أو أم أو أخ أو أخت أو صديق أو قريب أو بعيد، فضلاً عن أنه قد خان الله و رسوله في نفسه التي ائتمنه الله عليها و النفس التي اشترك معها في جريمته.
إن التفكير في الزنا هو تفكير في الخيانة، و الاستمتاع بخيالات الزنا هو استمتاع بخيالات الخيانة، و تدريب للنفس على استمرائها و قبولها، فلا يكون بينه و بين الوقوع فيها إلا توفر الفرصة، لذا تجد أقرب الناس لتقبل فكرة الخيانة و مؤازرة الخونة و الظالمين هم المنحرفون جنسياً.
العهر و الاستعباد:
تتوقف مدى صلابة و تمسك و قوة الشخص على مدى كبحه لرغباته الغير مشروعة و ضبطها و توجيهها لمحلها المشروع، فبقدر وقوع الإنسان في الزنا الفكري أو القلبي أو الجسدي، بقدر ما تكون وضاعته و قابليته للاستعباد و الاستذلال، فالداعرون و العاهرون هم أكثر الناس تقبلاً للذل و العبودية فالشخص الداعر ذليل بسره، ذليل بخيانته، ذليل أمام شريكه، ذليل أمام نفسه، ذليل بصفة الذلة التي يضربها الله على من يقرِّون و يحبون الفواحش و إن عجزوا عنها، و لقد أفاد من حضروا الحروب من خبراء القتال أنه في المعارك الحقيقية لا يمكن الاعتماد على الملوثين جنسياً، حيث أنهم يكونون أول من يرتجف و أبطأ من يهاجم و أسرع من ينسحب أو يستسلم.
الدعارة الفكرية:
الدعارة الفكرية حالة عقلية تنشأ نتيجة المداومة على ممارسة الدعارة الجسدية، فيكون المعيار العقلي لدى هذه النوعية من البشر هو مقدار المصلحة الشخصية أو درجة الاستمتاع أو الفائدة التي يتحصل عليها من فعل أو حدث ما، بصرف النظر عن خطأه من صوابه، حله أو حرمته، فيتحول الشخص إلى مسخ، أفكاره و قيمه و أفعاله كلها للبيع، معروضة للسعر الأعلى، لمن يدفع الثمن، أو يحقق المصلحة، أو يدرأ الخطر، بل أن الأمر قد يتخطى هذا المستوى و يصل لحالة من العمى العقلي و القلبي الكامل، فيكره الخير في ذاته، و يحب الشر و الرذيلة لذاتها، حتى و أن لم تحقق له مصلحة تذكر، بل قد يتحمل بعض الخسائر في سبيلها و من أجلها.
المؤخرة:
ربما يكون من المناسب أن يكون لموضوع الإدارة بالدعارة ” مؤخرة “
من المضحكات المبكيات أنه بعدما أتممت نشر هذه السلسلة للمرة الأولى بتاريخ: 28/5/2014م اتصلت بي عاهرة هندية لا ادري كيف تحصلت على رقمي، لتعرض علي شخصياً المتعة الحرام، ربما تكون مصادفة نادرة، و ربما هناك من يحاول أن يلعب معي شخصياً نفس اللعبة القذرة التي أسكتوا بها الكثير من الأقلام و ركبوا و أذلوا بها معظم النخبة و الطليعة المصرية و العربية..
خاتمة:
إن الدعارة هي السلاح الفاعل الذي قصم به الأعداء ظهر الأمة الإسلامية، فمن خلالها خلقوا بيننا شخصيات عاهرة، كانت سبب كل بلاء نزل بساحتنا، يمكن أن تقرأ ذلك بوضوح على صفحات شوارعنا و بيوتنا و مؤسساتنا، و إعلامنا و نظم الحكم المفروضة في بلادنا، فإن لم تدرك فاقرأ هذا المقال بفقراته العشر من أوله، فإن لم تدرك، (( فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور)).
…………… محمد عبد العزيز …………….