بقلم| محمد عبد العزيز
“كأس خمر و غانية يفعلان بهذه الأمة ما لم يفعله ألف مدفع”
قاعدة اعتمدها نابليون بونابرت في الحملة الفرنسية على مصر، تمثل خلاصة خبرته في مواجهة المسلمين، و الثغرة التي اكتشفها و استفاد منها من بعده الاحتلال الإنجليزي عندما حضر إلى مصر، فقد أسس فوراً بيوت الدعارة و رخَّصَها و حماها و أخضعها لإشراف الدولة و رعاية القانون.!!!
و قد وصلت الدعارة في مصر وقتها إلى الحد الذي ذكره تقرير عصبة الأمم في صيف 1927م، وفي القسم الخاص بمصر ما يلي:
“لقد ثبت أن الديار المصرية عبارةٌ عن سوق بغاء عظيمة للنساء والفتيات من جميع الأجناس، و لاسيما موسم السياحة في وقتِ الشتاء”.
لقد أسس الإحتلال الدعارة في مصر و اتخذها وسيلة من وسائل السيطرة على الدولة لتحقيق أهداف عملية محددة من أهمها:
– القضاء على روح المقاومة بإفساد أخلاق الشباب.
– الحصول على المعلومات الهامة و الحساسة من السياسيين و القادة و الضباط أثناء حالات السكر المصاحبة لسهرات المجون.
– ابتزاز و تجنيد السياسيين و الضباط بفضائحهم التي تم تسجيلها و تصويرها أثناء ممارستهم الرزيلة مع البغايا.
– تجنيد الساقطين و الساقطات من مشاهير الفن و المجتمع كجواسيس لصالح الاحتلال و من أشهر الأمثلة التاريخية المطربة الشهيرة (أسمهان).
– تفكيك البناء القوي للأسرة المصرية بهدف إضعاف المجتمع.
فكانت الدعارة و لاتزال الوسيلة الفعالة للسيطرة على الفسدة و المنافقين و الوصوليين و الشهوانيين و اللادينيين إلا أنها كانت تفشل دائماً عندما تصطدم بالمتدينين أصحاب العقيدة الصلبة و كان على رأسهم في مصر جماعة الإخوان المسلمين التي مثلت أكبر شوكة في حلق الاحتلال الإنجليزي لم يتمكن أبداً من ابتلاعها، و التي سيأتي دور الحديث عنها في الفقرة (4)
……….. في الفقرة (2) من هذه السلسلة نتناول بمشيئة الله موضوع ((الغرب و استخدام الدعارة في اختراق الدول العربية))
و يمكن الوصول للفقرة السابقة من خلال هذا الرابط: