مصارع السوء :
تشهد الأرض بمختلف بقاعها وبلدانها ومجتمعاتها ،
كما يشهد تاريخ البشرية بكل عصوره ، هلاك أناس من عالم البشر جسدا ولكنهم ليسوا من عالم البشر قلبًا وعقلا وعقيدة وإنسانية ، إنهم أناس لا يذكرهم التاريخ إلا مع ذكر الدماء والمذابح والمجازر ، ولا يذكر لهم الناس وصفا إلا وصف العدوانية والشيطانية والظلامية والبطش والقمع والكره للحق، ولا تعرف لهم الحضارة فضلا إلا بحثهم عن المجد لذواتهم، والثراء لأنفسهم ، فمَن هم هؤلاء؟
إنهم الطغاة في الأرض، والظلَمة للخَلق ، والقتَلة لبني البشر؛ ولقد عانت البشرية من هؤلاء قديما وحديثا، وذاقت من هؤلاء الويلات، وما يتمنى الناس الذين يعاصرونهم شيئا كما يتمنون زوالهم، ولا يرجون أمرا كما يرجون أن يروا في هؤلاء الطغاة يوما عبوسا قمطريرا. وكما شهد تاريخ البشرية وحاضرها ظهور طُغاة عُتاة ظلَمة، سواء
من الأمة المسلمة أو من الأمم الكافرة، شهد كذلك هلاكهم وزوالهم بنهايات مأساوية هي ما يستحقونه ليشفي الله صدور قوم مؤمنين واللهم لا شماتة بل إنها سنة .
ويحفل التاريخ بشخوص مظلمة من هؤلاء، وأسماء منكرة يعرفها فقراء كل زمان ، وروّاد كل حضارة ، ودعاة كل عصر، ومصلحو كل جيل ؛ لأنهم الأكثر معاناة من نار هؤلاء الطغاة والظلَمة.
وكان لأمتنا الإسلامية، وبخاصة في زماننا هذا ، حظٌّ لا بأس به من أمثال هؤلاء، والذين مَنَّ اللهُ على أهله أن يشاهدوا فيه هلاك بعض هؤلاء الطغاة الفجَرة وجنودهم وزوال ملكهم واندثار شخوصهم ونهايتهم بنهايات مأساوية، ذاقوا فيها شيئا يسيرا مما جرعوه للآلاف من أبناء الأمة المستضعفة.
والأسماء أكثر من أن تُحصى لذا سيكون ذكري لبعضهم على سبيل المثال كفرعون مصر والهالك القذافي وحمزة البسيوني وبعض رموز الانقلاب وأترك لكم تذكيرنا بنهايات الطغاة من أمثال هؤلاء المجرمين استبشارا بالمزيد الذي نتوقعه في القريب العاجل إن شاء الله ؛ لأن القاعدة القرآنية تقول : ” (فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) ” ونحن نظرنا وننتظر المزيد من عاقبة هؤلاء الظالمين في زماننا لننظر لا كي نشمت فيهم ؛ بل لنفرح لهلاكهم و زوال ظلمهم ! لذا قلت سابقا : ” اللهم لا شماتة بل إنها سنة ” وستكون نهاية الباقين بإذن الله أسوأ من كوابيسهم ؛ فاستبشروا .
هذه قناعتي : اسلام حافظ