لم تكن الهجمة الغربية على سوريا سوى بومب العيد ؛ وألعاب رأس السنة النارية ؛ فلم يستهدفوا تغيير المسمى بالحيوان على لسان كبيرهم دونالد ترامب أو حتى إضعافه ولم يستهدفوا أماكن مؤثرة بل إن الدفاعات الروسية لم تتحرك لصد الهجمة الكرتونية ! وصرح أحد قادة روسيا في خبر عاجل نشرته الجزيرة أن كل المواقع المستهدفة مدمرة من قبل ! وكل هذا يثير عاصفة من التساؤلات ولعل المتابعين مدركون لقواعد لعبتهم …
إن كان صدام حسين محل بشار لما كان العدوان ثلاثيا بل لكان ثلاثينيا فقط لأنه سني أما بشار فإنه شيعي والحرب على الإسلام السني دون غيره والشيعة ينفذون أجندة أمريكية غربية خالصة حتى وإن بدا غير هذا من تصريحات المسؤولين هنا وهناك وكلها بتفاهمات لا تغفل توزيع الكعكة على جميع المشاركين في اللعبة ؛ ولعل اتفاقات مسقط التي استمرت ثلاث سنوات في صمت مهيب برعاية عمانية تحت وطأة التصريحات النارية هنا وهناك بين قادة الغرب وقادة إيران ليست منا ببعيد حتى أسفرت عن الاتفاق النووي الغربي الإيراني في عهد أوباما …

إذًا فما المشهد ؟!

هي عملية كرتونية لمدة ساعة واحدة متفق عليها مسبقا ومحدد أهدافها المعلنة والغير معلنة وكل أطرافها مستفيدون منها ما عدا المسلمين السنة في سوريا وخارجها ، كما حدث منذ عدة شهور في الغارة الأمريكية على مطار الشعيرات العسكري الذي لم يكن به وقت الغارة سوى هياكل طائرات !

ترامب حول جيش أمريكا إلى مرتزقة ( بعملة ) يمكنك استعماله عند شحنه المال .. وهو نفسه أعلن ذلك : ” إن أردتم بقاءنا .. تدخلنا .. فيجب عليكم أن تدفعوا ” !

وقد كان فلم تتحرك أمريكا ومن دار في فلكها إلا بعد أن تسلموا الثمن كاملا ؛ ليضرب ترامب بن شداد عصافير بحجر واحد :

1) رسالة إلى كل من يقول أن لروسيا فضل عليه في وصوله لرئاسة أمريكا أنه ضدهم على المسرح السوري .

2) رسالة إلى المهاجمين له في أمريكا أنه قادر على التغيير وضخ المال وتوفير فرص عمل للشباب الأمريكي .

3) رسالة إلى دراويش العالم عامة والعربي خاصة أنه ضد قتل المدنيين بالسلاح الكيماوي ولا مانع بالطبع من قتل أهل السنة بأي سلاح غيرها .

4) رسالة إلى كل الدول العربية وخاصة الخليج أنه لولا أمريكا لما كان لكم ناصر ولا معين حتى وإن كانت النصرة مقابل أموالكم كلها .

5) رسالة إلى قادة روسيا أنفسهم أنهم كتحالف غربي ليسوا ضد بشار لذا فإنهم لا يستهدفون تغييره وإن كان بشار عدوا لشعبه فإنه ليس عدوا لشعوبهم !

6) رسالة مبطنة إلى المعارضة السورية السُّنية أن الجيش الأمريكي لن يسلم لكم بشار الأسد حتى وإن سببناه وقلنا عنه أنه حيوان فهذا للاستهلاك المحلي ولن نكون أبدا ظهيرا للسنة ضد الشيعة !
7) خروج بشار من هذه الأزمة المصطنعة أقوى مما كان مع الإيحاء بعكس ذلك والتأكيد على أن الرسالة وصلته : ” لا تقتل يا بشار بالكيماوي طالما تستطيع أن تقتل بالبراميل المتفجرة والقنابل ” والأصل أنه إذا تم إعادة شحن دونالد ترامب سيتحول إلى ترامب ابن شداد ويعيد المسرحية !

هذه قناعتياسلام حافظ