بدأ المشهد الانتخابي في المسرحية الهزلية لانتخابات قائد الانقلاب العسكري بصورة متشابهة في جميع لجان الانتخابات، وهي “مكبرات صوت وأغاني سيد دبابة وتسلم الأيادي ورقص متواصل، ضابط شرطة يتفحص المارة الذهبين لأعمالهم من أمام باب اللجان وسؤالهم عن لجنتهم وهويتهم وإدخالهم للتصويت بالعين الحمراء، أتوبيسات النقل العام خارج الخدمة لنقل الموظفين والعمال لمقرات اللجان الانتخابية للتصويت بشكل جماعي، سماسرة انتخابات تبحث عن الناخبين مقابل 50 جنيه”.

هكذا بدأت المسرحية أمام أغلب اللجان التي مر عليها مراسلنا، حيث بدأت سلطات الانقلاب في الاستعداد لحشد الناخبين، من خلال استثارة الحس الفني لدى بعض النساء الباحثات عن فرصة الرقص تارة، وتوجيه سماسرة الانتخابات للحشد مقابل خمسين جنيها للصوت الواحد تارة أخرى، بالتزامن مع حملات التصويت الجماعية للعمال والموظفين في القطاع العام والخاص مقابل نقلهم بأتوبيسات النقل العام والتصويت مقابل خمسين جنيها للصوت أيضا.

يأتي ذلك في الوقت الذي انطلقت فيه المسرحية، صباح اليوم الاثنين، وسط تشكيك في نزاهتها من منظمات دولية ومحلية، إضافة لإعلان كيانات سياسية مصرية مقاطعتها بعدما قالت إنه إقصاء تعرض له مرشحون.

وتنحصر المنافسة في الانتخابات بين رئيس الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي الذي يسعى لولاية ثانية، ورئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى الذي كان ينشط في حملات دعم السيسي لولاية ثانية قبل أن يعلن ترشحه.

 

 وطالبت التيارات الثورية والحركة المدنية الديمقراطية، وهي جماعة معارضة تضم أحزابا سياسية وشخصيات مصرية، بمقاطعة الانتخابات واصفة إياها بـ”المسرحية الهزلية”.

استغلال المحرومين

وكشف تقرير صحفي كيف خطط النظام لمشاركة عدد كبير من مؤيديه والفقراء المحرومين من لقمة العيش، رغم أنها انتخابات محسومة نتائجها سلفاً لصالح عبد الفتاح السيسي.

وبدأت الهيئات الحكومية والقطاع العام والخاص والجمعيات الخيرية في مصر، التي تلقت تعليمات من جهات حكومية وأمنية بإلزام كل جمعية بتوفير حافلتين أمام مقارها في الثامنة من صباح الإثنين المقبل، أول أيام التصويت في الداخل، بغرض نقل الموظفين والعمال والفقراء المسجلين في دفاترها، للإدلاء بأصواتهم.

وتلقت الجمعيات تهديدات بالتضييق على عملها الخيري والتلويح بغلقها، من قبل مسؤولي وزارة التضامن، والأجهزة الشرطية محل اختصاصها، في حالة عدم الالتزام بتوفير هذا العدد من الناخبين، وهو الأمر الذي يستهدف حشد نحو 4 ملايين ونصف المليون من أصحاب العوز والحاجة، لوجود ما يزيد عن 45 ألف جمعية على مستوى الجمهورية.

سماسرة الانتخابات

كشفت مصادر من سماسرة الانتخابات أن نواب برلمان العسكر وأصحاب المصانع والمتاجر والشركات الخاصة من الموالين للسيسي، يعملون على حشد المواطنين في اليوم الأول، من خلال توفير أتوبيسات لنقل العاملين إلى اللجان الانتخابية، مع إحداث حالة من الصخب، والشعبية الزائفة، بترديد الأغاني على أبواب اللجان اعتماداً على موالاة هيئة الانتخابات، وغض الطرف المتوقع عن التجاوزات الدعائية”.

إكراه على التصويت

كما تداول العمال والموظفون على شبكات التواصل الاجتماعي الأوامر الإدارية التي نبهت عليهم بما فيها الهيئات الحكومية والإدارات التعليمية والأزهر الشريف، بضرورة المشاركة في الانتخابات الرئاسية، وإظهار الحبر الفوسفوري على أصابعهم أمام رؤسائهم المباشرين، مع التحذير بأنه في حالة عدم ذهاب الموظف للتصويت على مدار الأيام الثلاثة، سيتم حسم يوم عمل منه، وذلك دون سند من القانون أو لوائح العمل المنظمة”.

 

وثارت ضجة كبيرة فور كشف هذه المحاولات من خلال تصوير بعض التعليمات المكتوبة التي علقها بعض المسؤولين في المحافظات على جدران المصالح الحكومية، وتحديداً في الإدارات التعليمية.

وأكدت المصادر نفسها أن ضغوطاً شديدة مورست على الموظفين في هذا الاتجاه، ولفتت إلى أن بعض الموظفين في إحدى الوزارات المهمة رفضوا هذه التعليمات باعتبارها تتعارض مع رغبة كل مواطن وحريته، فيما لم يتحدث عدد من الموظفين عن ذلك خوفاً من أزمات مع مديريهم.

وتقوم أجهزة أمنية وسماسرة انتخابات بجمع بطاقات الرقم القومي من الناخبين في بعض الأحياء الشعبية في القاهرة الكبرى وبعض المحافظات، لإجبارهم على المشاركة والتصويت في الانتخابات.

 نقلا عن نافذة مصر