بقلم | أمينة أمين
أعلنت الحكومة الجزائرية عن فتح حسابين على مستوى الخزينة العمومية ببريد الجزائر من أجل تمكين المواطنين للمشاركة في جمع مبالغ مالية تسمح بمواجهة فيروس كورونا.
وقالت وزارة الاتصال في البيان “ننهي إلى علم المواطنين أنه تم فتح حسابين على مستوى بريد الجزائر و الخزينة العمومية من أجل تلقي مساهماتهم بالعملة الوطنية الموجهة لدعم الجهود الوطنية لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد-19)”. كما أشارت الوزراة إلى أنه يمكن للمواطنين أيضا أن يدفعوا أموالا بالعملة الأجنية على حساب خاص بالخزينة العمومية. انعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم ! هذا الاجراء قابله سخط شعبي عارم و أعتبر استفزاز آخر من حكومة غير شرعية فرضها الجنرالات الذين اهدروا ملايير الدولارات في زمن البحبوحة المالية في العهدات الأربعة للمعزول المريض عبد العزيز بوتفليقة.
أموال ذهبت أدراج الرياح بين مساعدات و مسح الديون لدول إفريقية وعربية و منح القروض لبنوك دولية. وفي عز الأزمة التي تمر بها البلاد والعباد تطلب الحكومة أن يساهم المواطن المغلوب على أمره بالتبرع للدولة !!!
يبحثون عن المال لمساعدة الخزينة العمومية ومواجهة أزمة الكورونا من جيب الزّوالي (الكادح) والمطحون والفقير والمحتاج. أموال الشعب موجودة، وهي مُكدّسة بالمليارات وبكلّ العملات، عند مسؤولين سياسيين وعسكريين وعائلاتهم، وعند رجال أعمال فاسدين وأرباب عمل سارقين، اغتنوا بغير حق طيلة عقود. ولليوم لازال المعزول بوتفليقة والوزراء الموقوفين، ومن هم حتى داخل السجن و الذين خفضت احكام حبسهم مؤخرا يتقاضون رواتبهم كماهي ولم يجمد نشاط شركاتهم وممتلكاتهم. والمنطق الذي يفرض نفسه، أن الشعب هو الذي له الحق عليكم بمطالبة إسترجاع أمواله المنهوبة.
من سياسة التقشف الى سياسة التبرع
هذا ما اتسمت به سلطة العصابة حتى لا اقول النظام لأن كلمة نظام أكبر في حق مجوعة لصوص اختارت نهج النهب والسلب والسيطرة على مقدرات شعب فقرته بالقوة. و من فتح الحسابين، فتح تبون خطه الهاتفي ليتصل برئيس دولة موريتانيا للإطمئنان على الوضعية الصحية في البلد الشقيق، على ضوء تفشّي وباء كورونا في العالم” . وأضاف “أثناء هذه المكالمة الهاتفية، عن تضامن الجزائر واستعدادها الدائم لمساعدة أشقائها الموريتانيين في السراء والضراء”. بتحطوا أنفسكم في مواقف بايخة ليه !! .. على قول اخوتنا المصريين وفي نفس اليوم الذي عرض فيه تبون مساعدة الجزائر لموريتانيا، أعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، أن حكومة بلاده ستتحمل فواتير المياه والكهرباء، لمدة شهرين عن جميع الأسر الفقيرة في البلاد، وتقدم مبالغ مالية شهرية لـ30 ألف أسرة فقيرة مع تحمل الدولة لكافة الضرائب والرسوم الجمركية على القمح والزيوت والحليب المجفف والخضروات والفواكه طيلة ما تبقى من السنة، وهو ما سيساهم في تخفيض أسعار هذه المواد الأساسية.
أنت فعلا في موقع لاتحسد عليه ياخادم الجنرالات ومتعهد الحفلات عفوا العهدة الخامسة. هل استجاب المواطن لنداء الوطن ..؟!
لبى المواطنيين كل حسب قدراته ومايمكن أن يساهم به في الحساب البنكي، صراحة لم يبخلوا وأبدعوا في تقديم المساعدات بالتنكيت والسخرية و حملة تدي الشعر (خذ من شعري) غزت مواقع التواصل الإجتماعي معبرين عن تذمرهم لما اقدمت عليه سلطة العصابة. وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُم قبل أن تتفوه الحكومة بحماقتها، كان الشعب قد بادر منذ ظهور أزمة الوباء في تقديم المساعدات لمن يحتاجها مباشرة من غير حسابات بنكية لأنه لايثق في من لاثقة فيهم. لايلدغ الشعب من الجحر الواحد ..وكرونولوجيا التبرعات سبق وأن تبرع الرجال بالمال و النساء بمجوهرات في عهد الرئيس أحمد بن بلة من أجل بناء الجزائر المستقلة و التي عرفت وجهة أخرى غير النهوض بالتنمية بل على عكس ذلك، لقد كانت البناية الأولى لإمبراطورية حكم جماعة وجدة المغتصبة للحكم. حتى التبرع بالدم لأجل شعب العراق زمن حرب الخليج تم بيعه الى فرنسا وكانت أكبر فضيحة هزت الرأي العام وراح ضحيتها خيرة ماأنجبت الجزائر الطيار رشيد حشايشي(رحمه الله)الذي لفقت له حادثة تفجيرالمطار في سنة 1992 انتقاما منه، لأنه قام بنشر وثائق الفضيحة. وأموال التبرعات لبناء ديارالرحمة للأيتام ولمن لا مأوى لهم، وأموال التبرع لغزة كلها تم نهبها والامثلة كثيرة و تاريخ طويل من الخيبات. أين المفر .. من مُرّ الامرين ؟!
الجائحة أمامكم والسلطة الجائعة ورائكم ..فالتزموا البيوت وفروا الى اللّه فلا نجاة إلا إليه و لامنجى إلا به ولعلّ اللّه يحدث بعد ذلك أمرا و يأتي الفرج.