منذ اربعة سنوات, وقعت واحدة من اهم المواجهات في تاريخ مصر على طريق تحريرها من الاحتلال العسكري واذنابه من الشرطة, لم تصمد الشرطة كثيراً وقتها, واضطر ضباطها للهرب من أمام حشود المتظاهرين الغاضبة بعد أن سقط من سقط من الشهداء. قرأت وقتها ما نشر عن محاصرة أهالي 6 اكتوبر لمبنى أمن الدولة, وكيف تجمهر أهالي الضباط حول المبنى في محاولة لمعرفة اخبار ابناءهم ضباط امن الدولة المُحَاصرين, وكيف حاول احد هؤلاء الضباط القفز من فوق السور للهروب بحياته, فلحق به المتظاهرون.

تذكرت يوم 28 يناير وأنا استمع لتعليق الأستاذ محمد القدوسي على الفيديو الذي بثه مسلحو ولاية سيناء والذي ظهر فيه ضابط شرطة بعد اعتقاله, يعترف بجرائم الاغتصاب والقتل التي ترتكبها وزارة الشيطان, قبل أن يقوم المسلحون بإعدامه. كان تعليق أ. محمد القدوسي هو أن أي ضابط شرطة يرى سلاحاً يتحول على الفور إلى كائن مستسلم لأنه لا يحترم سوى القوة ولا يفهم لغة سواها. أكثر من عام ونصف مرت على أبشع جرائم ارتكبت في مصر منذ عهد فرعون موسى, قتل وحرق واغتصاب واعتقال وترويع وإهانة وتعامل لا يصدر الا عن قوات احتلال, والعجيب أن قوات الاحتلال تلك تحولت إلى ارانب أليفة عندما واجههم المسلحون بالبنادق, كما فعل اشقاءهم في جيش الاحتلال التابع للانقلاب منذ ما يزيد عن شهرين عندما فروا بالدبابة امام بنادق المسلحين.

ضابط الشرطة الذي يركل متظاهرة او يتحرش بامرأة ترفع علامة رابعة أو يغتصب فتاة أو يطلق النار على سندس هو نفسه الضابط منكوش الشعر الذي يتكلم متوسلاً راجياً مسلحي ولاية سيناء أن يتركوه لأن زوجته حامل وهو يرقد على الأرض, وخلال عام ونصف قتلت هالة ابو شعيشع واعتقلت رشا جعفر وقتلت سندس وشيماء وقائمة طويلة من الحرائر, اعتقلوهن او قتلوهن او اغتصبوهن.

المختلف هذه المرة هو أن الكيل طفح ولم يعد في قوس الصبر منزع, فخلال عام ونصف احتشد الغضب وتراكم ولم تعد مساحات الصبر أو التسامح أو الانتظار تكفي ! بعد يوم واحد فقط من العمليات النوعية التي نفذها المجهولون والمقاومة الشعبية والعقاب الثوري بدأت اعصاب المحتل العسكري في الانهيار ثم جاء ثوار المطرية ليجعلوا كل ساعات الاحتلال العسكري 28 يناير , وظهر أثر ذلك في انهيار اعصاب مذيعي الانقلاب وأبواقه وهو ما يكشف عن انهيار اعصاب الاجهزة التي تحركهم من مخابرات وامن دولة وحتى عباس !

ما يحث الآن هو انتفاضة حقيقية غير قابلة للاخماد ان شاء الله ولن تنتهي الا بنهاية الاحتلال العسكري, ولن تكون الحاجة للهروب بقمصان النوم قاصرة فقط على ضباط الشرطة الذين تمرسوا على استخدامها, بل اعتقد أن ما يحدث الآن قد يدفع العاملين في اجهزة العسكر من مخابرات وغيره إلى الاقبال على شراء قمصان النوم, واذا صمد الثوار كما صمدت المطرية وانضم لها في الصمود مدن أخرى, فلن اسبتعد أن نقرأ خبر القبض على أبو فلاتر وعباس وهم يرتدون قمصان النوم. تحية من القلب لكل الثوار وللمجهولين والمقاومة الشعبية وتحية للمطرية التي داس ثوارها بأقدامهم على رأس قائد الانقلاب وتحية لكل مدينة ثائرة.