بقلم| محمد عبد العزيز
قد نختلف أو نتفق مع الإخوان لكن هناك حقيقة لا ينكرها إلا جاحد هي تميز الإخوان منذ البداية بنظافة اليد و حسن السيرة و السلوك و قوتهم في الحق مما جعلهم يشكلون المعضلة الرئيسية للاحتلال و كل اذرع الفساد، و قد أدرك الإخوان خطورة الدعارة على الدين و الوطن و حاربوها بشتى الطرق.
في عهد الاحتلال الإنجليزي، حارب الإخوان ظاهرة البغاء بكل الوسائل، بالمقالات و إلقاء الكلمات في المساجد والأندية العامة، و رفع المذكرات إلى أولي الأمر يبصرونهم بحكم الله في البغاء، و قدموا حلولاً عمليةً وجذريةً لهذه المشكلة؛ بتأسيس الملاجئ ودُور أعمالٍ للتائبات من البغايا، حتى أن إمامهم البنا تنازل عن الترشح في انتخابات عام 1942م ، في مقابل شروط أهمها إلغاء البغاء، ووافقت الحكومة، إلا أن قائد الجيوش البريطانية في مصر اعترض على إلغاء البغاء، فألغت الحكومة البغاءَ الرسمي في القرى، واكتفت بوقف تراخيص البغاء في المدن؛ توفيقًا بين مطالب الإخوان ورفض الإنجليز، وكان ذلك أول انتصار للإخوان في معركة البغاء، واعتبر الإخوان هذه الخطوة أولى مراحل الإصلاح، لكنهم لم يكتفوا بها و استمروا في حشد الرأي العام ضد البغاء أثناء الحرب العالمية وما بعدها حتى صدر قرار بإلغاء البغاء وتجريم من يمارسه، و بذلك نجحوا في القضاء على البغاء الرسمي تماماً.
و لعل هذا هو السبب الرئيسي الذي يفسر الكراهية و البغضاء و العداء التاريخي المستحكم في نفوس أهل الهوى و الفساد و المجون، تجاه الإخوان فلقد قضى الإخوان على فساد أخلاقي و اقتصادي و سياسي هائل تمثل في “الدعارة الرسمية”
و قويت شوكة الإخوان و نشطت الدعوة و عادت القيم النبيلة تنتشر و تتأصل في المجتمع مرة أخرى، و بعد انقلاب أو ثورة 1952 سَمِّهَا كيف شِئت، و بوجود رئيس إخواني هو اللواء محمد نجيب دخل الداعرون الجحور و انكمشت الدعارة فترة قليلة حتى تمت مؤامرة خيانة اللواء محمد نجيب “الرئيس الشرعي حينئذٍ” ، بقيادة كبير الخونة عبد الناصر، و تم اعتقال و قتل قيادات الإخوان و حظر جماعتهم بغرض تمكين الفساد، و لينطلق العصر الذهبي للدعارة في مصر مرة أخرى سراً برعاية الدولة..
تجدر الإشارة إلى أن موافقة الإمام البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، عام 1942، على التضحية بالمنصب المضمون في مقابل الإصلاح يدل دلالة قاطعة على أن المناصب و إدارة الحكم في فكر و منهج الإخوان المسلمين ما هي إلا مجرد وسيلة لإصلاح المجتمع دنيا و دين، و ليس شهوة مناصب و كراسي كما يدعي الكاذبون، و يتوهم الوصوليون، و يصدق المغفلون، و الشواهد على ذلك كثيرة لكنها فقط لمن يعقلون..
………. محمد عبد العزيز ………