خروج الشعب الجزائري يوم 22 فبراير 2019 رافضا للعهدة الخامسة لرئيس محنط ميت وعلى منظومة فساد مالية وأخلاقية بواجهة مدنية وبخلفية جنرالاتية عسكرية إجرامية دموية، حتمت على المنظومة أن يتخلص جناح من جناح آخر فكان انقلابا برعاية إماراتية في شخص قائد الأركان القايد صالح الذي أمر بإلغاء ترشح المحنط عبد العزيز بوتفليقة وإلقاء القبض على أبرز الرموز البوتفليقية من الوزراء الفاسدين بمافيهم السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس المقعد الذي كان هو الرئيس الفعلي للبلاد منذ العهدة الرابعة والإحتفاظ ببعض الرؤوس التي تربطه بهم مصالحه وابنائه بشكل خاص. البث التجريبي لما بعد بوتفليقة …
حكم العسكر يأمر بإجراء انتخابات لجس نبض الشارع بعد بوتفليقة فكان الرفض وإستمر الحراك وكان يزيد قوة بعد كل خطاب كان يلقيه قائد الأركان الجنرال القايد صالح لما فيه من إستفزاز عندما كان يطلق كلمة الشرذمة على الحراكيين الأحرار فكانت كل جمعة تمتلأ الشوارع بمليونية ويزيد عبر مختلف ولايات الوطن .
إن حراك العشرة أشهر رغم محاولات الإختراق و الحملات الشرسة لإعلام العصابة الحاكمة بالإستعانة بالإمارات وروسيا ومصر والسعودية بمايسمى الذباب الالكتروني في زرع الفتنة بين الشعب الواحد عرب وامازيغ أحرار باءت كلها بالفشل و أرهق العسكر الباحث دائما عن حل .
الانتخابات المزورة …
لم يجد الجنرالات مخرجا من المأزق ومواجهة القوى الخارجية و الضغوطات الرهيبة عليها غير الإنتخابات للحافظ على النظام الذي يخدم المصالح الغربية والصينية وغيرها من الدول الكبرى . حددوا تاريخها ….. وبمترشحين من صلب الحكم البوتفليقي اللصوصي رغم الرفض الشعبي لها، تمت الانتخابات المحسومة نتيجتها سلفا التي لم ينتخب فيها الشعب سوى الجنود بالزي المدني والمنتفعين من العصابة. و لم تتجاوز نسبة المشاركين في الاقتراع عن 10 بالمائة اي ان مايزيد عن 90 بالمائة من الشعب قاموا بمقاطعة المهزلة الإنتخابية.
جيئ بعبد المجيد تبون المعروف بتجارة الكوكايين وإبن النظام في عمقه لرسكلة العصابة من جديد . لكن الشعب لم يعترف به كرئيس ولم نشاهد مظاهر الاحتفال كما هو معمول به بعد الإعلان عن نتيجة الفوز فلم يعتبر سوى بالمقعد على كرسي المرادية بدون شرعية .
المخرج الآخر … لابد ان يكون مخرج مابعد الانتخابات وهو التضحية بقائد الأركان لإضفاء الشرعية على رئيس لم ينتخبه الشعب الجزائري فكان لابد أن يتخلصوا من القايد صالح ليستثمروا في جنازته واستعطاف الشعب وقتل الحراك عبر البروبغندا الإعلامية الخبيثة التي جعلت من الجنرال قائد الأركان قايد صالح بطلا ومجاهدا وحافظ على أمن البلد ولم يطلق رصاصة واحدة ولم تسيل قطرة دم واحدة من الحراكيين طيلة العشرة أشهر من الخروج وايهامه بأن من كانوا يخرجون ضده قد مات.
تمرير عملية التفويض … جنازة قائد الأركان التي لم تكن بالضخامة كما روجت لها دكاكين الإعلام المخابراتي وتم التزوير مشاهد الجنازة واستعانوا ببعض الصور من الحراك كما فعلوها أيام الحملة الإنتخابية حيث سمعنا اصوات تعلوا وتصرخ وتخاطب الجنرالات وعلى رأسهم المعين الجديد في مكان المغتال القائد صالح ،الجنرال شنغريحة في حقيقة الأمر (ماهي الا أصوات المخابرات والعسكر بزي مدني) تقول أن الشعب اعطى لكم حق قطع رؤوس من يخرجون يوم الجمعة .
سيناريو مخدوم فيما بينهم, ومن روج الفيديوهات المساندة للجنرالات هم انفسهم المخابرات تحت غطاء التفويض لشرعنة حكم عبد المجيد تبون سيسي الجزائر بالنكهة الإماراتية.
كلمتي لأخواني في بلدي الحبيب الجزائر, قوموا الى حراككم يرحمكم الله …
قالها الأحرار الحراك مستمر ولاتنطلي على الشعب مثل هذه الممارسات لأن هذا الشعب حفظ الاعيب هذا النظام البائس المهترئ .
الجزائريين لم يخرجوا ضد القايد صالح وإنما ضد منظومة حكم فاسدة عميلة هلكت الحرث والنسل ونهبت خيراته وقتلت أخياره وهجرت أدمغته.