أعلن وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن الإدارة الأميركية قامت مسبقاً بالتنسيق مع قادة من الدول العربية بشأن قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، وبدء إجراءات نقل السفارة الأميركية إليها.

وفي مقابلة أجرتها معه الليلة قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، أوضح كاتس أن حرص ترامب المسبق على التنسيق مع القادة العرب جاء لضمان أن يسهموا في احتواء ردّة الفعل الفلسطينية على القرار. وفي ما يتعلق بموقف السعودية من القرار الأميركي، قال كاتس إنّ الرياض تأخذ بعين الاعتبار المصالح الأمنية المشتركة مع إسرائيل، لا سيما في مواجهة إيران، عند بلورتها موقفاً من قرار ترامب، مستذكراً أن اعتماد الدول العربية على المظلة الأميركية عامل مهم في تحديد طابع ردة الفعل العربية.

ورأى كاتس أن القرار الذي اتخذه ترامب يعدّ قراراً “تاريخياً”، مشيراً إلى أنه يقطع الطريق تماماً على الفلسطينيين للاستناد إلى قرار التقسيم 181 في تسويغ المطالبة بتقسيم القدس. وبحسب كاتس، فإن قرار التقسيم نصّ على أن القدس وبيت لحم هما مدينتان “دوليتان”، مشيراً إلى أن اعتراف ترامب ينزع عن القدس هذه الصفة ويؤكد أن المدينة عاصمة دولة إسرائيل.

وفي السياق ذاته، نقل المعلق السياسي للقناة العاشرة باراك رفيد عن مسؤول “كبير جداً” في الإدارة الأميركية قوله إن واشنطن مرتاحة تماماً للتنديد المنضبط، الذي صدر عن الدول العربية المعتدلة، بقرار ترامب. وبحسب المسؤول الأميركي فإن واشنطن تراهن على أن الموقف الذي اتخذته الحكومات العربية سيسهل عليها المساعدة في “احتواء” ردة الفعل الفلسطينية.

من ناحيته، كرّر معلق الشؤون العربية في القناة تسفي يحزكيل ما قاله الليلة الماضية من أن التسليم العربي بقرار ترامب يدلل على أن الفلسطينيين باتوا الخاسر الأكبر في التحولات التي تشهدها المنطقة. وأشار إلى أن الموقف العربي الرسمي يدلل بما لا يقبل الشك على أن الفلسطينيين يدفعون ثمن بروز مزيد من التحديات الإقليمية، لا سيما الخطر الإيراني وخطر الإرهاب.

بدوره، شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترامب على قراره، معتبراً أن القرار يدلل على أن الاعتراف بالقدس بات المدخل لأية تسوية سياسية للصراع. ودعا نتنياهو، في كلمة متلفزة، مزيداً من الدول إلى اتخاذ قرار مماثل بنقل السفارة الأميركية إلى القدس.