لم تتوقف عاصفة الجدل التي أثارها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إثر تصريحات لمجلة “باري ماتش”. وتحدث خلالها بلغة مختلفة عن سلاح حزب الله.

المجلة سألت الحريري: “دعنا نتحدث عن هذا الحزب (حزب الله) الممثل في حكومتك، والذي اتهمته، مع معلمه الإيراني، بالسيطرة على لبنان. لكن “حزب الله” طالب بعودتك، فهل غيرت رأيك؟”.

فكانت إجابته كالتالي: “علينا أن نميّز. في لبنان، لـ”حزب الله” دور سياسي. لديه أسلحة، ولكنه لا يستخدمها على الأراضي اللبنانية. إن مصلحة لبنان هي بضمان عدم استخدام هذه الأسلحة في أماكن أخرى. وهذه هي المشكلة”.

من هنا بدأت عاصفة الجدل، حيث اتهم كثيرون الحريري بتجاهل 7 أيار 2008، يوم اجتاح الحزب بسلاحه بيروت الغربية، الأمر الذي صنّف تركيعا لسنّة لبنان، وفي مقدمتهم تيار المستقبل، فضلا عن تجاهله لعملية الاغتيال التي يُتهم الحزب بتنفيذها ونتج عنها مقتل والده.

الحريري سارع إلى توضيح الموقف بتغريدة عبر حسابه في “تويتر” قال فيها: “إلى من يزايد عليّ: ما قلته في “باري ماتش” واضح وضوح الشمس. نحن الآن عندنا ربط نزاع مع حزب الله مثل ما هم عندهم ربط نزاع معنا، إللي صار بالماضي لا ننكره، لكن نحن عم نبني لنحمي استقرار البلد وفي ناس عم تبني لفتنة بالبلد.”

أهم المهاجمين للحريري كان اللواء أشرف ريفي الذي قال: “موقفا الرئيسين عون والحريري من سلاح “حزب الله” إهانةٌ لذاكرة اللبنانيين، وتنكرٌ لشهداء ثورة الأرز وشهداء السابع من أيار وإستسلامٌ مرفوض للوصاية الإيرانية.”

 

أما الناشط السياسي نوفل ضو، فقال مهاجما كلام الحريري: “دولة الرئيس سعد الحريري. تعرف أني أحبك. وتعرف مدى حرصي على صداقتنا. ولكن اعذرني في السياسة، فأنا لا أصدق ما أقرأه في مجلة “باري ماتش”! تقول حزب الله لا يستخدم سلاحه في لبنان! من قتل رفيق الحريري؟ من هم المتهمون أمام المحكمة الدولية؟ ماذا جرى في 7 أيار 2008؟ ما هي قصة القمصان السود؟”.

تيار المستقبل أوضح موقف الحريري من خلال متحدثيه، ومن خلال تلفزيون المستقبل، بكلام لا يتبعد عن توضيحه، لكن عاصفة الجدل لم تتوقف، فيما ينتظر البعض مواقف سعودية حيال كلامه، وإن استبعدها كثيرون بعد التوضيح، وفي ظل المواقف الدولية الناقدة للرياض بسبب قصة الحريري منذ إعلانه الاستقالة.