قالت الأمم المتحدة إنها تلقت تقارير موثوقة عن وجود نحو مليوني شخص من أقلية الإيغور المسلمة في معسكرات صينية سرية في إقليم شينغ يانغ، تطلق عليها السلطات “معسكرات التلقين السياسي” أو “إعادة التأهيل”.

وأعربت جاي مكدوغل عضو لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري عن قلق المنظمة من التقارير الموثوقة عن أن الصين حولت إقليم شينغ يانغ الذاتي الحكم إلى ما يشبه معسكر تدريب ضخم، وأحاطته بالسرية باعتباره “منطقة دون حقوق” تحت غطاء مكافحة التطرف الديني والحفاظ على استقرار المجتمع.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست شهادات لأشخاص كانوا يعملون في هذه المعسكرات التي تطلق عليها السلطات الصينية اسم “المخيمات السياسية”، لكنها في الواقع “أشبه بسجون ومعتقلات تكتنفها الجبال في مناطق نائية”.

وأضافت أن كل الشهادات تؤكد عمليات الاحتجاز خارج نطاق القانون والتلقين القسري الذي يستهدف مسلمي الإقليم من الإيغور بشكل أساسي، إضافة إلى عرقيات أخرى من المسلمين أبرزها المسلمون من أصل كزاخي.

وتروي الشهادات أن نقاط تفتيش عديدة وكاميرات مراقبة لا حصر لها وماسحات ضوئية نشرتها السلطات الصينية في معظم القرى النائية في الإقليم، حيث يتم استجواب كل من يشتبه فيه وقد يتم احتجازه دون تهمة وإرساله إلى هذه المعسكرات لمدة غير محددة.

وتضيف الشهادات أن هؤلاء المحتجزين يقضون أيامهم في المعسكرات وهم ينشدون قسرا أغاني دعائية صينية مثل “من دون الحزب الشيوعي لن تكون هناك صين جديدة”، كما يتعرض عدد منهم للتعذيب كالإيهام بالغرق.

وتؤكد أرقام المنظمات الحقوقية أن 21% من الاعتقالات الجنائية في الصين خلال العام الماضي وقعت في إقليم شينغ يانغ، رغم أن عدد سكانه لا يتجاوز 1.5% من إجمالي سكان الصين.

وقالت جاي مكدوغل عضو لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري إن التقارير الواردة من المنطقة تؤكد معاملة الإيغور “كأعداء للدولة” بسبب هويتهم العرقية والدينية، وأضافت أن هناك تساؤلات عن مصير الطلاب الإيغور في الخارج الذين عادوا إلى الإقليم في ظل تقارير عن اختفاء نحو مئة منهم.

 

ويتهرب المسؤولون الصينيون دوما من الأسئلة المتعلقة بقضايا الاحتجاز، وتكتفي الخارجية الصينية في الغالب بالرد على الاتهامات الدولية ببيانات مقتضبة تؤكد استقرار الوضع العام في إقليم شينغ يانغ وتحقيق نمو اقتصادي طيب في الإقليم إضافة إلى “الوئام” والتعايش السلمي بين العرقيات.

 

وتقول السلطات الصينية إن منطقة شينغ يانغ تواجه تهديدا خطيرا بسبب ما تسميه التشدد الإسلامي، ومن الانفصاليين الذين تقول إنهم يتآمرون لتنفيذ هجمات وتأجيج التوتر بين عرقية الإيغور المسلمة -التي تعتبر المنطقة موطنها الأصلي- وعرقية “هان” الصينية المسيطرة.