بقلم أ. جمال فريد الغانم

قلت له : الا ترى ان اتباع القانون وعدم مخالفته لا يريح النفس البشرية بل يبقى المولطن دائم الخوف من مخالفة القانون ومن الوقوع تحت طائلة القانون ؟

قال: كيف ؟

قلت له: قل لي : ما المكافأة التي يحصل عليها من يتبع القانون اي انك لو فكرت ماذا ينال من يتبع القوانين والتعليمات سوى انه لا يعاقب اي ان الشخص المحترم لا احترام له من قبل النظام الوضعي ولا مكافأة تعطى له على حسن صنيعه واستقامته ؟

الجواب : نعم .لا مكافأة للمحسنين ولا جائزة لمن استقام بل هو فقط نجا من العقاب بل ظل دائم الخوف من ان يقع في خطأ او ان يخالف او يحيد .

قلت : يعني : اذا وجدنا انسان لا يخالف القانون فلا تجد نص قانوني يعطيه جائزة او يعده بمكافأة اي ان النظام الرأسمالي يتقى مخافة شره اي انه يعتمد على بطش الشرطي وعلى صرامة القانون .

قلت : اضف الى ذلك ان القانون لا يحث على عمل الخير رغم انه أنا وأنت نميل الى مساعدة الأعمى أو المريض أو الغريق او القطة او اليتيم او ابن السبيل ونرغب بإماطة الأذى عن الطريق ونحب مساعدة الأطفال وملاعبتهم ونرغب في ادخال السرور الى نفوس الآخرين فهل يكافئنا القانون على ذلك ؟

قال : لا لا يوجد اي مكافأة لمن اشفق على يتيم او سقى كلب او ساعد اعمى او اطعم جائع او آوى مشرد .

قلت : القانون يعاقب من يخالف القوانين اي ان القانون سلبي وليس ايجابي لان من يقوم بفعل ايجابي ليس له بنظر القانون اي مكافاة او تقدير .

قلت : اضف الى ذلك انه لا يسمح وفق القانون الوضعي ان توزع الطعام مجانا على الفقراء او ان تعالج المرضى مجانا ان كنت طبيبا مثلا.

قلت : الإسلام شامل وكامل وهو الحل الوحيد لاسعاد البشر وتنظيم حياتنا فهو يكافئ من يحسن ويعاقب من يسيء لأنه دين ينسجم مع الفطرة هذه الفطرة وهي التي تجعل الانسان يحبذ مساعدة الآخرين وتجعله يشعر بالسعادة حين يقدم يد العون لإنسان او حيوان او حتى اماطة الاذى عن المكان .

انظر الى قول رب العالمين في القرآن : هل جزاء الإحسان الا الاحسان وهذه القاعدة اوحت الى المسلم انه لا بد ان يسعى للاحسان ليسعد ويرتاح لأنه سيحصل على احسان من الله فالاحسان ارقى من العدل ففي الاحسان تساهل ومسامحة وعفو عن كثير من الهفوات اما العدل فانه يرقب كل شيء ويحاسب على كل هفوة وزلة وغلطة وذنب. هذه قاعدة قرآنية .

اما القانون الوضعي البشري القاصر فلا يملك اي مكافأة يقدمها للمحسنين لأنه قاصر ولا يملك جنة او فردوس او نعيم مقيم .

القانون الوضعي يقول ان هي الا حياتنا الدنيا وهذا مستحيل ان تقبله الفطرة السليمة فنفوسنا تميل الى الاحسان فمتى يا ترى نرى جزاء الاحسان ؟

انه يوم القيامة لان الله قال : افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون …. وقال تعالى : واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون…. . الاسلام يطمئن المظلوم لانه سياتي يوم ترد فيه الحقوق يوم يقتص للعجماء من القرناء . اقرأ قول الله عز وجل : من يعمل سوء يجز به . اقرا كلام الحق سبحانه : فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. هكذا هو العدل وليس عقوبات فقط .

حتى اللقمة في فم زوجتك ستنال عليها جائزة وحتى تبسمك في وجه مسلم ستنال جائزة وحتى المسح على شعر يتيم وحتى اماطة الاذى عن طريق المسلمين . ان تمسح على راس يتيم لك ثواب ومكافأة من الله. ان ترسل صحن طعام لجارك تنال ثواب . ان لا ترفع صوت المذياع كي لا تؤذي جارك تنال أجر. ان تغض نظرك عن جارتك وعن غيرها من النساء تنال ثوابا. ان الاسلام يرتقي بك لتكون المعطي المتبرع المتصدق اللين السمح حتى في البيع والشراء لانه دائما يريد ان يشبع غريزتك التي تميل الى فعل الخير وتميل الى التعاطف مع الغير فتشجيع الاسلام المتواصل لك من خلال تبيان ان هذا ستجد جزاءه امامك يوم القيامة مما يجعل المجتمع الاسلامي متراحما متعاضدا