بقلم| أمينة أمين

تعيين العميد عبد الغني راشدي الملحق العسكري للسفارة الجزائرية بالامارات العربية المتحدة كنائباً لمدير مركز الأمن الداخلي، بوعزة واسيني وبصلاحيات واسعة، كانت رسالة إنذار بقرب نهايته والتي لم يهظمها، وفعلا لم تمضي ايام وتمت الإطاحة به وتنصيب عبد الغني راشدي خلفاً له في منصب مدير الأمن الداخلي بالنيابة.

هذا التغيير هو بداية لتصفية جناح الفريق الركن بن علي بن علي الذي لم يتنحى رغم اصدار قرار العزل فيه سابقا، الا أنه لم يمتثل له وظل في منصبه وأعتبر الأمر تدخلا اماراتياً في شؤون المؤسسة العسكرية. وسنشهد سقوط أسماء كثيرة بعد سقوط بوعزة واسيني وعلى رأسهم وزير العدل الفاسد بلقاسم زغماتي.

إن المؤسسة العسكرية لم تشهد في تاريخها صراعًا وهزلاً كالذي تشهده حالياً بسبب الحراك وماتبعه من الضغوطات الداخلية والخارجية، والمغدور القايد صالح كان له النصيب الاكبر في مايحدث من الصراعات حيث ان قراراته العشوائية في تنصيب العمداء ممن ليس لهم من الخبرة والكفاءة الكافية في مناصب حساسة كالعميد بوعزة واسيني الذي أراد ان يكون سيسي الجزائر وهو الذي كان مجهولاً ولاوزن له سوى أُذن القايد صالح يهمس له بالاطراء والثناء وهذا ماكان يحبه القايد صالح التمجيد والتهليل كأي عجوز في سنه يضحك عليه بكلمتين كالطفل الصغير.

بوعزة واسيني هو من طرح فكرة اللجوء للجنرال الدموي السابق محمد مدين المدعو التوفيق على السعيد بوتفليقة للانقلاب على رئيس الاركان القايد الصالح فيما سمي انذاك بالاجتماع السري وكان أبرز المشاركين فيه السعيد بوتفليقة والرئيس السابق اليامين زروال، محمد مدين(رب الجزائر)وبعض رؤساء الاحزاب المعروفة بولاءها للنظام، وجهات امنية فرنسية، لكن الاجتماع باء بالفشل وعليه استغل العميد بوعزة واسيني الفرصة ليعيد الكرَّة مرّة أخرى ويهمس في أذن القايد صالح ويحط بين يديه الملف الثقيل ويخبره بأنهم يبيتون للانقلاب ومن ثم جاء قرار القايد صالح بعزل الرئيس المريض عبد العزيز بوتفليقة والقاء القبض عن ماسماهم بالمتآمرين على أمن الدولة والجيش. شنقريحة رئيس أركان الجيش بالنيابة وينصب عبدالغني راشدي بالنيابة..!

هذا يدل على ان المؤسسة العسكرية تعيش الفوضى واللاإستقرار واللاتوازنات وكل جناح يتربص بالآخر وقد يؤدي الوضع الى انقلاب عسكري في أي لحظة.

لم تعرف الجزائر منذ الاستقلال (الشكلي) أن يدخل 17جنرالا السجن كالذي يحدث مؤخرا وهروب آخرين الى الخارج بملفات ثقيلة، يبتزون بها المؤسسة العسكرية للنجاة من المتابعة الدولية.

مايحدث يعطيك فكرة أن المعين تبون لايملك لأمره شيئاً بل بالعكس هو من أسباب الصراع لأن جناح بن علي بن علي وبوعزة واسيني وعبد القادر لشخم كانوا يفضلون مرور مرشحهم عز الدين ميهوبي للرئاسيات، ضد عبدالمجيد تبون الذي فرضه المغدور القايد صالح. رائحة الدولة العميقة لرب الجزائر في مايحدث تزكم الانوف..!

مهما يكن من صراعات وتصادمات بين أجنحة المؤسسة العسكرية و عندما يشتد عليها الخناق فهي تلجأ الى محمد مدين (التوفيق) صانع الرؤساء و الأزمات وحلولها، وجنرال العشرية السوداء، الذي حكم جهاز المخابرات مدة ال25 سنة شكل خلالها هياكل الدولة التوفيقة العميقة التي لم تنهار رغم عزله في العهدة الرابعة من حكم عبد العزيز بوتفليقة الذي عرف اخوه السعيد كيف يقص اجنحته, والاستنجاد بالتوفيق هو للبحث عن التوازن لاستمرار حكم العسكر. صراع الديناصورات لايغني ولا يسمن الشعب في شيىء منذ 1962 والصراع قائم من أجل المصالح الضيقة ونهب الخيرات التي تزخر بها القارة الجزائر الاكبر مساحة افريقيا، نعم يتناحرون فيما بينهم لكن يتفقون ويلتقون في هدف واحد، و هو احتقار الشعب والغائه كلية من المشهد السياسي للبلد. لا تحرير الا بعزل حكم العسكر ..!

كل مآسينا سببها حكم العسكر وصدق سيد قطب رحمه الله حين قال “إن هذه الجيوش العربية التي ترونها ليست للدفاع عن الإسلام والمسلمين وإنما هي لقتلكم وقتل أطفالكم ونسائكم ولن تطلق طلقة واحدة على الكفار واليهود”

بات واضحا أن مهمتها النهب والحفاظ على مصالح أسيادها وقتل من يحاول ازاحتها. وتزيد قناعة بفكرة تفكيك الجيش التي طرحتها المفكرة والاعلامية آيات عرابي، فيما يخص جيش بلدها مصر، بالصائبة ليس فقط على الجيش المصري وإنما على بقية الجيوش العربية بمافيه جيش كابرانات فرنسا. لابد أن تزول فكرة تقديس هذه الجيوش من العقول.

فكيف نسمح لفكر تجديد الخطاب الديني الذي لاأساس له ولا نسمح بتفكيك جيش الاحتلال بالوكالة، ولعلى الفكرة تعيها اذن واعية. المدعو “واسيني” ليس النظام، و لا يزال الطريق طويلا للتخلص من كل من يحتقر ثورة الشعب… لكن لابأس أن يدخل مزبلة التاريخ كالذين سبقوه