بقلم| أ. جمال فريد الغانم

لا يستطيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلا أن يبارك التطبيع بين دولة الامارات العربية المتحدة وكيان اليهود المصطنع الغاصب، رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف ضد التطبيع بين الدول العربية واليهود، ورغم أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من طلبت من كيان اسرائيل الغاصب القيام بضم منطقة الأغوار, كي يفصل كيان اسرائيل بين المملكة الأردنية الهاشمية والضفة الغربية لنهر الاردن.

علماً أن دولة الامارات العربية المتحدة اشترطت وقف عملية الضم. الولايات المتحدة الامريكية تصر على الفصل بين المملكة الاردنية الهاشمية والضفة الغربية لنهر الاردن؛ وذلك كي تتمكن من صنع دولة فلسطينية. حيث إن الالتصاق بين المملكة الأردنية الهاشمية والضفة الغربية لنهر الاردن يجعل النظام في المملكة الأردنية طامعاً في استرداد الضفة الغربية أو بعضها. واسترداد المملكة الأردنية للضفة الغربية يسعد يهود لأنه يلغي فكرة الدولة الفلسطينية؛ أي أنه يقضي على حل الدولتين الذي تحبذه أمريكا وتعمل له منذ سنة ١٩٤٧ ميلادية.

الولايات المتحدة الامريكية تقف ضد التطبيع بين العرب ويهود، ولم يعجبها التطبيع الذي حاولت سلطنة عمان ان تمارسه ، وكذلك لم تؤيد قيام مملكة البحرين بخطوة تطبيعية ، ولم تقبل قيام حاكم موريتانيا بمحاولة تطبيعية ، بل إنها حرضت السادات وكتاب الافلام والأغاني المصرية والمثقفين وكتاب المسلسلات على ابقاء روح الصراع مع يهود في الروايات والأعمال الدرامية وفي الأغاني . هدف الولايات الامريكية المتحدة من منع التطبيع هو إبقاء ديمومة الصراع وبالتالي إبقاء الحاجة إلى مدير للصراع أي إبقاء كل الأطراف في حاجة إلى المظلة الأمريكية، وإلى الرعاية الأمريكية للأطراف المتصارعة .

الولايات المتحدة الأمريكية طرحت فكرة حل الدولتين منذ عقود وتعمل لتنفيذها، وهي وسيلتها للنفاذ إلى التدخل في مشاكل منطقتنا ووسيلتها للبقاء مديرة للصراع. الإنجليز يعرقلون مشاريع أمريكا بكل الوسائل لأن نجاح أمريكا يقضي على نفوذ بريطانيا . المسلمون مطمئنون إلى أن كل محاولات غرف الإنعاش لن تستطيع إبقاء كيان يهود على قيد الحياة، فهذا كيان خبيث تم زرعه في منطقة طاهرة مباركة ( المسجد الاقصى المبارك وما حوله مبارك ايضا ) وهذه الأرض سترفضه اليوم أو غداً؛ لأنّ طهارة بيئتنا لا تناسب قذارته ونتنه، وأنّ كل أنواع الأمصال والعقاقير التي تحاول الولايات المتحدة الأمريكية من خلالها جعل المنطقة الطاهرة المباركة تقبل كيان يهود من خلال حل الدولتين، كما أن كل الخبث والمكر الذي تحاوله بريطانيا وتستخدمه لتثبيت وجود كيان يهود في الأرض التي باركها الله لن يفلح، فلن تفلح لا امريكا ولا بريطانيا ولو جاءوا بمثلهم مددا، ولو امتد مكر الليل والنهار ولو أمدوا اليهود بحبل من الناس. نتنياهو يحلم أن يستطيع يهود إبقاء كيانهم المصطنع ٢٧ سنة أخرى، ويتمنى أن تعيش هذه الجرثومة مئة سنة، ولكن “عشم إبليس في الجنة” فهو ينظر إلى إتمام مئة عام على أنه إنجاز أسطوري، إلا أن قرن من الزمان ليس بشيء في عمر الأمم؛ وما المئة عام إلا عمر إنسان واحد فكم من رجل عمر مئة سنة وأكثر فالمئة سنة ليست عمر أمة. لا يغرنك يا نتنياهو ان عميل بريطاني آخر سيعلن انه جاهز لتوقيع التطبيع معك فالبحرين ليست اكبر من خيمة تسكنها قبيلة صغيرة .

لا تصدق يا نتنياهو أن بن زايد الناقص ينفعك؛ فما هو إلا حثالة لها عمر وتنتهي ومثله ومن قبله حاول غيره تسويق قبول دولة اليهود في أرضنا، ولكنهم الآن يعرضون على النار بكرة وعشياً، فعبدالناصر قبل مشروع جونسون، والسادات هرول إلى كامب ديفيد، وحسين تجسس لصالح اليهود، وعرفات نام في واي ريفر وقد العزاء بموت رابين، وحافظ الأسد سلمهم الجولان، وعبدالعزيز تعاطف معهم.

كل هذا مؤقت وزائل. لو كان بين اليهود عقلاء لنصحوهم بمغادرة بلادنا الطاهرة؛ حيث أن كندا تتمنى أن يهاجر إليها من يرغب، وخاصة إن كان ذا مال، والأرجنتين قد تقبل باليهود فليذهبوا هناك وليخرجوا من بلاد اناس يتطهرون. اللهم هيء لنا أمر رشد يعز فيه اهل طاعتك . يهود نكرة ولا تستحق أن يضاف لها ال التعريف.

** جميع مقالات الرأي تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بأي حال عن رأي الجورنال**