بقلم| أمينة أمين


تطرقت كل الصحف والقنوات العالمية إلى مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، عبد المالك دروكدال خلال عملية في شمال مالي، قامت بها القوات الفرنسية وفق ما جاءت به وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي.

وكتبت الوزيرة على “تويتر”: “في 3 جوان تمكنت القوات العسكرية الفرنسية، بدعم من الشركاء، من القضاء على أمير تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، عبد المالك درودكال والعديد من المقربين منه، وذلك خلال عملية في شمال مالي”. ووصفت الوزيرة العملية بأنها “نجاح باهر” وضروري للأمن والاستقرار في المنطقة.

من هو دروكدال؟

عبد المالك درودكال المدعو أبو مصعب عبد الودود أمير تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي التي كانت تعرف من قبل باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال.

الكل كتب وتكلم بإسهاب على أنه إرهابي محسوب على الإسلاميين لكن مالم يشار إليه أن الجماعات التي ظهرت في فترة العشرية السوداء ماهي إلا صنيعة المخابرات الجزائرية لترويع الشعب الجزائري المسلم وقطع صلته بأي مشروع إسلامي أو أن يفكر مستقبلا بتحقيق الدولة الاسلامية التي يحلم بها.

عبد المالك درودكال كان قد جنّد من طرف الجنرال محمد مدين المدعو توفيق الرئيس السابق لمركز المخابرات والاستعلامات العامة بما يعرف ب(DRS). كان ملحق عسكري بالسفارة الجزائرية بليبيا وكان يحمل جواز سفر آخر غير الجزائري، وتم إرساله فيما بعد إلى أفغانستان وبعدها تم إدخاله إلى الجزائر، وتكليفه بمهمات داخل الوطن وكان هو المسؤول عن الإغتيالات والتفجيرات التي شهدتها مختلف مناطق الجزائر.

نصب أمير قاعدة المغرب الاسلامي ودول الساحل و كان تحت إمرة الجنرال محمد مدين. هذه الجماعات الارهابية نشاطها كان في الصحراء الجزائرية لحماية مصالح جنرالات الجزائر في التهريب والهجرة الغير الشرعية وتجارة الجنس والمخدرات.

لماذا في هذا التوقيت بالذات تمكنوا من الاطاحة بدرودكال !!!

كما لا يخفى علينا جميعا أن الجزائر تمر بأزمة سياسية صعبة، رغم تعيين الرئيس عبد المجيد تبون الغير الشرعي، فالنظام تحت ظغوطات خارجية والكل يبتز من أجل الحصول على حصته من الجزائر. فما قام به نظام العسكر الا أن باع عبد المالك درودكال لفرنسا والتخلص منه إرضاءاً لقصر الإليزيه وشراء الشرعية المفقودة.

لقد تمت الصفقة بين الجزائر وباريس والمكالمة التي أجراها ماكرون مع تبون بتاريخ 03 جوان كان فحواها إعلامه بمقتل أبومصعب عبد الودود قبل إعلان الخبر للوسائل الإعلامية. عبد المالك درودكال مثله مثل كل الرؤوس التي استخدمتها المخابرات في مهامها القذرة، ويتم التخلص منها عندما تصبح الأوراق محروقة.

سيناريو درودكال وبن لادن نفسه وممكن أنهوا مهمتهما من غير تصفيتهما وكله وارد. هذه صفقة يراد من وراءها تعويض رحيل القوات الفرنسية من شمال مالي بقوات من الجيش الجزائري . و مايحدث من مظاهرات في مالي و المطالبة برحيل القوات الفرنسية ليست وليدة الصدفة و من حركها سيجعلها تهمد بمجرد دخول القوات الجزائرية على إعتبارها قوات من بلد جار ومسلم ولاتنسوا أنه مؤخراً تم تقديم مساعدات للجيش المالي تمثلت في شاحنات ومركبات لوجيستية عسكرية والتى رأى فيها المتتبعين على أنها مساعدات للجيش الفرنسي.

وقدم الجيش الوطني الشعبي ما لا يقل عن 53 مركبة وشاحنة عسكرية للمساعدة في مكافحة الإرهاب والتطرف على حد زعمهم. مايحدث في الجزائر حالياً هو مؤشر على عودة الدولة العميقة وتتلقى الأوامر من جنرالها رب الجزائر محمد مدين الذي لازال هو المتحكم في الشأن السياسي الداخلي والخارجي ولم يكن في السجن وإنما في إقامة خاصة تحت حراسة مشددة. لا شئ تغير و ما على الشعب الجزائري إلا بإستعادة الشارع وإسقاط هذه الطغمة المجرمة من الجنرالات التي سترهن مصيرنا ومصير الاجيال لسنوات طويلة وسوداء نحن في غنى عنها.