دعت الولايات المتحدة الأمريكية راعية الانقلاب في مصر، رعاياها إلى توخي الحذر معتبرة مسرحية انتخابات السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، انتخابات صورية تجرى على خلفية انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وبدأت اليوم، الإثنين، مسرحية الانتخابات التي بسببها زج السفيه بأقوى منافسيه الفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش الأسبق في السجن الحربي، وأجبر قبله أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق على الانسحاب ووضعه تحت الإقامة الجبرية.

وتعاني مكاتب الاقتراع التي فتحت أبوابها في التاسعة صباحاً، من عزوف الناخبين وامتناعهم عن التصويت رغم الترهيب والترغيب وتستمر حتى التاسعة مساء من اليوم حتى الأربعاء، وتعتبر نسبة المشاركة الرهان الأساسي في هذه الانتخابات التي يواجه فيها السفيه السيسي كومبارس، هو رئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى وهو رجل ظل لا يعرفه أحد.

يقول الناشط سمير بدر:” ده مش انتخابات ده حنة أم محمد انا ذنبي ايه من الصبح اصحي علي قالو ايه واغاني حسين الجسمي وبيوزعو بلالين صفرا عليها صور السيسي الشكل لوحده مرعب اساسا!”.

ورغم أن هذه المسرحية أقرب ما تكون لـ”الاستفتاء”، فقد أبدت سلطات الانقلاب استعدادات أمنية مبالغاً فيها لتأمين عملية انتخابية تؤكّد تقارير عالمية أنها لن تشهد إقبالاً يذكر، وقد أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الانقلاب، يوم الخميس 22 مارس 2018، رفع حالة التأهّب إلى الدرجة القصوى، وحُشد أكثر من 200 ألف من أفراد الجيش والشرطة لتأمين البلاد.

ثكنة عسكرية

وأمس الأحد تحوّلت شوارع محافظات مصر الكبرى وخاصة العاصمة القاهرة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، وعجّت الشوارع بجنود بعضهم ذوو أقنعة سوداء، وكلهم ذوو بنادق مصوّبة نحو المارّة، ويقول المحلل السياسي عمرو عبد الهادي، عضو جبهة الضمير، ساخراً:”انتخابات لم يحضر احد..اذا كان السيسي معرفش يقنع الشعب بالنزول و لم يحضر أحد..فيحسب ليه انه اقنع عياله و زوجته انتصار بالنزول ينتخبوه..احتمال يكونوا ابطلوا صوتهم كمان”.

ولأن أكثر ما يُقلق السفيه السيسي في هذه الانتخابات هو غياب الناخبين عن لجان التصويت؛ لما يترتب عليه من فضح انعدام شرعية جنرال يزعم مؤيّدوه أنه يحظى بشعبية لم يحظَ بها أحد، فقد أجبرت سلطات الانقلاب أصحاب الشركات والمدارس والمشاريع الخاصة على تعليق لافتات تأييد للجنرال الذي ينافس نفسه، فضلاً عن ملايين الجنيهات التي أنفقتها حكومة الانقلاب لوضع لافتات مماثلة، حتى تحوّلت شوارع البلاد إلى ألبوم صور للسفيه السيسي.

وفي محاولة لخلق حالة زخم جبرية، لجأت مؤسّسات حكومة الانقلاب إلى إجبار موظفيها على الذهاب للتصويت عبر حافلات ستقلّهم مجاناً إلى لجان التصويت، كما تم تغيير اللجان الانتخابية لآخرين يعملون في وظائف خارج مناطق إقامتهم لضمان إدلائهم بأصواتهم.

وخلال الأسابيع السابقة للانتخابات شدّدت سلطات الانقلاب قبضتها على البلاد واعتقلت سياسيين بارزين وألقت بهم في السجن؛ بتهم التآمر على العسكر والانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، ومارست ترهيباً واضحاً على وسائل الإعلام العالمية الموجودة في القاهرة، كنوع من قطع الطريق على أي محاولة للتغريد خارج السرب.

مخبرون في المترو

وقبل يوم من الانتخابات، انتشر أفراد الشرطة السرّيون – المخبرين- على المقاهي لمتابعة رأي المواطنين، وتلقّى كثير من أصحاب هذه المقاهي تعليمات من جهات أمنيّة تقضي بالإبلاغ عن أي تجمّع يتناول مسألة الانتخابات بشكل خارج عمّا يريده العسكر، حتى إن بعضهم سُئل إن كان وضع لافتة تأييد للسفيه السيسي على واجهة المقهى أم لا.

هذه الانتخابات -على شكليّتها- تبدو مهمّة إلى حدٍّ كبير ليس فقط بالنسبة إلى العسكر وإنما بالنسبة إلى مموليهم الدوليين والخليجيين؛ فثمة من يقول إن هذه الانتخابات ستكون الحد الفاصل بين أحلام التداول الديمقراطي للسلطة وبين العودة إلى نظام الحاكم الفرد الذي يبقى حاكماً حتى الموت.

 

نقلا عن نافذة مصر