بين زومبي الإسلام وزومبي الإعلام :

الزومبي قائد ثورة المسلمين في البرازيل
لم يكن قائدا عاديا بل كان مُلهمًا مؤثرًا يستحق أن يُخَلَّدَ اسمه بين عظماء الإسلام حيث استطاع ( الزومبي ) أن يقوم بثورة إسلامية حقيقية للعبيد الأفارقة في في “بالميرس” شمالي “البرازيل” ، في القرن السابع عشر وبالتحديد عام 1605م / 1013هـ على المستعمر البرتغالي .
حيث تأسس كيان مسلم في بالماريس من مجموع مستوطنات أسَّسها أفارقة جلبهم المستعمر البرتغالي لمستعمرته برازيليا (البرازيل) ، حسب المعلومات المتاحة وصل عدد سكانها 30 ألفًا معظمهم من السود و استطاعت بالماريس أن تحقق اكتفاءً ذاتيًّا ، وفيما بعد تمّ اختيار “جانجا زومبا” خال الشاب الشجاع ( الزومبي ) كملك لدولة البالماريس من قبل قادة المستوطنات التي تضم مواطنين من أنغولا والكونغو المنطوية تحت لوائها .
وبعد الصراع الطويل بين زومبا والبرتغاليين؛ عرض الحاكم البرتغالي “بيدرو ألميدا” على زومبا معاهدة صلح مع بالماريس تقضي بإعطاء البرتغاليين الحرية لجميع “العبيد” الهاربين إذا أعلنت بالماريس انضواءها تحت السلطة البرتغالية، وافق زومبا ، لكنّ ابن أخته القائد الشاب “زومبي” لم يوافق على الاتفاقية التي رأى أنها مجحفةً لهم. إضافةً إلى أنه لم يكن يأمن جانب البرتغاليين . وربما اعترض على الاتفاقية لأنَّها تعطي الحرية لمواطني بالماريس بينما يظلّ بقية الأفارقة عبيدًا في مستعمرات البرتغال. رفض زومبي المعاهدة تمامًا وكأن شعاره في ذلك الوقت – سنحيا كرامًا – وأعلن انقلابًا على خالهِ زومبا ليواصل الجهاد ضد البرتغاليين ، و وفقًا للمُتاح من المعلومات فإن زومبا قد تمّ تسميمهُ بعد ذلك.

قاد زومبي المعارك ضدّ البرتغاليين، منذ عام 1678م / 1089هـ، ولم تستطع السلطات البرتغالية إيقاف مد المسلمين إلا بعد مقاومة طويلة والاستعانة برجال الحدود من مقاطعة “باوليستا” أي “ساوباولو”. حيث سقطت بالماريس تمامًا في أيدي البرتغاليين عام 1694م / 1106هـ.

مقتل الزعيم زومبي :
وأصيب زومبي إصابةً في إحدى قدميه أثناء المعارك الأخيرة. ورغمًا عن ذلك أكمل ثورته على المستعمر البرتغالي بعد سقوط بالماريس، إلا أن البرتغاليين استطاعوا أن يعثروا على مخبأه بسبب خيانة أحد أتباعه؛ ساومُوه على حياتِهِ مُقابل أن يدلَّهم على مكان ( زومبي ) .

بعد القبض على زومبي تمّ قتله على الفور في 20 نوفمبر 1695م / 1107هـ، وتم قطع رأسه وعرضها في إحدى المدن الكبرى تخويفًا لأي قائد أو “عبد” يفكِّر في الثَّورة على “الأسياد” البرتغال. كما تمّ القضاء على الناجين الذين فرُّوا من بالماريس عام 1713م / 1125هـ واستمرت الإبادة لكل من كان منتميًا لها لفترة كبيرة من الوقت”.

هذا ما يخفونه عنا ولا يريدون أن نعرفه وتسفيها من ذكراه خرج علينا إعلام الغرب بسلسلة أفلام الموتى الأحياء الذين يعودون للحياة بوسائل السِّحر الأسود وبالفعل اكتسب الزومبي زخمًا كبيرًا بعد استخدامهم في أفلام الرعب في هوليوود بدايةً من عام 1968م.
وبالرغم من الفرق الشاسع بين الحقيقة والخيال إلا أنَّه أُريد لنا أن نعيش كأمة من الزومبي الذي يُريدون – كالموتى الأحياء – فوضعوا على رؤوسنا رعاة يأتمرون بأمرهم وينفذون أحلامهم ويتبعون معنا كشعوب
الأمة طريقة صاحب جوال الفئران !
استراتيجية جوال الفئران :
ذلك القروي الذي يبيع الفئران لمعامل البحوث في وزارة الزراعة حيث يجمعها و يضعها في جوال لا ينفذ الضوء وكل عدة دقائق يقوم بتقليب الجوال فيغير من وضع الفئران بداخله ولما سُئل عن ذلك قال : حتى لا يعرف كل فأر موقعه فيبدأ بقرض الجوال وينال حريته ..
وهذا بالضبط ما يفعلونه بشعوب الأمة حتى صارت بمجموعها تمشي حية كالميتة وميتة كالحية ؛ يُنتَهَكُ عِرْضُها في شرقها ولا يتلتفت غربها لها ، يُنهبُ خيرُها في شمالها ولا ينتبه له جنوبها يُحاط بمقدساتها من كلاب الأرض تربصا واحتلالا في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن ولا يأبه لها باقي شعوبها ومن يصرخ مستفيقا ومحذرا يكون مصيره الإخراص بالقتل أو السجن وفي أحسن الأحيان بالهجرة !!!

نحنُ أمَّةٌ مِنَ الزُّومبِي :
نعم نحن أمة من الزومبي ؛ نوافق على تسمية الأشياء بغير مسمياتها ليصير الحرام حلالا ورضينا صمتًا .
نحن أمة من الزومبي ؛ نتخلى عن الجهاد طواعية خوفا من الاحتلال الحربي فيُفرض علينا الذل بالعبودية الاقتصادية .
نحن أمة من الزومبي ؛ تخلينا عن كتاب ربنا وسنة نبينا مستعينين بالتوجهات الإشتراكية تارة وبالرأسمالية تارة أخرى فضعنا وصرنا هَمَلا بين الأمم .
نحن أمة من الزومبي ؛ لم نأمر بالمعروف ونهى عن المنكر فكثر الخبث فهلكنا وفينا الصالحون حيث اندثر بيننا المصلحون .
نحنُ أمَّةٌ من الزُّومبي ؛ لم نعد نغار وضاعت حميتنا للدين وإن كنت شاكا فأين الغيرة والحمية عن سبي النساء المسلمات الآن في حلب على أيدي خنازير العلويين ؟!! ، لقد كشف يهودي عورة امرأة مسلمة ، فصاحت واستغاثت ، فقام رجل من المسلمين فقتل اليهودي ، فتحامل عليه يهود فقتلوه ، فدحرهم النبي صلى الله عليه وسلم في عقر دارهم ، وامرأة في زبطره صرخت وامعتصماه ، فجهز المعتصم لها جيشاً عرمرماً واكتسح الروم ، واليوم كم هي المآسي التي يتعرض لها النساء المسلمات إثر دخول القوات الكافرة إلى بلاد المسلمين الآمنة المطمئنة على مدار تاريخنا المعاصر ، والأيدي مكتوفة ، والأرجل مصلوبة ، والقلوب منذهلة ، والعقول مشلولة مع أن العيون ترى والآذان تسمع صراخ المستغيثات حتى طلبت النساء فتوى تبيح لهن الانتحار حتى لا يتعرضن للاغتصاب ! ، أترون أن الله سيعذرنا عما يفعل الكفار بإخواننا ، أم أنه سبحانه سيمهلنا ، فإمَّا الدفاع عن أعراض المسلمات ، وإما الانتقام منا معاشر المسلمين .

نَحنُ أمَّةٌ من الزُّومبي ؛ تخلى علماؤها تقديم البيان وقت الحاجة وآثروا الصمت إلا من همهمات التغريدات التي لا تغني ولا تسمن من جوع فهم مسؤولين يوم العرض والحساب ، وقفوهم إنهم مسؤولون ، قال الله تعالى : ” وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ” ، إن واقع الأمة الحالي يمثّل حجاباً كثيفاً يطمس نور الإسلام ، ومن ثَمّ يجعل هناك صدًّا عن سبيل الله .

نحنُ أمَّةٌ من الزُّومبي ؛ كيف أن الغرب اليوم أصبح يطالب بحقوق رعاياه بينما تخلى عن ذلك المسلمون ، فلقد طالبت دول الكفر بتعويضات لمن تضرروا إثر سقوط طائرة أو احتراق ملهى أو مرقص ، فأين المطالبون بحقوق ملاين المسلمين المهدرة ، الذين قُتِلوا وأخرجوا من ديارهم وأموالهم وأبنائهم ، وتخريب مئات المقدرات التي أهدرت ، ومثلها من المباني التي هدمت ، والطائرات التي أسقطت ، أين العالم عن حادثة الاعتداء وقصف مصنع الشفاء للأدوية بالسودان 1998 ، وأين العدل ومطالبة الحقوق عندما تم الحصار الاقتصادي الظالم الغاشم الذي تعرضت له بعض الدول الإسلامية كالعراق حتى سقطت في أيدي الشيعة والأمريكان ، وراح ضحيته آلاف الأبرياء من المؤمنين والمسلمين السنة ، وحدث عن مثل ذلك ولا حرج .

نحنُ أمَّةٌ من الزُّومبي ؛ يُعادينا كُلُّ الأُمَم ، ويغتصبون بلادنا ، ويقتلون منا الأطفال قبل الرجال فنستجدي من جمعياتهم الأممية الشجب والإدانة ! ولا يمنحونا إيَّاها إلا بالتقطير ، وجيوشهم تستمر في قتلنا رغم الإدانة !!! أي أننا نطلب من القاتل أن يشجبَ قتله إيَّانا ؛ نشكوهم منهم ؛ فأيُّ أمَّةٍ نحنُ ؟!!!
نَحنُ أمَّةٌ من الزومبي الذي يريديون في أفلامهم وليتنا هذا الشاب الزومبي القابع في كتب تاريخنا الذي لا نقرأه !
هذه قناعتي : إسلام حافظ
1- 12- 2016