يعاني المواطن المصري أشد المعاناة ويكابدها فوق الضجر والتململ وأقل من الثورة والمطالبة بحقه في العيش بحرية وكرامة في ظل هذا الانقلاب العسكري المدعوم إقليميا ودوليا تحت وطأة صرخات جوع صغاره ولا يدري أنه بتقوقعه على إطعامِهم يُميتُهم ويسحقُ مستقبلهم !

إن كل ممارسات حكومات الانقلاب العسكري المتعاقبة منذ عام 52 لم ولن تؤدي إلا لنتيجة واحدة هي الموت قتلا أو حرقا أو تجويعا أو إفقارا أو إمراضا في جو من سُعارِ ارتفع الأسعار في كل شيء إلا المواطن نفسه فهو أرخص سلعة يتم تقطيع أجزائها حيا ويُباع جملةً وقطاعي بلا حُرمة بل إن حُرمة الطريق لها قداسة عنه !
الأزمات تَتْرى تِباعًا ولا تأتي فرادى أزمة تلو الأزمة بل أزمات تلو أزمات لسحق ما تبقى من مواطن يحيا كإنسان مؤقت ؛ أحلامه كلها مؤجلة إلى الحياة الآخرة حيث أن أبسط حقوقه ليست في متناول يده فلا هو قادر على شراء العدس الذي بلغ سعره أربعين جنيها ولا قادر على شراء طبق البيض الذي بلغ السعر نفسه و كأن الدجاجة تحمل رتبة عسكرية أو أنها تبيض قيصريا ! أو لعلها هي الأخرى تحيا بمنهج ال mother single وأصبحت نجمة من نجوم ال ” توك شو ” فغلا سعر بيضها ولسان حالها يقول للشعب المطحون : ” لو مش عاجبك بيض إنت ” ، ولا يزال يعيش أزمة السكر والأرز وحليب الأطفال ما بين الاختفاء أو الظهور بأسعار مشتعلة غير مسبوقة بالإضافة إلى ارتفاع أسعار كل الخدمات المقدمة إليه برداءة كالمياه والغاز والكهرباء ورسوم الطرق والعلاج بل وأسعار زيارة المرضى في المستشفيات !
ولا هو قادر على شراء دوائه الذي لا يجد منه أكثر من 450 صنف وارتفاع أسعار البدائل إن وُجِدَت حيث أن 30% من الأدوية الناقصة ليس لها بدائل و70% بدائلها لا يقدر عليها المريض كما أن 40 مصنعا مهددة بالإغلاق و60 مصنعا تحت الإنشاء تعانى من التعثر في الوقت الذي تقرر فيه حكومة الانقلاب رفع أسعار 3000 صنف من أصناف الدواء في مصر لتضيف معاناة جديدة على المصريين في حياتهم اليومية ، بعد تزايد شكاواهم مؤخرا من ارتفاعات متتالية في أسعار السلع الغذائية الأساسية ولن تفلح محاولات حكومة الانقلاب تضليل المواطنين من الإعلان عن رفض قائد الانقلاب العسكري لرفع أسعار الأدوية 50% والاكتفاء ب 20% فقط فتقوم نقابة الصيادلة بإرجاء الإضراب المعلن عنه لأسبوعين !!!
حقا إن هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه حتى أتاه هذا المسهوك !!!

ولن تنتهي معاناة المواطنين أبدا في ظل حكومة الانقلاب لأنها ما جاءت إلا لتركيع مصر وجعلها لقمة سائغة في فم أعدائها المحركين للانقلاب والداعمين له في الخارج وإن لم يستفق المواطن ليدرك ما تبقى من حطام وطن ويتحرك ليسترد حريته وكرامته ومقدراته وحقه المسلوب فلن يجد نفسه إلا فتاتا في فم الحيوانات الأليفة التي يلهو بها أبناء البشاوات من حكام العسكر …

نعم في ظل حكومة يدهشها حر الصيف وتفاجئها أمطار الشتاء ؛ فلا عجب أن يكون المصري مجرد إنسان مؤقت تنتهي كل أحلامه عند شاهد قبره أو لعلها قد تبدأ !!!
هذه قناعتي : إسلام حافظ

إنسان مؤقت تم نشرها للمرة الأولى 27 – 10 – 2015