لو أنَّ مبادرةَ السفير معصوم مرزوق ببنودها المعيبة سَتُخرج مَنْ في السجون أو أنها ستُوقف الإعدامات وتعيد الحق لأصحابه .. لو كانت كذلك لاعتبرتها قضيتي و والله لو أني أراها مبشرة بأية حلحلة للموقف الجامد الراهن أو أنها حتى ستسقط آخر ورقة توت عن عورات كيان الانقلاب لسرت خلفها ووضعت يدي على كتف صاحبها وسرت خلفه مؤيدا هاتفا بالروح بالدم نفيديكي يا مبادرة !!!!!
ولكن لأسباب كثيرة لا أحمل في نفسي سوى رفض معصوم ومبادرته ولا أنسى له أنه حينما وافق المصريون على دستور الثورة 2012 بنسبة 56% خرج معصوم عضو جبهة الخراب مع رفاقه حينها قائلين : يجب أن يكون التصويت بنسبة ثلثي الناخبين حتى يحظى بتأييد مجتمعي ورفضوا الاستفتاء ونتيجته حينها والآن في مبادرته هذه يحدد نسبة 50%+1 شرطا لقبول نتيجة الاستفتاء ..

وحتى لا يتوه البيان سأجمع لك ما جال بخاطري ورأيته أو قرأته وتبنيته أو ذهبت إليه من عيوب مبادرة السفير معصوم :
1- المبادرة عبارة عن أفكار تم بلورتها دون أي ضمان حقيقي لتنفيذ أي بند من بنودها .
2- تبنت المبادرة نظرية اللي فات مات حيث نصت على عدم محاسبة أي أحد على الأخطاء منذ 25 يناير وحتى اللحظة .
3- تبنت المبادرة المثل الشعبي العجيب ( نقسم البلد بلدين ) أي قسمة حقك على اثنين لا لشيء إلا لأنك غير قادر الآن على استعادته حاليا … مساوية بين الغاصب والمغصوب !
4- تلقى برلمان الدم المنبطح كليا للقرار العسكري هذه المبادرة بالهجوم الشرس وتهكموا منه ووصفوه بأنه ظاهرة حنجورية وكذا سخروا منه ومن مبادرته قائلين : معصوم بيدعو مين بالضبط ؟!!! فهل نحن ملكيين أكثر من الملك ؟!
5- زعمت المبادرة أنه لو رفضها السيسي فالبديل نزول الناس إلى الميادين 31 من أغسطس مع العلم أنه يسع السيسي التجاهل التام ويسع الناس بيتهم فليس أحدهما مرتبطا بريموت كونترول مبادرة معصوم !!! 
6- المبادرة حصنت المجرمين من العقاب بل فتحت لهم صفحة جديدة لغسل أياديهم وعلى رأي المثل (إحنا ولاد النهاردة) واللي مات الله يرحمه !
7- حسب تعليق المستشار وليد شرابي ؛ طيب ناخدهم على قد عقلهم .. عملنا إستفتاء على بقاء السيسي تحت إشراف قضائي كامل شامخ .. وبعدين الشامخ أعلن نجاح السيسي مش ده يبقى اعتراف مننا بشرعية القتل والإعدام والتصفية والسرقة والحبس … و… و… كل علامه وفهامه وحبر سياسي بيتكلم على تحصين السيسي بعد الاستفتاء يا احبابنا فكروا شوية وبلاش خيابة … انتهى كلامه .
8- طبقا لمبادرة السفير معصوم فمَنْ سيُصدر قرار تشكيل المجلس الرئاسي المزعوم فيها هو المجلس الأعلى للقضاء والذي تم تعيينه بقرار من قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي بعدما عدل قانون السلطة القضائية .
9- رئيس المجلس الأعلى للقضاء هو المستشار مجدي أبو العلا الذي أيد حكم الاعدام على 6 من الشباب في قضية أحداث الاتحادية وهو نفسه الذي تقدمه المبادرة كمشرف على استفتائها !!!
10- المجلس الرئاسي المزعوم سيضم قضاة من المحكمة الدستورية العليا والذين عينهم قائد الانقلاب العسكري وهم أنفسهم من أصدقاء وتلاميذ رئيسهم الأسبق الانقلابي عدلي منصور والذين يحكمون بقاعدة ” الحكم بعد المكالمة ” وهم المشرفون على الاستفتاء المزعوم !
11- وفق بنود المبادرة أن السيسى لوحصل على الأغلبية البسيطة 50+1 فعلى الكل أن يرضى ويعلن الولاء والطاعة ليس للسيسى فقط بل لسياساته أيضا مهما كانت والكل هنا طبعا يشمل مناهضى الانقلاب الذى لن يصبح انقلاب بل نظام قائم على استفتاء شعبى برضا الجميع وقبولهم به.
12- من بنود مبادرة معصوم ” يحظر علي كل من اشترك أو ساهم في ولاية عامة في مؤسسات الحكم أو البرلمان خلال الأعوام العشر السابقة علي الإستفتاء المشاركة في الترشح أو التعيين لأي منصب عام خلال العشرة أعوام التالية علي أنتهاء ولاية المجلس الإنتقالي ” وهذا يعني إقصاء كل من يريد نهضة هذا الوطن عشر سنوات حيث ساوى في الإقصاء بين القاتل والمقتول وبين المفسد والمصلح !
13- المبادرة تعيد دفن الشهداء وتتعمد وأد الأحياء بكل استحقاقاتهم الانتخابية السابقة ولا حق لأسرى الانقلاب سوى الخروج وفقط ثم الإقصاء والإخصاء بما فيهم الرئيس المنتخب د. محمد مرسي نفسه !
14- العجيب أن مجرد القبول بهذه المبادرة يعني الاعتراف الكامل بدستور السيسى ومؤسساته حيث رضي الجميع بالاحتكام إليها وبالتالي نتائجها حيث تحولت المبادرة إلى مُحلل ليجيز للسيسي مرة أخرى اغتصاب مصر ولكن هذه المرة في إطار يبدو وكأنه شرعي !
15- ما يقال عن المبادرة بأنه يكفيها الحلحلة في حالة الموافقة عليها وأنها تحمل الدعوة للنزول يوم 31 – 8 فإنها للأسف كمن يدَّعي إحياء الموتى ! وتكذيبه لا يحتاج إلى رد … فالسيسي موجود والشعب موجود والميادين موجودة ولن يتحرك فهل سيتحرك أحد ؟! 
16- فكيف بالله عليك ؟!! قل لي بربك كيف نطرح السيسى على استفتاء عام مستندين على دستور السيسى تحت إشراف قضاء السيسى وجيش السيسى وشرطة السيسى ومخابرات السيسى وإعلام السيسى وكل شبر فى مصر المحتلة بعسكر السيسى ويسيطر على كل مؤسساته ثم تضمن في النهاية نتائجه بل كيف تضمن أنها لم تخرج من عباءة السيسي وكتبها عباس كامل نفسه وهل تستبعد إن أحسنا الظن بالسفير معصوم أن معصوم نفسه أُجبر عليها ؟!
17- بعد كل ما سبق هل لا زلت ترى أن هذه المبادرتحمل بصيص أمل ؟!
فمن سيفاوض من ؟!! هل المبادرة رسمية حتى يرد عليها كل جبهات التحالف ؟! القصة لا تعدو عن كونها إما أفكار مبلورة مغلوطة منقوصة بلا أية ضمانات لتنفيذ حقيقي أو أنها من رحم العسكر نفسه وفي كلتا الحالتين ما الضامن ؟!!! لا شيء .. هل لازلت مصمما أن تكون ملكيًّا أكثر من الملك ؟!!! ما الذي يجبر السيسي على التفاوض أصلا ؟!!! وهو بالمعنى الشعبي راكب ومدلدل والشعب بياكل تبن وساكت … فلماذا يتفاوض ؟؟؟!!!!!
من أجل هذا ولغيره قلت أن مبادرة معصوم جنينُ سفاحٍ وُلد ميتًا .
#هذه_قناعتي : اسلام حافظ