مشهد سينمائي عالق بذهني يقف فيه حسن يوسف مُحتضنًا كلبًا يعرضه على أحد علوج الجيش البريطاني المحتل لمصر قائلا : تشتري كلب ؟! لِينخدع الجندي به ويتم سحبه خلف جدار لقتله على يد الفدائيين حسبما يقول سيناريو الفيلم ثم يتم تكرار الأمر مع علج غيره … ويتم ذبحه …

هذا ما تفعله روسيا اليوم – حسن يوسف سابقًا – بالأمة العربية !

حيث يقف بوتين حاملا الكلب لكل الأمة وليس لفرقها الكروية فقط قائلا : تشتري كلب ؟! ليتقدم الفريق تلو الآخر داخلا الحظيرة الروسية ليس استعدادا للذبح كباقي أبناء أمتنا الذين يُقتلوا بدعم روسي غير مباشر في العراق أو بدعم مباشر في سوريا وفقط بل وأيضا لأخذ جرعة مخدر مناسبة ليظل من بقي حيًّا كالميت !

لنجد الموتى الأحياء يرقصون محتفلين في شوارع مدن وعواصم الأمة ببلوغ إحدى فرقها الواحدة تلو الأخرى لكأس العالم في روسيا التي ما فتأت ترتكب المذابح عيانا ليلة احتفال شعوب الأمة بانتصار فرقها المزعوم !

العجيب أنه مع كل احتفال ببلوغ مونديال روسيا 2018 يزيد شراهة روسيا لدمائنا فتشرب أكثر فهاهي ليلة تأهل السعودية لكأس العالم في نسخته الروسية 2018 والتي كانت بعد فوز منتخبها على منتخب اليابان 1-0 يوم الثلاثاء 14 ذو الحجة 1438هـ – 5 سبتمبر 2017م والتي شنت فيها ميليشيات الأسد هجومها المدعوم روسيًّا على الغوطة الشرقية بريف دمشق فسقط 6 أبرياء مدنيين في بلدة مسرابا بالغوطة الشرقية جراء القصف المدفعي الذي استهدف البلدة كما شنت روسيا في ثوب الأسد قصفا عنيفا على بلدة عين ترما وحي جوبر بصواريخ الفيل … ولتهنأ الأمة بالدفء في أحضان الدب الروسي !!!.

وكذا ليلة تأهل تونس إكلينيكيا – على حسب وصف الصحافة الكروية – لكأس العالم بعد فوزها على غينيا واقترابها من الحصول على التأشيرة الروسية لمونديال كأس العالم يوم السبت الموافق 7 من أكتوبر 2017 مع جرعة المخدرات الكروية أغارت الطائرات الروسية على سجن وبداخله معتقلين مدنيين في مدينة العشارة بالريف الشرقي ما أدى لارتكاب مجزرة راح ضحيتها 30 معتقلا ومعتقلة .. لتنعم شعوب المنطقة باقتراب تونس من حضن الدب الروسي !!!

ثم نأتي لأحداث ليلة تأهل المنتخب المصري لكأس العالم في روسيا أمس الأحد 8 من أكتوبر 2017 حيث ابتلعت شعوب الأمة جرعة تكفيها مغيَّبةً لِمَا بعد كأس العالم 2030 ولذا كانت شهية الدب الروسي للحوم المسلمين أكثر شراهة حيث واصل طيران الاحتلال الروسي استهداف أبنية سكنية وأسواق شعبية في مختلف مناطق محافظة إدلب مُوقعا العشرات من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين ومخلفا مذبحة أخرى في أبناء أمَّةٍ باتت لاهية ساهرة في احتفالها بوصول إحدى فرقها إلى روسيا التي تعبث بأرواح أبنائها.

ليس العيبُ فيمن يعادينا جهارًا ولكنَّ العيبَ فينا أن نتعامى عن عداوته ونرقص طربا لقربنا منه ! فها هو بوتين يدعم سفاح سوريا بشار الأسد بلا حدود حتى حرك الجيش الروسي لإنقاذ بشار من السقوط مرتكبا المذبحة تلو الاخرى متجاوزا كل مذابح الغرب الصليبي الثابنة تاريخًا في حق المسلمين في الأندلس والبوسنة والهرسك وكذا مجازر الدب الروسي نفسه في أفغانستان و الشيشان ليضيف سطورًا كُتِبت كالعادة بدمائنا فوق جماجمنا .

فلا عجب حين يقف قائلا بكل وضوح : ” سوريا تُمثل آخر ساحات المعركة في الصراع العالمي الدائر منذ عقود عدة بين الدول العلمانية والإسلامية السُنيّة التي بدأت لأول مرة في أفغانستان مع حركة طالبان ثم انتقلت إلى الشيشان ” .. فهذا ليس بغريب عليه بل العجب كل العجب أن نسمع منه هذا بكل وضوح ونبيت محتفلين بنشوة نصر زائف أننا وصلنا كأس عالم 2018 بروسيا .. نعم ليس العيب فيه إذن بل العيب فينا نحن أبناء الإسلام أن نحيا كـ ” أمة من الزومبي ” الذي يريدون !!!

الفِرَقُ العربيَّةُ في روسيا 2018 تَشْتَرِي كَلبًا !

هذه قناعتي : اسلام حافظ