الوقت لا يزال مبكراً على بدء التفكير للعودة الى الحياة الطبيعية بعد جائحة كورونا هكذا فكرت ميار التي كانت في بداية الأمر تتذمر من إجبارها وآخرين للبقاء في منازلهم تجنبا لإصابتهم بفيروس كورونا والذي إجتاح العالم منذ سنوات.

لست على استعداد بعد للعودة للعمل (هكذا حدثت نفسها) وهي تشاهد نشرات الأخبار التي زفت لمن بقي من الشعوب على قيد الحياة بشرى خبر زوال وباء كورونا نهائيا وأن على كل المواطنين الآن الذهاب الى الطبيب المختص ليزرع لهم شريحة الكترونية في رأسه تجعل من السهل على صاحب العمل والحكومة التأكد من خلو المواطنين من عدوى فيروس كورونا.


تتذكر مايا كيف أنه منذ سنوات مضت كانت شعلة نشاط ولم تكن على استعداد للتأخر دقيقة واحدة عن عملها، فقد بذلت جهدا كبيراً للحصول على تلك الوظيفة في تلك الشركة الكبيرة، وأنفقت كثيرا على كورس اللغة الإنجليزية حتى قبلوها.
وكيف أنه بين عشية وضحاها أصبحت وشعوب الأرض حبيسي جدران منازلهم بعد أن أمطرتهم أجهزة الإعلام في كل أنحاء العالم بأخبار فيروس كورونا الذي اجتاح البشرية وأصاب مئات الألاف وقضى على حياة الألاف فقط في أسبوعه الأول.


تذكرت كيف أن رؤساء دول كبرى مثل أمريكا و فرنسا و ايطاليا وغيرها كانوا يظهرون على شاشات التلفاز يبكون من انتشار الفيروس في بلادهم وكيف حصد أرواح الصغار والكبار. وكيف أن حكومات العالم بدأت تأخذ إجراءات أقنعوهم انها لحمايتهم من التعرض للعدوى بهذا الفيروس القاتل وكيف أن مايا وكل الشباب في سنها في ذلك الوقت لم يستمعوا لكلام حكوماتهم فما كان من رؤساء حكومات العالم الا أن كثفوا جرعات الخوف والفزع الصادرة عبر وسائل الإعلام المختلفة وعبر تقارير مطبوخة في مختبرات أجهزة المخابرات العالمية التي صارت تصرخ على مواطني العالم للبقاء في منازلهم.


تتذكر مايا كيف كانت حياتها قبل فيروس كورونا وكيف كانت تلتقي بصديقاتها وعائلتها وكيف كانت تقضي أوقات فراغها وتتحرك بحرية في المولات والمحال التجارية وتقضي العطلة الصيفية مع عائلتها لتأتي جائحة كورونا وتقضي على حياتها الاجتماعية وعلى آمالها في الترقي في الوظيفة وتحقيق طموحها.


لم تكن تتخيل مايا أن البقاء في المنزل سيستمر سنوات
الحكومة اقنعتها ان الأمر لن يتعدى أسابيعلم تشعر إلا اليوم ان الأمر لم يكن فقط أسابيع بل كانت سنوات


سنوات غيرت في طبيعة حياتها والتي أصبحت تخشى الآخرين وتميل للعزلة وقطعت صلتها تماما بصديقاتها وأفراد عائلتها وفقدت الرغبة أو فقدت فرصة الزواج.


على الجانب الآخر تجد أحمد، أحد المعارضين لأحد أنظمة كانتونات الشرق الأوسط
كان يفكر في إمكانية العمل على تثوير الشارع مرة أخرى في بلده الذي يعاني من حكم جاء نتيجة انقلاب عسكري غاشم عمل على قمع المعارضين وسفك دماء العديد من أبناء الشعب

أحمد هو الآخر كان يبني آمالا عريضة في استخدام قدرته على التواصل و إقناع الآخرين لعمل خطط ودعوات تحث الشباب للتظاهر ضد الحكم في بلاده
وبالفعل نجح أحمد ومجموعة كبيرة من زملاؤه بكسر حاجز الخوف والنزول لمحاولة اسقاط هذا الإنقلاب

ولكن فجأة يسمع أحمد في أحد البرامج عن اجتياح وباء جديد للعالم وأن حياته مع الكثيرين باتت معرضة للخطر في حال التواصل الاجتماعي والتجمعات الكتيرة وأخطرها على الإطلاق المظاهرات.

لم يصدق أحمد ما سمعه في التلفاز في بدء الأمر فقرر اللجوء لمواقع التواصل الاجتماعي والتي يثق فيها، ولكن مواقع التواصل الاجتماعي هي الأخرى كانت مليئة بأخبار كورونا و لم يستمع لبعض التحليلات السياسية العاقلة التي حذرت الجميع من العملية الإستخباراتية كورونا و أن هذه العملية صنعت خصيصيا لإحكام السيطرة على الشعوب.

و لكن صوت الوهم كان أكبر من هؤلاء

على الفيسبوك, تويتر, انستجرام

لم يجد أحمد مفرا من الاستماع لتعليمات حكومات العالم عملاً بمبدأ (هو أنا هعرف أكتر من الحكومة)

أقنع أحمد زملاؤه بتجميد النشاط الثوري والحراك وتعليقه الى حين إشعار آخراليوم وبعد خمس سنوات قضاها أحمد في منزله منتظرا الفرج والإذن بالخروج وعودة الحياة الطبيعية لم تعد لديه القدرة على التفكير في حراك أو ثورة

لم يعد من العقل والمنطق أن يثور على الحكومة التي سمع لها وصدقها وقام بحبس نفسه وعائلته حبس انفرادي امتد على مدار سنوات لا يعرف حتى عددها

يخرج أحمد من ذكرياته على صوت مارشال عسكري يلقي البيان على التلفاز
لم يصدق نفسه اليوم وهو يشاهد الخبر

(إلى سكان المعمورة ومن بقي على قيد الحياة، عليهم أن يتوجهوا الى الطبيب الخاص لزرع شريحة في رأسه لكي يتحرك بسهولة ويثبت خلوه من الفيروس) واستكمل الخبر (بدون هذه الشريحة لن تستطيع العودة لعملك أو ركوب المواصلات العامة أو ارتياد المحال التجارية والترفيهية)

أحمد يختلس نظرة الى المرآه فيجد ملامحه وقد تغيرت وأصبح الشيب يملأ رأسه

لابد أن شكل الحياة تغير بعد كل هذه السنوات في العزل الإجباري

خرج أحمد ومايا والآلاف من حبسهم الإختياري وتوجهوا الى الطبيب لزرع الشريحة في رؤسهم

لم يدر في خيال أيا منهم أن بهذه الشريحة يتم التحكم فيهم من قبل حكوماتهم
من خلال هذه الشريحة الذكية تعرف الحكومة مع من يتعامل ومن أين يتسوق وأين يذهب وماذا يأكل و و و …. الخ

أقنعوهم ان هذه الشريحة الذكية ليست فقط لإثبات خلوهم من المرض بل أيضا انها شريحة ذكية ستجعلهم أفضل في التفكير تمشيا مع ظروف النظام العالمي الجديد!

النظام العالمي الجديد!!

لقد سمعنا هذا المصطلح من قبل

حدثوا بعضهم البعض و قد أدركوا بعد فناء كل هذه السنوات حجم الخديعة التي تعرضوا لها

لم يكن يعلم هؤلاء ان فيروس كورونا ما كان سوى عملية مخابراتية كان هدفها زراعة الخوف في قلوب الملايين بعد قتل ثلثي سكان العالم ليعيش الثلث الأخير تحت السيطرة.

والموضوع لم يكن فقط شريحة الرأس بل أيضا عملة الكترونية موحدة حول العالم بعد اختفاء الدولار ولا تستطيع ان تتصرف بأموالك المرتبطة الكترونيا في أحد مكاتب المخابرات في بلدك
بل ونظام اقتصادي موحد وبورصة عالمية واحدة يتحكم فيها الأخ الأكبر الذي استطاع بدهائه وبوسائل الإعلام التي يمتلكها وبالدمى الذين يحكمون دول ودويلات العالم من إعادة الشعوب الى كهوفهم.

لا عزاء للأغبياء وممسوحي العقول اليوم!

وأهلا بكم في عالمكم الجديد

عالم الأخ الأكبر!