كتبت منذ حوالي سنة ونصف مقالا بعنوان القضية الخرفانية, وشرحت فيه بشكل موجز سبب انتشار مصطلح الخرفان, ومنذ يومين اذيعت حلقة الهاشتاج بعنوان ( يا خرفان ) والتي شرحت فيها, كيف وجهت مخابرات العسكر الإعلاميين المرتزقة لنشر مصطلح الخرفان, تمهيداً لذبح الاخوان المسلمين, وشرحت ارتباط مصطلح الخروف بالديانة المسيحية, حيث يطلق العهد الجديد على النصراني المتدين لقب ( خروف ). وكيف كان الصهاينة يسمون جنود وضباط عبد الناصر, بالخرفان وذلك في اعقاب هزيمة 67 المهينة والتي بث الصهاينة فيلماً وثائقياً عنها بإسم ( روح شاكيد ) يقول فيه احد الجنود الصهاينة عن اسرى جيش عبد الناصر ( نقلناهم على العربات كالخرفان ).

المصطلح في الاساس يرتبط بفئتين فقط, النصارى والعسكر, والمصطلح في الجيش يبدو متجذراً في أعماق ثقافة العسكر, فليس من أدبيات العسكر أن يناقش المرؤوس رئيسه في أمر صدر إليه, وهكذا فإن العسكر قبل أن يسميهم الصهاينة بالخرفان, استحقوا هم أولاً هذا اللقب.

انظر إلى ما يفعله أي طيار اباتشي في سيناء, ثم اسأله في جلسة خاصة بينكما إن كان صديقك, هل يرضى عن قصف منازل الأهالي وقتل الآمنين في سيناء ؟ ولا تستغرب أبداً عندما يقول لك, أنه غير راضِ ولكنها الأوامر, فهو قد تربى على أن يكون خروفاً للقائد العسكري, والنصراني المتدين تربى على أن يكون خروفاً لمن يحتل مقعد أنبا الأقباط, وهكذا فلا تستغرب أبداً من ترقية شخص لا يمكنك أن تتعرف على وجهه من مؤخرته, ولا يجيد الحديث باللغة العربية وتبدو ثقافته أشبه بثقافة خروف حديث الولادة, لمنصب مدير المخابرات الحربية, فما اُشيع عنه ولمح إليه الهالك عبد الله كمال, أنه كان مسؤولاً عن تلميع حذاء طنطاوي, حتى رضي الأخير عنه, وائتمنه على أمن وزارة الدفاع, وهي وظيفة على تفاهتها, لا يعمل بها سوى أولي الثقة, ولا يمكن أن يترقى إليها الا خروف مثالي عتيد الخرفانية.

الضابط في الجيش لا يمكنه الترقي الا إذا اصبح خروفاً مثالياً, يطيع قادته ولا يعصي لهم أمراً حتى وإن تعارضت الأوامر مع أوامر رب العالمين, ولا تستغرب فهذه هي طبيعة الجيش العلماني الذي ابتدع فكرته المعلم يعقوب عندما انشأ ميليشياته النصرانية لمحاربة المسلمين في مصر تحت قيادة الاحتلال الفرنسي, وهذا هو الجيش الذي انشأه اللورد دافرين سنة 1886 بعد الاحتلال البريطاني لمصر وحل جيش عرابي, بعد أن ظهرت فيه علامات رفض الاحتلال والتمرد على أسرة محمد علي, وهو نفس الجيش الذي حارب الخلافة العثمانية تحت قيادة البريطانيين وحارب أهلنا في السودان اثناء الثورة المهدية تحت قيادة الاحتلال البريطاني وساعد الانجليز في احتلال القدس سنة 1917.

الحالة الوحيدة التي يمكن فيها لخرفان جيش المعونة الأمريكية أن يعصوا الاوامر وأن يتمردوا وينقلبوا على رئيس منتخب هي عندما تسكت أفواههم بقطع من العملة, التسريبات الأخيرة كشفت أن ماسح حذاء طنطاوي, ولاعق حذاء نتن ياهو تلقى أموالاً بالمليارات من حكومات الخليج لينقلب على النظام الشرعي المنتخب ولينقلب على رئيسه, فخامة الرئيس مرسي.

والعسكر لديهم عقدة دونية ملحوظة تجاه قطر, فالمخلوع لم يتوقف لحظة عن سب قطر وأميرها وزوجته, ثم حذا حذوه ماسح حذاء طنطاوي, فإعلام العسكر لم يتوقف عن التطاول على قطر وشعبها وأميرها ووالدته منذ الانقلاب وحتى الآن, واتصور الآن, ضاحكة كيف سيكون اداء مرتزقة مدينة المراجيح الإعلامية اليوم بعد أن اعتذر المأفون لأمير قطر, كيف سيبرر ذلك الإعلامي الشاذ جنسياً المقرب من الخروف الأكبر قائد الانقلاب وصديقه الحميم, اعتذار خروفهم اليوم لأمير قطر ؟

هل سيخرج عمرو أديب ليقول له ( اعتذاركم ابن ستين كلب ) ؟ وهل ستردح لميس الحديدي وتقول له في نهاية وصلة الردح ( مش قد قطر سيبها يا …. # .), وهل سيتحفنا الإعلامي أبو باروكة بحكاية جديدة عن أسر قائد القوات البحرية القطرية ؟ وهل سيحلق الواد يوسف ( شنبه ) ؟ وهل سيلبس جابر القرموطي غترة وعقال اليوم في الاستوديو لينحني لقطر ؟

قلت منذ يومين, أن قطر إن لوحت فقط برزمة من الدراخمة اليونانية, لزحف الخروف على بطنه من القاهرة إلى الدوحة رقصا ولقبل حذاء أمير قطر.

لا شك أن الدافع اليوم وراء الاعتذار هو خوف خروف الانقلاب ( صاحب الهاشتاج الاكبر ) من انقطاع امدادات الرز كما يسميها, وهو السبب الذي دفع العسكر للإيعاز للمشخصاتية والآلاتية بانتاج أغنية ( الشقة المفروشة ) التي أهانت مصر ونساءها وشعبها وصورت مصر على أنها كباريه !

ملايين المصريين والعرب سيضحكون من قلوبهم اليوم على ما سيسمعونه من تبريرات احمد موسى وعمرو اديب ولميس وجابر القرموطي عن اعتذار خروفهم الأكبر لأمير قطر, وما سوف يقولونه عن حكمة قائد ( لا مؤاخذة ) الانقلاب.