في مصر يكفيك أن تتخرج من الجامعة وتعمل في هيئة دولية وتتكلم انجليزية متلعثمة وأن ترتدي نظارة تتشبه بها بغاندي, لتنصب نفسك معلماً للشعب, ولتصبح وصياً على اختيارات الملايين.

في مصر المنكوبة بهذا النوع من عقدة الخواجة المركبة, يمكن لكل من يحمل حقيبة السفر قادماً من أوربا أن يرشح نفسه لانتخابات الرئاسة على أبواب المطار, فطالما عشت مع (الخواجات), فأنت بالتأكيد تفهم.

مركب النقص الذي يأبى البعض أن يشفى منه والذي اصيب به البعض منذ الاحتلال الفرنسي, وتعاظم وتضخم وقت الاحتلال البريطاني.

ثقافة تنظر للأجنبي دائماً بانبهار, ثقافة تكونت تحت جنازير الدبابات الانجليزية وعلى فوهات بنادق جنودهم.

ثقافة فردوس في مسلسل (ريا وسكينة ) التي لم تكن ترى غضاضة في أن تفرط في شرفها مع ( العسكري جوني ) مقابل علب بلوبيف مكتوب عليها بلغة السيد الأبيض.

ثقافة احتلال لخصتها اللهجة العامية المصرية بعبقريتها في مصطلح ( عقدة الخواجة ).

في مصر, توقع أن تسمع على فيديو البرادعي الخاص ببرناردينو ليون تعليقات من نوع : شوف الراجل حاطط رجل على رجل ازاي ولا هامه !! طبعا مش سابقنا بـ 500 سنة ضوئية !! لا تستغرب ستسمع تلك التعليقات المضحكة من دراويش البرادعي وستشعر أنك في مولد من موالد الصوفية وسترى من يُطوح رأسه يميناً ويساراً طرباً لإشارة اصبع البردعي حين قال ( من يسمون بالاسلاميين ) متحدثاً عنهم بغطرسة لا ترى لها مبرراً في ( بربشته ) أو مظهره العام المضحك.

وسيهز البعض رؤوسهم بل ومؤخراتهم, ويصلون إلى قمة ( السلطنة ) حين يسمعون البرادعي وهو يقول : “لقد وقعت على الخطة التي وضعها بالفعل صديقي برناردينو ليون والذي يحاول أن يقوم بنفس الشيىء الآن في ليبيا”, سيطلق الدراويش صيحات الإعجاب يا سلام اعد يا عم البرادعي الله عليكي يا ست بينما تشهق بعضهن انبهاراً من حكمة البرادعي ويصيح بعضهم الله يمسيك بالخير ياسي برناردينو.

وبرناردينو هذا أيها الأفاضل, كان مبعوث الاتحاد الأوربي لشؤون جنوب البحر الأبيض المتوسط, أي أنه ولي أمر المستعمرة.
وقع البرادعي على الخطة التي وضعها إذاّ ولي أمر المستعمرة المحتلة, ووافق سيادته على خروج كريم للرئيس مرسي وعلى إدماج الإخوان المسلمين في الحياة السياسية.. يا سلام يا ولاد .. ايه كرم الأخلاق دا ولكن بعد أن وقع البرادعي بكرم أخلاقه خطة برناردينو, بدأ يا حرام العنف يترسخ !! فهل كان يقصد العنف في مجزرة المنصة ؟ أم مجزرة الحرس الجمهوري ؟ أم مجزرة القائد ابراهيم ؟ الم يعترف ذلك البرادعي على نفسه أنه دار على دول الاتحاد الأوربي ستة أشهر لإقناعهم بالانقلاب على الرئيس المنتخب ؟ ثم الم تلفت نظركم جملة أن المتآمر يوافق على خروج المنتخب ؟

نحن بصدد تآمر كامل على دولة وعلى رئيسها وشعبها, لمجرد أن أراجوزاً متلعثماُ اسمه البرادعي, قرر أن يعين نفسه وصياً على ملايين المصريين ظناً منه أنه يفهم لمجرد أنه يرتدي نظارة نظر تشبه تلك التي كان يرتديها غاندي ولديه القدرة على أن يبدو أراجوزاً !!

فهل يتفضل السادة الدراويش بشرح جريمة الخيانة والتآمر ؟
وهل يتفضل المريدين بشرح معنى الـ ( مسؤولية سياسية ) أم أن وجوده في منصب نائب الطرطور ومشاركته في مشهد الانقلاب, لا يعني لهم شيئاً ؟

 

تاريخ النشر: 6-7-2015