أكاد أتخيل أنه بعد عشرين عاماً من اليوم سوف يكتشف العالم أن فيروس كورونا كان عملية مخابراتية امريكية و لكن على هيئة فيروس هذه المرة للتحكم في العالم عن طريق الإعلام مثلما حدث في العملية الببغاء التي تم الكشف عنها بعدها ب 25 عاما و بعد أن تداول العالم كله أخبار تم صناعتها في مطبخ المخابرات الأمريكية حين اعترف مدير السي آي إيه في جلسة استماع في الكونجرس الأمريكي ان السي اي ايه لديها اشخاص في وسائل الإعلام المختلفة يسلمون لهم المعلومات التي يريدون نشرها و بالتالي تنتقل تلك الأخبار الى كل انحاء العالم و بالتالي يتم السيطرة على الرأي العام في أمريكا والعالم 

عملية السيطرة الاعلامية هذه بدأت عام 1950 وانفضحت سنة 1975 أو هكذا يروجون ان عهد السيطرة انتهى و لكن هذا غير صحيح 

لا يزال حتى يومنا هذا يتم توزيع التقارير الكاذبة والمطبوخة في مطبخ السي آي إيه على مراسلي ومذيعي وصحفيي شبكات التليفزيون والراديو والصحف الأمريكية ليتم التحكم في المواطن الامريكي و بالتالي سكان العالم الذي يتأثر بشكل كبير بوسائل الإعلام الأجنبية 

وهكذا تتم صناعة المواطن الذي يفكر ويعيش كما تريد له السي آي إيه و كما يريد النظام العالمي ان يفكر

من يعمل في الحقل الإعلامي و يستمع الى الأخبار الامريكية و مثيلاتها في بلادنا المنكوبة يعلم ان الأمر به لعبة ما.. يريدون التغطية على حدث ما .. 

كنت اتناقش مع ابنتي منذ أيام حول تناول الإعلام غير المسبوق لفيروس كورونا و محاولات زرع الخوف في نفوس المتابعين فقلت لها ان هذا التهويل الإعلامي هو للتغطية على مصيبة ما قد تكون مثلا اخلاء ساحات المسجد الأقصى لتنفيذ حلم دولة اسرائيل او للتغطية على ما يحدث للمسلمين في الهند من مذابح أو تنفيذ صفقة القرن التي اعلن خريطتها ترامب منذ فترة وجيزة أو ما يحدث في سوريا التي لم يعد يتحدث عنها أحد أو أحداث ليبيا التي اختفت من على شاشات أخبار الجزيرة و غيرها لتحتل أخبار كورونا كل برامج الأخبار و التوك شو و التحليلات السياسية و خبراء الحرب البيولوجية و غيرها أضف الى ذلك ما يحدث لأخوتنا المسلمين في اليمن و الحرب الشرسة التي يشنها الحوثيون هناك و ما يفعله الجيش المصرائيلي في سيناء لإخلائها و تسليمها لتنفيذ صفقة القرن و غير ذلك من مآس يتعرض لها المسلمون في كل انحاء العالم .. فبعد كورونا لم نعد نذكر المسلمين في الصين ( الأويغور) ولا جرائم الإبادة التي يتعرض لها مسلمو الروهينجا.

وأنا هنا لا أقلل أبداً من خطورة فيروس كورونا و لكني أنبه الى الفخاخ الإعلامية التي نقع فيها من وقت لآخر.. 

إنما أنبه فقط لتحكم الإعلام في تصرفاتك و تحركاتك فقد أصبح واضحاً أنه يمكن السيطرة على الشعوب عن طريق مخاطبة الغرائر الانسانية (كالخوف مثلاً)

و أن الناس إن اصيبت بالخوف يمكن أن تقتنع بأي شيىء مهما كان غير منطقي وأن الجماهير يمكنها أن تبتلع وتهضم أي خزعبلات والمسألة كلها علم له قواعد و أصول ومن يملك العلم بالاضافة إلى الأدوات (من قنوات وصحف وغيره) يمكنه فعلياً أن يحكم العالم عن طريق السيطرة على هذه الجماهير ومخاطبة غرائزها وتحريكها إلى حيث يشاء .

كما ذكرت سابقاً

أنا لا أقول لك لا تخف أو أن تأخذ الحيطة و الحذر بالعكس .. خد كل الاحتياطات اللازمة ثم توكل على الله فنحن المسلمون نعلم ان لكل أجل كتاب و الناس يموتون كل يوم و بأسباب مختلفة و الموت عموما ليس النهاية بالنسبة لنا.

و لكن ما تبثه وسائل الإعلام في العالم تسبب في إثارة الذعر والهلع. 

هذه العناوين المخيفة عملت بشكل كبير على صناعة الخوف: “الوضع في الصين خطير.” , إغلاق المدارس و الجامعات” “ منع الصلاة في الحرم “ و غيرها من عناوين

أضف الى ذلك الكم الهائل من التزييف الإعلامي الذي انتشر على جميع وسائل الإعلام و الذ ساهم بشكل كبير جدا في تعظيم حالة الخوف لدى الناس كصورة لطبيب ووهان و هو ينهار في البكاء و صورة أخرى تظهر مجموعة من الجثث اتضح من البحث انها صور مزيفة.

من المهم جدا و نحن نواجه هذا الفيروس الإعلامي ان تعلم أن كورونا فيروس مصنع في المعامل كما أشرت في بوست سابق لي, و هذا يعني ان المصل الوقائي له سيظهر و لكن في وقت لاحق.

و مهم أيضا أن تعلم أنه بما إنه فيروس مصنع فهو مثل الأنفلونزا التي تصيب مئات الآلاف سنويا و لكن الفرق الوحيد أنه لا يوجد له لقاح حتى الآن.

بالطبع لك الحق ان تخاف عندما تشاهد التقارير الإخبارية لمسؤولي الصحة في الصين وهم يرتدون القفازات والأقنعة والنظارات الواقية و لكن لابد ان ترتاح نفسيا ايضا عندما تعلم أنه في كل عام يموت عشرات الآلاف من الأمريكيين بسبب فيروس الإنفلونزا مثلا. 

في العام الماضي فقط مات حوالي 40 ألف مواطن من الإنفلونزا. و منذ أكثر من عامين وصلت الوفيات الى معدل هو الأسوأ في العشر سنين الأخيرة 61000 حالة وفاة.

و بقليل من البحث ستعلم ان خلال موسم الأنفلونزا عام 2018-2019 في امريكا كان حوالي 75 ٪ من حالات الوفيات في سن 65 فما فوق, و ما يقرب من 17 ٪ كانوا بين 50-64 سنة. و بالبحث أكثر تجد أن العديد منهم لديهم ضعف جهاز المناعة بسبب كبر السن. 

و الحقيقة ان التقارير التي وردت من الصين حتى الآن تؤكد أن معظم الذين ماتوا كانوا بالفعل في حالة صحية سيئة و يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي و أن متوسط اعمارهم هو 75 عامًا.

إذاً مالذي يجعل العالم كله يتأهب هذه المرة .. ماهو الجديد و لماذا كل هذه الضجة الإعلامية اذا كانت كل الدلائل تشير إلى أن هذا الفيروس ليس بمستوى خطورة، السارس و و متلازمة الشرق الأوسط. 

عندما ظهر السارس (متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد) في الصين في عام 2002 كان معدل الوفيات حوالي 10%. ووصلت حالات الاصابة الى 8000 حالة تقريبا في 17 دولة. 

و في عام 2012 ظهر فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية و كان معدل الوفيات في الفيروس أعلى بكثير من كورونا

إذاً مكمن الخطر ليس في الفيروس

مكمن الخطر الحقيقي هو أننا يتم التعامل معنا كفئران في معمل للتجارب الإعلامية 

الخطر الحقيقي وسائل الإعلام ( الرسمي و مواقع التواصل ) تساهم في نشر الخوف و القلق بنشر معلومات خاطئة و أخبار مزيفة 

أكاد أجزم من خلال عملي كإعلامية ان كل ما يحدث لا يخرج عن كونه عملية سياسية اقتصادية هدفها هو السيطرة و ابتزاز الشعوب 

يستخدمون المرض سياسيا في امريكا على سبيل المثال لتمرير ترامب في الانتخابات القادمة و تسويق الاجراءات التي يتخذها الآن من ضخ أموال لانقاذ الاقتصاد الأمريكي و غيره كجزء من الدعاية الانتخابية له و في الحجاز مثلا للتغطية على اجرام محمد بن سلمان الذي اعتقل عدد كبير من أفراد عائلته للإستيلاء على العرش و إذا بحثنا أكثر و أكثر في كل بلد ستكتشف ان لكل بلد خصائصه السياسية التي يتم استخدام الفيروس بشكل أو بآخر لشغل الشعوب بعيدا عن الأحداث السياسية الهامة 

يستخدمون المرض لإثارة الذعر وجعل الفيروس خطير و يصعب السيطرة عليه. لابتزاز الناس اقتصاديا و ليسارع الجميع الى شراء الماسكات الطبية و ليسارع الناس لاحقاً للتطعيم ضد الفيروس التي تستفيد منه اولا وأخيرا الحكومات و شركات الأدوية و وسائل الإعلام التي استطاعت ان تجعل عيون العالم كله تتطلع الى أخبار الفيروس و صعوبة التحكم به.